قرية غيّة السعودية: كيف بنى الإنسان بيوتاً فوق الحمم البركانية؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 03 مارس 2021 | آخر تحديث: الإثنين، 23 سبتمبر 2024

تُعد القرية إحدى عجائب السعودية السياحية حيث تجسد إرادة الإنسان في تذليل الطبيعة رغم الصعاب: تُرى كيف عاشوا على صخور ملساء؟

مقالات ذات صلة
هل ألغي عطلتي إلى قبرص بسبب حرائق الغابات؟
بركان جزيرة هاواي يثور وحمم بركانية في الشوارع
جولة استكشافية داخل كهوف الحمم البركانية في أيسلندا

في أقصى الجنوب، وعلى ارتفاع أكثر من 700 متر من الأرض، تقع قرية "غية التراثية"، إحدى عجائب المملكة العربية السعودية، حيث بنى أهلها بيوتاً فوق حمم بركانية متحجرة، بعد مرور 180 مليون سنة على انفجار الجبل البركاني "تهوى"، تُرى كيف يمكن للإنسان العيش على الصخور الملساء؟

نحو 35 منزلاً بجانبهم مسجد أثري وعين ماء، يشكلون قرية "غية" التي أدرجتها المملكة ضمن الوجهات السياحية في عسير، باعتبارها مكان عبقري يعبر عن إرادة الإنسان في التعامل مع الطبيعة وقدرته على تذليلها رغم الصعاب.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وتقع قرية غرية في محافظة المجاردة في منطقة عسير جنوب المملكة السعودية، وتكمن أهميتها في كونها حلقة وصل بين محافظة النماص في أعالي جبال السروات ومحافظة المجاردة عن طريق عقبة سنان الشهيرة التي تخترق الجبال.

قرية غية التراثية

ووفقاً لوزارة الثقافة السعودية، يتجاوز عمر قرية غية الـ200 عام، وكان أهلها يتنقلون فوق الصخور عبر الطرق الملتوية أو بدرجات الجص.

ويُسمى الجبل الذي يحتضن "قرية غية" أو كما تُعرف بالقرية المعلقة، جبل "تهوى" وهو جبل بركاني انفجر قبل 180 مليون سنة.

وعند الوقوف جنوباً على جبل يرتفع 1741 متراً، تظهر صورة القرية ومنازلها المبنية من الأحجار وأسقفها المصنوعة من الأخشاب والرمال، وتمتاز البيوت بجمال البناء، وعند دخولها نجد بعض الأدوات التراثية كالرحى والفوانيس وأدوات الزراعة وغيرها.

كيف كان يعيش أهالي القرية؟

وجسد الإخصائي الضوئي "حسن حريصي" جماليات الموقع ومشاهد جمال الطبيعة والآثار القديمة، حيث ذكر أن القرية عبارة عن مجموعة من البيوت التي شُيدت فوق صخرة يصعب الوصول إليها لوعورة المكان، فلا يمكن استيعاب كيفية البناء على صخور ملساء، إضافة إلى المزارع التي تطوق القرية من كل اتجاه، ما يجعلها مكان يستحق التوثيق، بحسب تصريحات سابقة له لموقع العربية نت.

وأضاف حريصي أن القرية المهجورة منذ السبعينيات، كان أهلها يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي، كما يوجد بداخلها جامع أثري كان يؤدي الأهالي الصلاة فيه.

وفي موسم سقوط الأمطار تتشكل الشلالات المبهرة، حيث تتدفق المياه من جوار المنازل الأثرية لتستقر في أحواض خاصة للاستخدام فيما بعد.

وتابع: "حاولت عن طريق طائرة الدرون تجسيد جماليات المكان العبقري، الذي يعبر عن إرادة الإنسان في التعامل مع الطبيعة وقدرته على تذليلها لحياته، فالموقع يُعد من أعاجيب الجمال السياحي في السعودية، حيث استطاع الإنسان أن يبني منازلاً فوق الحمم البركانية المتحجرة، ويضع بصمته الحضارية في شكل بيوت ونقوش وجماليات".

والفيديو بالأعلى للمصور محمد اليوسي، فاز بجائزة ألوان السعودية عام 2018.