في عيد الحب: معالم سياحية حول العالم تروي قصص العاشقين
-
1 / 9
يمتلئ التاريخ بقصص المحبين، الذين نادى عليهم الحب يوماً وأجابوا النداء، فإما ذاقوا الحلاوة أو تجرعوا المرارة، لكن بعض العاشقين لم تخلد حكاياتهم كلمات فقط، بل بلغ الحب منهم مبلغه حتى إنهم تركوا أبنية عاشت أكثر مما عاشوا، وصارت الآن معالماً سياحية تروي قصص الحب والغرام، يقصدها السائحون عاماً بعد عام، يتعلمون منها الحب وتطأ أقدامهم حيث وطأت أقدام العاشقين يوماً ما.
أحضر خريطتك والق نظرة على الهند، واستحضر في مخيلتك "تاج محل" ذلك الصرح الجميل الراقي الذي يتوافد عليه ملايين السائحين عاماً بعد عام، لكن هل تعلم أن هذا لمعلم السياحي العظيم هو ضريح يخلد قصة حب ملتهبة بين أحد أباطرة الهنود وزوجته؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إذا اشتقت لمعرفة القصة، تجول معنا بين صفحات الألبوم بالأعلى وتعرف على أبرز المعالم السياحية التي تخلد قصصاً للحب حول العالم، بمناسبة عيد الحب.
معالم سياحية تروي قصص العشاق
بيتي تريانون- فرنسا
يقع هذا القصر ضمن أراضي قصر فرساي في فرنسا، وهو من تصميم آنج جاك قابريال، وبدأ بنائه في عام 1762 بناءً على طلب من الملك لويس الخامس عشر الذي أراد بنائه لعشيقته مدام دي بومباردو.
لكن الحلم لم يكتمل، وسبق الموت إلى مدام دي بومباردو قبل إتمام أعمال بناء القصر التي انتهت في عام 1768، وكان التأثر بالنمط اليوناني الذي اجتاح أوروبا آنذاك واضحاً بشكل كبير.
وعند اكتمال القصر، شغلته مدام دي باري حتى وفاة لويس الخامس عشر سنة 1774.
وعندما تربع لويس السادس عشر على العشرس، أهدى القصر لزوجته الشابة ماري أنطوانيت، وهي أشهر من سكن هذا القصر، وخلال الثورة الفرنسية تحول "بيتي تريانون" إلى نُزل، قبل أن يستعيده نابليون بونابرت ويقدمه لأخته بولين.
وفي عام 1867، حولت الإمبراطورة يوجيني زوجة نابليون الثالث، والتي كانت مولعة بماري أنطوانيت، ذلك القصر إلى متحف يعرض حياة زوجة لويس السادس عشر ويخلد ذكراها إلى يومنا هذا.
تاج محل- الهند
ربما لم يمر على سمعك اسم "أرجمند باو بجيم" من قبل، لكنك بالتأكيد سمعت كثير أو ربما زرت "تاج محل"، ذلك الصرح الراقي الواقع في مدينة أغرا الهندية، إن "أرجمند" هي من ترقد في هذا الضريح الشهير وتُعرف باسم "ممتاز محل".
كانت أرجمند ثالث زوجات الإمبراطور الهندي المسلم شاه جهان وأكثرهن قرباً منه وكان يحبها حباً شديداً، وكانت ترافقه في كل أمور حياته: سفره، جلساته مع وزرائه وحملاته أيضاً، حتى أطلق عليها اسم "ممتاز محل" والتي تعني جوهرة القصر.
وعند وفاة أرجمند في عام 1631، قرر شاه جهان تخليد ذكراها ببناء ضريح "تاج محل" لفرط حبه لها، وعلى قدر حبه كان جمال المعلم السياحي الأشهر في يومنا هذا.
والآن، يتوافد على تاج محل آلاف السائحين بشكل يومي من مختلف أنحاء العالم، حيث باتت هذه التحفة المعمارية أيقونة العشق الخالد.
قلعة الغموض في ولاية أريزونا- الولايات المتحدة
تقع في سفح جبل ساوث بارك في فينيكس في ولاية أريزونا الأمريكية، وشُيدت عام 1930 على يد رجل يُدعى بويس لوثر جولي.
وكان للوثر جولي ابنة تُدعى ماري لو، وكثيراً ما كان يرولي لها حكايات حول القلاع، حتى إنه وعدها ببناء قلعة لها يواً ما.
لكن جولي أصيب بداء السل المميت بينما كانت ماري لو في سن الخامسة، فقرر الرحيل من بلدته في سياتل إلى أريزونا دون أن يخبر ابنته أو بقية العائلة، حتى لا يروه على فراش الموت.
في أريزونا، قرر جولي تنفيذ وعده لابنته وتشيدد قلعة عكف عليها بنفسه 16 عاماً، وبناها من الرمال والمعادل والحجر والأسمنت وقطع غيار السيارات.
وفي عام 1945، وبينما كانت ماري لو في الـ22 من عمرها، تلقت رسالة من والدها، كتبها وهو على فراش الموت، يخبرها فيها بأنه شيد لها قلعة وفاءً لوعده لها، لتكون شاهداً على حب رائع من أب لابنته.
قلعة المرجان في فلوريدا- الولايات المتحدة
إذا قررت زيارة هذه القلعة، ستجد في مدخلها حجراً نُقش عليه: "سوف ترى إنجازاً غير عادي"، وهو بالفعل كذلك.
ففي عام 1913، كان إدوارد ليدسكالنين يبلغ من العمر 26 عاماً ويعيش في ريغا لاتفيا، حينها ارتبط بحب حياته، أغنيس سكوفس، التي كانت تصغره بـ10 سنوات.
وقبل يوم واحد من حفل زفافهما، قررت أغنيس إيقاف إتمام مراسم الزفاف، وهو الأمر الذي أوقع إدوارد في حزن شديد فقضى عدة سنوات متنقلاً بين كندا وكاليفورنيا وتكساس قبل أن يستقر في ولاية فلوريدا سنة 1918، وهناك قررء البدء في بناء نصب تذكاري لتخليد قصة حبه التي لم يُكتب لها أن تكتمل.
وبالفعل، بدأ إدوارد بناء منحوتات صخرية مرجانية ضخمة في منزله في مدينة فلوريدا، لكن في عام 1936، اشترى 10 فدادين من الأراضي المجاورة في مكان قريب من البيت ونقل مشروعه إليه.
وبحلول عام 1940، كان قد شيد بمفرده مجموعة كاملة من الأبراج والنوافير والآثاث المزخرف والمنحوتات التي بلغت حوالي 1100 طن من الصخور المرجانية، والتي استخدم في تصميمها أدوات بدائية للغاية.
وربما كان حب إدوارد صادقاً إلى الحد الذي جعل قلعته التي بناها تعيش حتى يومنا هذا.
قلعة جون بولدت- الولايات المتحدة
تقع في جزيرة القلب في خليج الإسكندرية في نيويورك، ويرافق هذا المبنى الجميل قصة حب مأساوية.
في عام 1900، كلف جورج بولدت صاحب فندق "والدورف أستوريا" الشهير في نيويورك، فريق من أكثر من 300 عامل لبناء قلعة تضم 120 غرفة ليقدمها هدية لزوجته لويز.
وكان حبه للويز عظيماً لدرجة أنه لم يبال بحجم النفقات الهائل الذي يتطلبه تصميمه، لكن في عام 1904، توفيت لويز بولدت بسبب ضعف في قلبها، فأمر جورج أن يتوقف البناء على الفور، كونه أصبح عاجزاً عن تخيل العيش في قلعته العظيمة دون حب حياته.
وبالفعل تخلى بولدت عن مشروعه وظل المبنى مهجوراً لمدة 73 عاماً، وأصبح عرضة للأمطار والرياح والمفسدين.
وفي عام 1977، قررت السلطات الأمريكية رصد أموال ضخمة على مدار سنوات بهدف ترميم القلعة وفتحها للعموم، وأطلقوا عليها "قلعة الحب"، في خطوة لاستعادة مجدها كرمز للحب، فأصبحت قبلة لآلاف الأزواج والمحبين كل عام يحتفلون فيها بزفافهم ولحظاتهم السعيدة.
قلعة دوبرويد– انجلترا
كانت هذه القلعة عربون محبة، بين جون فيلدن، الذي كان ابناً لمالك طاحونة ثري، وفتاة من الطبقة العاملة تُدعى روث ستانسفيلد.
وعندما وقع فيلدن في حب روث، وطلب منها الزواج، وافقت بشرط أن يبني لها قلعة، وبالفعل تزوجا في عام 1857، وفي عام 1866، تعاقد فيلدن مع المهندس جون جيبسون؛ لتصميم وبناء القلعة التي تضم 66 غرفة واسطبل يستوعب 17 حصاناً، كما تم نقش الأحرف الأولى من لاسمه واسم زوجته في 12 موقعاً في جميع أنحاء المبنى.
وبعد عدة أعوام، أرسل فيلدن زوجته إلى سويسرا لكي تتعلم فنون الإتيكيت وتندمج في الحياة الاجتماعية الراقية، لكن الحياة لم تسر كما خطط الزوجان الحبيبان، حيث توفيت روث بعد عودتها من السفر بفترة وجيزة.
ورغم مواصلة جون فيلدن العيش في القلعة وزواجه مجدداً، إلا أنه تعرض فيها لحادث أليم إثر سقوطه من صهوة جواده ليبقى مقعداً حتى وفاته في عام 1893.
وبمرور السنوات مر على قلعة دوبرويد الكثيرون، حيث أصبحت مدرسة للبنين، ثم مركز بوذي ثم مركزاً لأنشطة المجموعات المدرسية.
قلعة عش السنونو- أوكرانيا
تقع على حافة جرف يطل على بحر القرم جنوب أوكرانيا، وتبدأ قصتها من سنة 1895، حينما تم تشييد المبنى الأصلي لها من الخشب، وكانت تُعرف حينها باسم "قلعة الحب"، لكن حتى الآن لا يُعرف هل تم بناؤها في حب امرأة أو حب بلد أو لغرض آخر.
وتداول المالكين لهذه القلعة حتى عام 1911، عندما اشتراها رجل النفط الألماني البارون فون ستينهيل، فهدم المبنى الخشبي وأنشأ هيكلاً حجرياً جديداً مكانه على الطراز القوطي الجديد آنذاك.
وحتى يومنا هذا لا يزال هذا المبنى رائع الجمال معلقاً على حافة الهاوية حتى بعد أن نجا من زلزال وقع في عام 1927.
وظهر هذا البناءفي العديد من الأفلام السوفياتية نظراً لجمال معماره الخلاب، ومنذ السبعينيات تم تحويله لمطعم إيطالي ليحتضم أمسيات رومانسية رائقة.
معبد كوداي جي- اليابان
جميع المباني سالفة الذكر شيدها رجال أرادوا تخليد قصص حبهم، لكن معبد كوداي- جي يختلف عنهم في أن من شيدته امرأة، ويُعد من أقدم المعالم الأثرية التي خلدت قصة حب.
وتُدعى المرأة التي شيدت المعبد "كيتا نو ماندوكورو"، وشيدته في عام 1606 في ذكرى زوجها "تويوتومي هيديوشي" الذي توفي سنة 1598.
وفيما بعد أصبحت كيتا كاهنة المعبد وعرفت باسم "كودايين كوجيستوني" وبقيت فيه حتى وفاتها في عام 1624.
واليوم، يتكون المعبد من حديقة مزخرفة، صممها الفنان العظيم "كوبوري اونش"، ومبنى رئيسي أعيد ترميمه بعد حريق هائل سنة 1912، ويضم أضرحة كل من: كيتا نو ماندوكورو وزوجها تويوتومي، كما يضم معطفاً منسوجاً من الذهب والفضة يعود إلى الزوج الذي يخلد ذكراه هذا المعبد.
نصب أشتون التذكاري– انجلترا
يُعرف هذا النصب بـ"تاج محل الشمال" ويقع فوق تلة في حديقة ويليامسون في لانكستر في انجلترا.
وشيد هذا الهيكل الذي يبلغ ارتفاعه 150 قدماً، المليونير اللورد أشتون، تخليداً لذكرى زوجته الثانية جيسي التي وافتها المنية سنة 1904.
وصمم النصب السير جو بيلشر، من حجارة بورتلند مع قبة من نحاس.
ومنذ عام 1909، تم افتتاح النصب التذكاري، الذي يطل على مشهد رائع للخلجان المحيطة به، للجمهور.
ومن حين لآخر يحتضن النصب بعذ المعارض الفنية والحفلات الموسيقية وأيضاً حفلات الزفافا نظراً لرمزية المكان الذي يخلد قصة حب.