كيف تؤثر السياحة الجماعية على المحال والأنشطة التجارية في فلورنسا؟
كان للسياحة الجماعية تأثير كبير على الحرفيين في فلورنسا حيث زار نحو 1.5 مليون سائح فلورنسا، وهي جوهرة الفن والهندسة المعمارية، وذلك بأشهر الصيف وحدها بالعام الماضي، بزيادة 6.6% عن العام السابق.
في المقابل فإنه يتم تحويل عدد كبير من المحلات التجارية والشقق السكنية إلى "محلات وجبات سريعة" و"إير بي إن بي إس". تماشيا مع زيادة أعداد الزوار.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وبحسب ما جاء فقط ترك العديد من الورش الفنية لإفساح المجال أمام فندق فخم، وذلك بسبب السياحة الجماعية في المدينة التوسكانية.
حيث تشهد فلورنسا كذلك تشهد العديد من المدن السياحية الأخرى زيادة في عدد المحلات التجارية التي تتحول إلى أمور تخدم السياحة كما يحتاج السياح الكثير من الوجبات السريعة والسهلة أثناء جولاتهم السياحية. حيث يشهد بعض المباني السكنية تحويلها إلى "إير بي إن بي إس"، وهي خدمة تسمح للسياح بحجز الشقق السكنية لفترات قصيرة خلال زيارتهم للمدينة. وهذا التحول يعكس تغيرات في احتياجات السياح وتفضيلاتهم، ولكنه أيضًا يثير قلقًا بشأن حفاظ المدينة على هويتها الثقافية وتجربة الزوار.
ولا شك تمثل فلورنسا موطنًا للعديد من المعالم الثقافية والفنية الهامة، مثل كاتدرائية سانتا ماريا ديل فيوري وقصر بيتي، وكذلك تعد هذه المعالم جزءًا لا يتجزأ من تراث المدينة خاصة مع تزايد عدد السياح الذين يزورون فلورنسا، حيث يتزايد كذلك الضغط على هذه المعالم وسط الطلب المتزايد على الخدمات والمرافق السياحية الحديثة. وقد يؤدي هذا الضغط إلى التأثير على جمالية المدينة وقد يتسبب في خسارة بعض من روحها الفريدة.
لذا قد زادت الدعوات الشهر الماضي لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية وسط المدينة، فيما قفز متوسط تكلفة الإيجار السكني بنسبة 42% بين عامي 2016 و2023، وذلك في حين ارتفع عدد الشقق المدرجة على موقع إير بي إن بي من نحو 6000 إلى ما يقرب من 15000، وذلك بحسب الأرقام الرسمية.
ويصطف السياح أمام الكاتدرائية ويتجمعون حول تمثال ديفيد لمايكل أنجلو حتى في شهر فبراير ومع طرد السكان واختفاء المتاجر التقليدية، أصبحت فلورنسا صندوقا فارغا.
حيث يجب أن يتم تعزيز التوعية الثقافية كذلك بين السياح والمجتمع المحلي حيث يمكن تحقيق هذا عبر تنظيم جولات سياحية موجهة وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على تاريخ وفن فلورنسا. فيما يجب أن يتم تشجيع الزوار على الاستمتاع بتجربة شاملة للمدينة، تتضمن زيارة المتاحف والمعارض والتعرف على التراث الثقافي المحلي.