قصة بلدة يابانية لا يسكنها سوى شخص واحد وقطة
على بعد حوالي 300 ميل غرب طوكيو، في محافظة إيشيكاوا اليابانية، تقع قرية أوزوتشي، واحدة من أجمل القرى التي تجسد صورة مثالية للطبيعة والهدوء. تمتاز القرية بتلالها المتدحرجة، غاباتها العريقة، حقول الأرز المتناسقة، والمنازل ذات الأسقف الحمراء التي تشكل لوحة طبيعية ساحرة.
رغم جمالها الباهر، باتت أوزوتشي اليوم موطنًا لشخص واحد فقط وقطته حيث إن معظم سكان القرية الذين كانوا يشكلون مجتمعًا نابضًا بالحياة انتقلوا إلى أماكن أخرى مع مرور السنوات. إلا أن القرية التي تضم 44 منزلًا، وقد بنيت في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، ما زالت تحتفظ بهيئتها القديمة تقريبًا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولكن، لماذا تعود المنازل إلى تلك الحقبة فقط؟ الإجابة تكمن في حادثة مأساوية شهدتها أوزوتشي عام 1938، عندما تسبب أطفال في إشعال حريق التهم معظم منازل القرية. أعيد بناء القرية بعد الحريق، مما يجعل منازلها أقل قدمًا من المنازل الموجودة في المناطق المحيطة.
وببعض الحالات، يعيش أصحاب المنازل كذلك في أوزوتشي الآن بجزء آخر من اليابان، إذ منجذبين إلى الثقافة والعمل وصخب المدينة الكبيرة. وفي حالات أخرى، يدير المنازل أبناء أو أحفاد المالكين الأصليين، الذين لا يقيمون فيها.
وهذه ليست القرية الوحيدة باليابان التي يتناقص بها أعداد السكان وذلك يرجع لارتفاع عدد كبار السن إذ يقدر أن حوالي 29.9% من اليابانيين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ولكن من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة لـ 38% بحلول عام 2070، وواحد من كل 10 يابانيين يبلغ من العمر 80 عاماً أو أكثر.
بالرغم من أن أوزوتشي أصبحت قرية شبه مهجورة، إلا أن ساكنها الوحيد يعيش وسط الطبيعة التي لا تزال تحتفظ بسحرها الأخاذ. القطة التي ترافق هذا الساكن أصبحت جزءًا من المشهد اليومي في القرية، مما يضفي طابعًا مميزًا على الحياة فيها.
تعد أوزوتشي اليوم رمزًا للعزلة والسلام، حيث يمكن للمكان أن يلهم الباحثين عن هروب من صخب المدن الكبرى. التلال المتناثرة، الغابات الصامتة، والينابيع المتدفقة تجعلها ملاذًا للتأمل في روعة الطبيعة وتاريخها.
تمثل قرية أوزوتشي قصة فريدة عن الزمن الذي تغير وسكانه الذين غادروا، لكنها في الوقت نفسه شهادة حية على الجمال الطبيعي الياباني وتاريخ الإنسان في التكيف مع الكوارث. إنها ليست مجرد قرية ؛ بل هي لوحة بديعة تحكي قصة الماضي والحاضر في تداخل مثير.