كيف احتفل المصريون القدماء بشم النسيم؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 16 أبريل 2023 | آخر تحديث: الإثنين، 06 مايو 2024
مقالات ذات صلة
المتحف القومي للحضارة بالفسطاط المقر الجديد لملوك مصر القدماء
عجائب الآثار: كيف نحت المصريون القدماء مسلة يتجاوز وزنها 1000 طن؟
احتفل باليوم الوطني للزهور

يرجع تاريخ احتفالات أعياد شم النسيم إلى المصريين القدماء حيث يعتبر عيد ربيع مصري وكان الهدف من الاحتفال به هو إعادة الحياة والأمل للنفوس، كما يعتقد أنه أول مهرجان في المدينة يتم الاحتفال به على الإطلاق، حيث اعتبر المصريون القدماء الربيع إنه وقت هام لبداية الخلق، حيث يكون الطقس دافئاً وتتفتح الأزهار فيه وتتحول جميع الأشجار إلى اللون الأخضر وذلك على الرغم من عدم تحديد يوم شم النسيم كل عام إلا أنه تم الإعلان عنه في الأهرامات العظيمة في الليلة التي سبقت إقامة المهرجان.

يرجع تاريخ هذا الاحتفال الرائع الذي يرتبط بتفتح الزهور والحياة والأجواء الربيعية، إلى نحو 5000 عام ، وكان في عهد الأسرة الثالثة للمملكة القديمة في هليوبوليس "مدينة الشمس"، ويعتبر الجزء الأكبر والأشهر في الاحتفال هو الطعام حيث البيض المسلوق الملون والأسماك المملحة والمدخنة والبصل الأخضر والخس لكل منها معنى ورمز، حيث يرمز البيض إلى بداية الخلق كذلك رسم المصريين القدماء البيض وكتبوا عليهم رغباتهم ودعواتهم فوق الأشجار والمعابد في الليلة التي سبقت العيد، كذلك كانوا يكسرون البيض حتى تتحقق كل رغباتهم وتتجدد حياتهم.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

فيما كان السمك يعتبر رمزًا لشيء مختلف وغالبا كان لتنمية الحياة والخير والرفاهية وبينما البصل الأخضر لطرد الأرواح الشريرة والخس يرمز إلى الأمل وبداية الربيع ويحرص المصريون حتى يومنا هذا على الاحتفال بهذه الطريقة في شام النسيم بالطريقة نفسها التي احتفل بها أسلافهم .

وفي كل عام يتجمع المصريون بجميع أنحاء البلاد للاحتفال بشم النسيم إحدى أقدم المناسبات في البلاد وأكثرها قداسة. ويترجم شم النسيم إلى رائحة النسيم باللغة العربية ويحيي قدوم الربيع إيذانا بالموسم الزراعي حيث يعتقد المصريون أن هذا الحدث له أصول قديمة حيث تعود الاحتفالات إلى آلاف السنين وتسبق الدين. كما يجتمع كذلك المسلمون والمسيحيون الأقباط معًا من أجل شم النسيم ، ملتزمين بالتقاليد التي لم تتغير منذ آلاف السنين.

وبالتحديد يرجع تاريخ الاحتفالات بشام النسيم إلى الأسرة الثالثة ما بين 2650 قبل الميلاد - 2575 قبل الميلاد وفي ذلك الوقت كان يُعرف باسم شيمو وهو مهرجان الربيع حيث يقدم المواطنون بموجبه الأسماك المملحة والأطعمة الأخرى للآلهة المختلفة. وكذلك وهو حدث تم تحديده في السابق من خلال اتجاه الشمس مقابل أهرامات الجيزة من المحتمل أن يكون الحدث متزامنًا مع الاعتدال الربيعي ويأتي ذلك مع ازدياد عروبة البلاد ، كان الاسم مطابقًا صوتيًا لشم النسيم وبدأت الاحتفالات تشبه تلك التي نراها اليوم.