فلسطين: تحول مياه وادي النبع للون الأحمر يثير جدلاً
في مشهد مثير للدهشة، تحولت مياه نهر في فلسطين إلى اللون الأحمر الذي يشبه الدم، وباتت التساؤلات حول سبب هذا التغير الصارخ في لون المياه.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو، قيل إنها التقطت لوادي النبع، الذي يمتد داخل أراضي قرية قراوة بني زيد ويواصل نحو أراضي قرى مجاورة، وقد تحولت مياهه إلى اللون الأحمر بسبب تلوثه بمواد كيميائية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تلويث نهر بمواد دهان حولت لونه للأحمر
وعبر صفحته على موقع فيسبوك، أصدر مجلس قرية قراوة بني زيد توضيحاً قال فيه إن تلوث مياه النهر حدث بسبب سكب مواد دهان تالفة في حرم الوادي، الأمر الذي أدى إلى تغيير في لون المياه.
وأضاف: "إن ما حدث من تلويث للبيئة عمل غير مقبول ومدان بكل المقاييس، إننا في المجلس القروي نطالب الجهات الرسمية بالوقوف عند مسؤوليتها تجاه هذا العمل التخريبي الذي أدى إلى حالة من الإرباك لدى الأهالي، كذلك نطالب أصحاب العلاقة بإيجاد مكب رئيسي للنفايا لكافة المنطقة حتى نتخلص من هذه المكبات التي أصبحت مكاناً للتخلص من جميع المخلفات التي تضر بالبيئة".
بدورها أدانت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، الحادث وعبرت عن ذلك عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" قائلة: "هذا تصرف غير مقبول في وقت نحن بحاجة إلى مياه نقية، وبالأمس أرسلنا فرق البيئة التابعة لوزارة الصحة من أجل أخذ العينات وفحصها".
تلوث المياه
يُعرّف تلوث المياه بأنه أي تغير فيزيائي أو كيميائي في نوعية المياه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بما يؤثر سلباً على الكائنات الحية، أو يجعل المياه غير صالحة للاستخدامات المطلوبة.
ولتلوث المياه تأثير كبير في حياة الفرد والمجتمع، لأنه مطلب حيوي للإنسان وسائر الكائنات، وقد يكون الماء سبباً رئيسياً في إنهاء الحياة على الأرض إذا كان ملوثاً.
وينقسم التلوث المائي إلى نوعين رئيسيين، الأول هو التلوث الطبيعي ويظهر في تغير درجة حرارة الماء أو زيادة ملوحتة أو ازدياد المواد العالقة، والنوع الثاني هو التلوث الكيميائي، وتتعدد أشكاله كالتلوث بمياه الصرف والتسرب النفطي والتلوث بالمخلفات الزراعية كمبيدات الحشرات والمخصبات الزراعية وغير ذلك.
ويمثل تلوث مياه الأنهار واحدة من أكبر المشكلات العالمية، التي تحدث في أغلب الأحيان بسبب الممارسات البشرية الخاطئة.
أكثر أنهار العالم تلوثاً
يُعتبر نهر سيتاروم في إندونيسيا "أقذر نهر في العالم" بسبب تشبعه بكمية هائلة من النفايات، وكان في يوم من الأيام يطلق عليه لقب "الجنة الاستوائية".
وفقد النهر 60% من ثروته السمكية بسبب تلوثه بالنفايات الكيميائية السامة الصادرة عن معامل النسيج والقطاعات الصناعية الأخرى، إضافة إلى النفايات المنزلية، ولا يزال أكثر من 35 مليون نسمة يعتمدون عليه كمصدر أساسي لمياه الشرب.
وفي سياق متصل، أكد باحثون ألمان، من مركز برلين لدراسة البيئة والصحة، أن 9 أنهار آسيوية وإفريقية هي المسؤولة عن التلوث العالمي للمياه.
ووفق تقرير لصحفية Daily mail البريطانية في 2018، فإن تلك الأنهار التسعة تحمل ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية.
وجاء نهر يانغتسي، أطول أنهار الصين وآسيا وثالث أطول نهر في العالم، على رأس القائمة، حيث يُلقي سنوياً ما لا يقل عن 1.5 مليون طن من النفايات واللدائن البلاستيكية في البحر الأصفر عند مصبه.
وبعد يانغستي جاءت أنهار: السند، أطول وأهم نهر في باكستان وشبه القارة الهندية، والنيجر، أهم نهر في غرب أفريقيا، والنيل، أطول أنهار الأرض، وميكونغ وخيخة وآمور واللؤلؤ، في قائمة أكثر أنهار العالم تلوثاً.
وأكد العلماء أن استمرار التصرفات البشرية الخاطئة، وزيادة النفايات السامة في هذه الأنهار، سيرفع معدلات النفايات التي تصبها في مياه المحيطات وتغير سميتها عالم الحيوان في البحار وسينعكس ذلك على الإنسان بكل تأكيد.