قصر قرطاج: صرح شاهد على تاريخ تونس
تعاقب عليه 7 رؤساء تونسيين أحدهم لم تدم فترة حكمه سوى 24 ساعة
مقر العمل الرسمي والإقامة لرئيس الجمهورية، يطل على شاطئ مدينة قرطاج الأثرية في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، وتعاقب عليه 7 رؤساء أحدهم لم تدم فترة حكمه سوى 24 ساعة.
وتجسد الهندسة المعمارية للقصر ومواد بنائه وزخرفته ومحتوياته، ما شهدته تونس من محطات تاريخية وحضارات تعاقبت على أرضها وأسهمت في إثراء وتنوع رصيدها الثقافي والتراثي والمعماري.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في حلقة اليوم من برنامج "حكاية صرح" نأخذكم في جولة داخل "قصر قرطاج"، صرح شاهد على تاريخ تونس.
تشييد قصر قرطاج
في البداية، كان موقع القصر مقراً لإقامة المقيم العام للحكومة التونسية، وهو الموظف الفرنسي المكلف بمراقبة وزراء حكومة "باي تونس" خلال فترة الحماية الفرنسية، و"باي" كلمة تركية تعني السيد أو الأمير.
وبعد استقلال تونس، اختار الحبيب برقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية، الموقع ليكون مقراً لإقامته، وقرر تشييد قصر يتماشى مع ذوقه وتطلعاته، مكلفاً المعماري الفرنسي التونسي أوليفييه كليمون كاكوب، بمهمة التشييد.
وبُني القصر على ثلاث مراحل في الفترة الممتدة بين عامي 1960 و1969، على طراز العمارة العربية الأندلسية، وكان واقعاً على مساحة تتراوح بين 38 و 40 هكتاراً - الهكتار 10.000 متر مربع-
قصر قرطاج من الداخل
يتكون قصر قرطاج من 4 أقسام: المبنى المركزي، جناح خاص به شقتين، مبنى للأمن الرئاسي ومبنيين آخرين بهما الخدمات العامة والمشتركة والإدارية والمالية.
ويضم القصر أيضاً نافورة الألف جرار، وهو موقع أثري روماني، بالإضافة إلى عدة قاعات تحمل أسماء شخصيات تونسية لها مكانتها في تاريخ البلاد منهم: الحبيب بورقيبة، عبد العزيز الثعالبي وأبو القاسم الشابي.
قصر شاهد على تاريخ تونس
وشهد قصر قرطاج إقامة الرؤساء الذين حكموا تونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956، وهم: الحبيب برقيبة، أول رؤساء تونس الذي عينه البرلمان عام 1957 وحكم الدولة لمدة 30 عاماً، حتى أطاح به وزيره الأول زين العابدين بن علي، الذي انتخب أيضاً رئيساً للبلاد وحكم تونس لمدة 23 عاماً، حتى هرب في أعقاب الثورة الشعبية التي اندلعت في 17 ديسمبر عام 2010.
في يوم هروب بن علي، أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي، توليه صلاحيات رئيس الجمهورية بشكل مؤقت، لكن المجلس الدستوري أبعده لأن زين العابدين غادر البلاد دون تفويض سلطاته وبالتالي لم يدم حكمه أكثر من 24 ساعة.
وفي 15 يناير عام 2011، أعلن البرلمان التونسي شغور منصب الرئيس بشكل نهائي، ليصبح رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع، رئيساً مؤقتاً للبلاد.
،
وفي ديسمبر عام 2011، انتُخب المنصف المرزوقي رئيساً للبلاد من قبل البرلمان بأغلبية الأصوات، وانتهت ولايته في ديسمبر 2014، أي حكم 3 سنوات فقط.
وفي 31 ديسمبر 2014، انتُخب الباجي قائد السبسي، ليكون أول رئيس جمهورية تونسي منتخب عن طريق الاقتراع بعد الثورة، وتولى المنصب حتى وافته المنية في يوليو 2019.
والآن يقطن قصر قرطاج، قيس سعيد، السياسي والأستاذ الجامعي، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية وتولى حكم تونس في 23 أكتوبر 2019، ولا يزال يشغل المنصب حتى الآن.