كيف يتم تنظيف الطائرات من الداخل؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 04 أكتوبر 2024
مقالات ذات صلة
لما لا يتم تصميم الطائرات بشكل أوسع من الداخل؟
كيف تبدو طائرة بوينج 777 إكس الجديدة من الداخل؟
كيف تبدو الغواصات من الداخل؟

تُعتبر نظافة الطائرات من الداخل عاملًا حيويًا لضمان راحة الركاب وسلامتهم خلال الرحلات الجوية. نظرًا لأن الطائرات تنقل ملايين الأشخاص حول العالم يوميًا، فإن الحفاظ على مستويات عالية من النظافة أصبح ضرورة ملحة، خاصة في ظل الأوضاع الصحية العالمية. عملية التنظيف تتطلب جهودًا متواصلة ومنهجية منظمة لضمان نظافة المقصورات، المقاعد، ودورات المياه، بالإضافة إلى الالتزام بالمعايير الصارمة التي تفرضها شركات الطيران. 

تختلف إجراءات التنظيف من رحلة لأخرى بناءً على طول الرحلة وعدد الركاب، لكنها تتبع جميعها بروتوكولات دقيقة ومعايير محددة. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل كيف تتم عملية تنظيف الطائرات من الداخل، بدءًا من التنظيف السريع بين الرحلات إلى التنظيف الشامل الذي يتطلب ساعات من العمل الدقيق.

التنظيف السريع بين الرحلات

التنظيف السريع هو العملية الأساسية التي تتم بين الرحلات الجوية القصيرة أو المتوسطة، حيث يتم تنظيف الطائرة في فترة زمنية قصيرة جدًا قبل صعود الركاب الجدد. الهدف من هذا النوع من التنظيف هو الحفاظ على نظافة المقصورة وترتيبها دون التسبب في تأخير الرحلات. تبدأ الفرق المتخصصة في التنظيف بإزالة القمامة والأوساخ من جيوب المقاعد ومنطقة الجلوس. بعد ذلك، يتم تنظيف الطاولات القابلة للطي وتعقيمها، مع ترتيب الوسائد والأغطية إذا تم استخدامها خلال الرحلة السابقة. كما يتم كنس الأرضيات وإزالة أي بقع ظاهرة. تُخصص فرق أخرى لتنظيف دورات المياه، حيث يتم إعادة تعبئة المناديل الورقية وتبديل مواد التنظيف وتعقيم الأسطح والمراحيض بشكل سريع وفعال.

يتم في بعض الأحيان توزيع معقمات الأيدي على الطاقم أو الركاب كإجراء إضافي للحفاظ على النظافة. خلال هذه الفترة، تتولى الفرق الأخرى ملء خزانات المياه واستبدال الأطعمة والمشروبات إذا كانت الرحلة التالية تتضمن تقديم وجبات أو خدمات ضيافة. هذا النوع من التنظيف السريع ضروري لضمان أن الطائرة جاهزة للرحلة التالية دون تأخير، مع الحفاظ على مستوى مقبول من النظافة.

على عكس التنظيف السريع الذي يتم بين الرحلات، يُعتبر التنظيف العميق إجراءً شاملاً يتم بعد الرحلات الطويلة أو عند نهاية اليوم. تستغرق هذه العملية عادة عدة ساعات وتتطلب تفريغ الطائرة بالكامل. تبدأ الفرق المختصة في التنظيف العميق بتعقيم جميع الأسطح الداخلية للطائرة بما في ذلك المقاعد، الأحزمة، الطاولات، والشاشات. كما يتم تنظيف الأغطية والوسائد المتاحة للركاب، حيث تُرسل إلى شركات الغسيل المتعاقدة لتنظيفها وتعقيمها وفقًا لمعايير صحية صارمة.

الأرضيات تخضع أيضًا لعملية تنظيف دقيقة، حيث يتم كنسها ومسحها باستخدام منتجات تنظيف خاصة للتخلص من الأوساخ والبكتيريا. وفي حال وجود بقع مستعصية، تُستخدم أدوات متخصصة للتخلص منها. دورات المياه تخضع لتعقيم شامل، حيث يتم تنظيف المراحيض والمغاسل والأسطح الأخرى باستخدام مواد تنظيف قوية قادرة على قتل الجراثيم. حتى مناطق المطبخ ومناطق التخزين التي لا يصلها الركاب، تُنظف بعمق لضمان سلامة الطعام والمشروبات المقدمة على متن الطائرة. تُعد هذه العملية جزءًا أساسيًا من ضمان تجربة مريحة وآمنة للركاب الذين يستقلون الطائرة في الرحلة التالية.

مع انتشار جائحة كوفيد-19، تغيرت معايير التنظيف في صناعة الطيران بشكل كبير. أصبحت شركات الطيران تعتمد على تقنيات جديدة لتعقيم الطائرات وضمان سلامة الركاب. من بين هذه التقنيات، أجهزة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية التي تُستخدم لتعقيم مساحات واسعة من الطائرة خلال فترة زمنية قصيرة. تعمل هذه الأجهزة على قتل الفيروسات والبكتيريا الموجودة على الأسطح وفي الهواء، مما يجعل الطائرات أكثر أمانًا.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الطائرات مجهزة بفلاتر هواء HEPA التي تلتقط أكثر من 99% من الجسيمات الدقيقة، بما في ذلك الجراثيم والفيروسات. هذه الفلاتر تعمل على تجديد الهواء داخل المقصورة بشكل مستمر، مما يساهم في تقليل احتمالية انتشار العدوى. كما تقوم شركات الطيران بتوزيع معقمات الأيدي والمناديل المبللة المعقمة على الركاب لضمان نظافة أيديهم خلال الرحلة. بعض شركات الطيران قامت أيضًا بتغيير إجراءات تقديم الطعام، حيث تقدم الآن وجبات معبأة ومختومة لضمان الحد الأدنى من التفاعل بين الركاب والطاقم.

فإن عملية تنظيف الطائرات أصبحت معقدة ومهمة أكثر من أي وقت مضى، لضمان راحة وسلامة الركاب على متن الرحلات الجوية. من خلال استخدام تقنيات التنظيف الحديثة والالتزام بمعايير صارمة، تسعى شركات الطيران لضمان أن رحلات الطيران ليست مجرد وسيلة نقل، بل تجربة مريحة وآمنة للركاب في جميع أنحاء العالم.