كيف تتسبب الأعاصير في تعطيل الرحلات الجوية؟
الأعاصير هي واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تأثيرًا على عمليات الطيران، حيث يمكن أن تتسبب في تعطيل الرحلات الجوية بشكل كبير، مما يؤدي إلى إلغاء وتأخير مئات بل آلاف الرحلات. يمتد تأثير الأعاصير على الطيران إلى ما هو أبعد من المناطق المتأثرة مباشرة بالعاصفة، ليشمل أيضاً المطارات والمجال الجوي في المناطق المحيطة. في هذا المقال، سنستعرض كيف تؤثر الأعاصير على الرحلات الجوية وما هي التدابير التي تتخذها شركات الطيران والسلطات الجوية للتعامل مع هذه الكوارث الطبيعية.
كيف تؤثر الأعاصير على الرحلات الجوية؟
الأعاصير تجلب معها رياحاً شديدة السرعة يمكن أن تصل إلى أكثر من 150 ميل في الساعة (240 كم/ساعة). هذه الرياح القوية تجعل من الصعب للغاية على الطائرات الإقلاع أو الهبوط بأمان. الرياح الجانبية خاصة تشكل خطراً كبيراً عند محاولات الهبوط، حيث يمكن أن تدفع الطائرة بعيداً عن المدرج.
الأمطار الغزيرة والفيضانات
الأمطار الغزيرة المصاحبة للأعاصير يمكن أن تؤدي إلى فيضانات في المطارات، مما يعطل العمليات الأرضية بشكل كبير. مدارج الطائرات قد تغمر بالمياه، مما يجعل الإقلاع والهبوط مستحيلاً. الفيضانات يمكن أن تؤدي أيضاً إلى أضرار بالبنية التحتية للمطار، مثل أنظمة الإضاءة وأجهزة الاتصالات.
الأعاصير تسبب انخفاضاً كبيراً في مستوى الرؤية بسبب الأمطار الغزيرة والغيوم الكثيفة. الطيارون يعتمدون على رؤية واضحة للإقلاع والهبوط بأمان، وانخفاض الرؤية يمكن أن يجعل هذه العمليات شديدة الخطورة.
اضطرابات الهواء
الاضطرابات الجوية التي تسببها الأعاصير تشكل تحدياً كبيراً للطائرات أثناء الطيران. هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى اهتزازات شديدة للطائرة، مما يعرض سلامة الركاب والطائرة للخطر.
بسبب المخاطر المذكورة أعلاه، تقوم السلطات الجوية والمطارات بإغلاق المطارات وتعليق جميع العمليات عندما يقترب إعصار. شركات الطيران تلغي الرحلات أو تؤجلها لتجنب تعرض الركاب والطاقم لأي خطر محتمل. هذه الإلغاءات والتأجيلات يمكن أن تؤدي إلى اضطراب كبير في جداول الرحلات الجوية العالمية.
التدابير المتخذة للتعامل مع تأثير الأعاصير
شركات الطيران والمطارات تعمل على التخطيط المسبق للتعامل مع الأعاصير. يتم مراقبة الأحوال الجوية بشكل مستمر باستخدام تقنيات متقدمة ونماذج توقعات الطقس. عند تحديد مسار إعصار محتمل، تبدأ شركات الطيران في تعديل جداول رحلاتها وتحويل مسارات الطائرات لتجنب المناطق المتأثرة.
إجلاء الطائرات
قبل وصول الإعصار، تقوم شركات الطيران بإجلاء الطائرات من المطارات المتوقعة أن تتأثر بالعاصفة. يتم نقل الطائرات إلى مطارات أكثر أماناً بعيداً عن مسار الإعصار، مما يحمي الطائرات من الأضرار المحتملة ويضمن استمرار العمليات بعد انتهاء العاصفة.
شركات الطيران والمطارات تبقي الركاب على اطلاع دائم بالتغييرات في جداول الرحلات وأي إجراءات احترازية يتم اتخاذها. يتم توفير معلومات حول الإلغاءات والتأجيلات عبر الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، والتطبيقات الخاصة بشركات الطيران.
استئناف العمليات بعد العاصفة
بعد مرور الإعصار، تعمل شركات الطيران والمطارات على استئناف العمليات بأسرع وقت ممكن. يتم تقييم الأضرار وإصلاحها، وتقوم فرق العمل بإعادة تجهيز المدارج والمرافق لاستقبال الرحلات الجوية. استعادة العمليات يتطلب تنسيقاً كبيراً بين مختلف الأطراف لضمان عودة الحركة الجوية إلى طبيعتها بسرعة وأمان.
الأعاصير تسبب تعطيلات كبيرة للرحلات الجوية، مما يؤثر على ملايين الركاب حول العالم. بفضل التخطيط المسبق والتدابير الاحترازية، تستطيع شركات الطيران والمطارات تقليل تأثير هذه الكوارث الطبيعية وضمان سلامة الركاب والطواقم. ومع استمرار التطورات التكنولوجية في مجال التنبؤ بالطقس وإدارة الطيران، يمكن تحسين التعامل مع تأثير الأعاصير بشكل أكبر في المستقبل.