قوس النصر: أمر نابليون ببنائه احتفالاً بانتصاره ومات قبل اكتماله
هو البناء الوحيد لنابليون بونابرت والذي لم يتمكن من رؤيته لأنه توفي قبل اكتماله بـ15 عاماً. استغرق إنشاؤه ثلاثون عاماً ومرت عليه جيوش أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.
إنه قوس النصر في باريس، والذي يُعد ثاني أكبر قوس نصر في العالم وأحد المعالم التذكارية الأكثر شهرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قوس النصر
يُعد قوس النصر رمزاً مميزاً للهوية الوطنية الفرنسية، ويُقام احتفالاً بالقرب منه كل عام في الرابع عشر من يوليو، ويبدأ العرض العسكري السنوي بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي رحلته من عند هذا القوس.
يقع القوس وسط منطقة شارل دي جول، المحطة الغربية لشارعِ الشانزليزيه.
وفي عام 1806، أمر نابليون الأول ببناء قوسِ النصر، حيث أراد أن يكون هناك صرحاً عظيماً يخلد الإنجازات العسكرية للجيوشِ الفرنسية ويمجد انتصاره العظيم في معركة أوسترليتز في عام 1805.
ويبلغ ارتفاع القوس، الذي صممه المهندس العسكري جان فرانسوا شالجرين، 164 قدماً أي ما يعادل 50 متراً، وعرضه 148 قدماً وهو ما يعادل 45 مترًا. ويقع في ساحة دائرية تلتقي فيها عدة طرق لتكّون نجماً كبيراً مشعاً، وهذا هو سبب تسميته أيضاً بقوس انتصار النجم.
تاريخ البناء قوس النصر
بدأ بناء القوس في 15 أغسطس عام 1806 وهو اليوم الذى يوافق عيد ميلاد نابليون، وتم الانتهاء من الأساس قليلاً بحلول وقت زواجه من الأرشيدوقة النمساوية ماري لويز في عام 1810.
وبوفاة مصمم البناء كان قد تم الانتهاء من جزء صغير فقط من الهيكل بأواخر عام 1811، وتباطأ العمل أكثر بعد تنازل نابليون عن العرش واستعادة آل بوربون حكم البلاد في عام 1814.
وظل الأمر كذلك حتى أمر الملك لويس الثامنِ عشر باستئناف العمل في عام 1823، وتم الانتهاء من البناء الأساسي للنصب بحلول عام 1831، واكتمل العمل في عهد الملك لويس فيليب، والذي افتتحه رسمياً في 29 يوليو 1836.
وهكذا نجد أن بناء القوس قد استغرق 30 عاماً حتى تم الانتهاء منه.
تصميم قوس النصر و نقوشه
ويمكننا القول إن تصميم شالجرين للقوس كان كلاسيكياً حديثاً، مستوحى جزئياً من قسِ تيتوس الروماني.
وتأتي أهمية قوس النصر التاريخية في تنفيذ منحوتات زخرفية بارزة للاحتفالِ بالانتصارات العسكرية للثورة وعهد الإمبراطورية والتى تم نحتها على واجهات الركائز الأربعة للقوس.
وصف القوس
ويوجد بالنصب التذكاري درج مكون من 284 درجة من مستوى الأرض إلى قمة النصب، ويذهب المصعد المرفقِ بالبناء جزئياً إلى أعلى النصب فلا يمكنه الوصول إلى القمة حيث سطحِ المراقبة، إلا عن طريق تسلق الدرجات المتبقية.
وأسفل سطحِ المراقبة نجد متحفاً صغيراً به معارض تفاعلية عن تاريخِ القوس والحقب التي مر بها.
الجندي المجهول الفرنسي
وتحت القوس يوجد ضريح الجندي المجهول الفرنسي الذي أضيف عام 1920، ويمثل جميع الجنود القتلى مجهولي الهوية فى فرنسا على مدار التاريخ، وهناك تضاء شعلة لإحياء ذكراهم كل مساء فى تمام السادسة والنصف، وتم إضاءت شعلة نيران الذكرى لأول مرة في عام 1923.
وأيضا يُقام في القوس احتفالاً سنوياً بمناسبة ذكرى هدنة عام 1918 التي أنهت الحرب العالمية الأولى.
الدور الأثري لقوس النصر
وكانت توابيت العديد من الشخصيات الفرنسية البارزة مثل فيكتور هوغو وفرديناند فوش، موجودة هناك قبل أن تنقل لمكان آخر.
وكانت مسيرات النصر تسير تحت القوس، سواء تلك الخاصة بالقوى الغازية مثل ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، أو فرنسا وحلفائها عند تحرير باريس، ولكن بعد ذلك أمر الجنرال شارل ديجول بإيقاف العروض العسكرية من تحته احتراماً لنصب الجندي المجهول، فأصبحت الجيوش الفرنسية تطوف حوله على مر الزمن.