فرنسا تحظر أي رحلة جوية قصيرة يمكن استبدالها بالقطار: قرار صديق للبيئة
إذا كان بإمكانك الوصول إلى وجهتك في غضون 150 دقيقة بالقطار فلن تتمكن من ركوب الطائرة
تخطط الحكومة الفرنسية لحظر الرحلات الجوية القصيرة التي تستغرق ساعتين ونصف أو أقل بالقطار؛ في خطوة صديقة للبيئة ومحاولة رامية لتقليل أثر البصمة الكربونية لقطاع الطيران في فرنسا.
وتعني هذه الخطوة، أن السفر الجوي بين العاصمة باريس ومدن أخرى مثل ليون ونانت وبودرو، لن يكون ممكناً في المستقبل، ويتعين على المسافرين استقلال القطار.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وصوّت أعضاء البرلمان قبل أيام، لصالح تعليق بعض الرحلات لشركات الطيران المحلية التي يمكن الاستعاضة عنها برحلات القطارات في أقل من ساعتين ونصف الساعة، كجزء من قانون مناخي أوسع.
وينتظر مشروع القانون تمريره عبر مجلس الشيوخ ثم التصويت النهائي في البرلمان الفرنسي؛ لتنضم فرنسا إلى عدد من الدول الأوروبية التي تسعى إلى منع الرحلات الجوية القصيرة.
وكان هناك مقترحاً بإلغاء جميع الرحلات الجوية التي تقل مدتها عن 4 ساعات بالقطار، لكن السياسيين تنازلوا عن هذا المقترح بعد ضعوط من شركات الطيران.
لكن هذه الإجراءات لا تنطبق على المسارات التي تشكل عادة جزءاً من رحلة دولية متصلة، ما يعني أن مطار شارل ديغول نجا إلى حد كبير من هذه الخطوة؛ لأنه مركز النقل الدولي الرئيسي في فرنسا.
لماذا القطار أفضل من الطائرة؟
يقول اتحاد المستهلكين الفرنسيين UFC-Que Choisir، إن الرحلات الجوية تنبعث منها في المتوسط 77 ضعفاً من ثاني أكسيد الكربون لكل راكب مقارنة بركوب القطار على نفس الطرق، كما أن ركوب القطار أقل تكلفة من الطيران، وبحساب الوقت الذي يستغرقه الوصول إلى المطار والانتظار لإنهاء الإجراءات، يمكن تصور أن القطار أكثر ملائمة للرحلات القصيرة مقارنة بالطائرة.
معارضة لقرار استبدال القطار بالطائرة
وفي المقابل، رفض مشرعون آخرون مشروع قرار استقلال القطار بدلاً من الطائرة في الرحلات القصيرة، مشيرين إلى تأثيره السلبي المحتمل على قطاع الطيران المدني والسفر الجوي، الذي يقع حالياً تحت ضغوط وخسائر هائلة بسبب وباء كورونا المستجد والقيود التي رافقته.
وتضررت شركات الطيران في شتى أنحاء العالم من وباء كوفيد-19، حيث أفاد موقع Flight Trader 24، بأن عدد الرحلات الجوية في عام 2020 انخفض بنسبة 42% تقريباً مقارنة بعام 2019.
وجاء التصويت الذي شارك فيه المشرعون الفرنسيون، بعد أيام من مضاعفة الحكومة الفرنسية حصتها في الخطوط الجوية الفرنسية.
وفي وقت سابق، عرضت الحكومة على شركات الطيران قروضاً قيمتها 7 مليارات يورو لمساعدتها على مواجهة وباء كورونا، مقابل إلغاء بعض الرحلات الداخلية.
دول فضلت القطارات في الرحلات القصيرة
وتعمل دول أخرى على سياسات مماثلة لنهج فرنسا لمواجهة تغير المناخ، بما في ذلك هولندا التي تمتلك شبكة واسعة من القطارات وتحاول حظر الرحلات الجوية القصيرة منذ عام 2013.
وفي عام 2019، حاولت الحكومة الهولندي حظر الرحلات الجوية القصيرة بين أمستردام وبروكسل القريبة، لكنها واجهت تحديات لأن الرحلات الجوية عبرت الحدود الدولية.
وفي النسما، فرضت الحكومة رسوماً جديدة على الرحلات القصيرة وحظرت رحلات الطيران التي يمكن استبدالها برحلات قطار مدتها 3 ساعات أو أقل، وذلك بعد أن حصلت الخطوط الجوية النمساوية على خطة إنقاذ لـ كوفيد-19 العام الماضي مقابل تخفيض بصمتها الكربونية.
واستبدلت الشركة مسار رحلة بين فيينا وسالزبورغ، بمزيد من رحلات القطارات.
كما توجه بعض المنظمات موظفيها بركوب القطار بدلاً من الرحلات الجوية القصيرة التي تتعلق بالعمل، ومن بينها مؤسسة بي بي سي.
وفي الولايات المتحدة، ربما يكون من الصعب ركوب القطار للوصول بسرعة من مدينة إلى أخرى، ومع ذلك تضغط إدارة بايدن من أجل الاستثمار في السكك الحديدة.
وقد يتم طرح خياراً آخر قريباً، مثل قيام الطائرات الكهربائية للقيام بالرحلات القصيرة، وإن كان من غير الممكن استخدامها في الرحلات الطويلة.