عيد تقديس علاقة الأخوة في الهند
يعد عيد تقديس علاقة الأخوة، المعروف باسم "راكشا باندان"، من أقدم وأجمل التقاليد التي تحتفل بها الهند سنويًا. يحتفل الملايين من الهنود بهذا العيد في اليوم المخصص 30 أغسطس لتعزيز الروابط الأسرية بين الأشقاء، حيث تُجسد هذه المناسبة الحب والاحترام المتبادل بين الأخ والأخت.
يعود تاريخ الاحتفال بـ "راكشا باندان" إلى عصور قديمة في الثقافة الهندية، ويُعتقد أنه يحمل أصولًا تاريخية ودينية متعددة تتنوع بين القصص الهندوسية والأساطير الشعبية. حيث يأتي الاحتفال في اليوم الكامل للقمر من شهر "شررافانا" الهندوسي، الذي يتزامن عادةً مع شهر أغسطس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا اليوم، تقوم الأخت بربط "الراكهي" وهي خيط مقدس، حول معصم شقيقها، كرمز للحماية والحب. في المقابل، يُعبر الأخ عن حبه لأخته ويعد بحمايتها ورعايتها دائمًا، ويقدم لها الهدايا كعربون مودة.
كما تشمل الاحتفالات مشاركة العائلة في الطقوس التقليدية، وتبادل الحلوى والمأكولات الخاصة، مما يعزز أواصر الأسرة والتقارب بين أفرادها. وربما قد يفضل بعض الموظفين أخذ يوم إجازة في هذا اليوم، ومع هذا تظل معظم المكاتب والشركات مفتوحة.
لا يقتصر عيد راكشا باندان على الروابط الدموية فقط، بل يُمثل أيضًا قيمة التضامن والوحدة بين الأفراد. يمكن أن تُشارك فيه أيضًا العائلات الممتدة، والأصدقاء المقربين الذين يعتبرون بعضهم البعض بمثابة أشقاء، مما يجعله مناسبة اجتماعية وثقافية ذات دلالات عميقة.
فهو فرصة لإعادة الاتصال بالتقاليد والموروث الثقافي، حيث يتجمع الناس في منازلهم ويشاركون في الطقوس الاحتفالية التي تعكس قيم الاحترام والمودة. يُساهم هذا العيد في تعزيز روح التضامن والتفاهم بين مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية، مما يجعله مناسبة مميزة تُعزز الوحدة والتماسك الاجتماعي.
يستمر عيد تقديس علاقة الأخوة في الهند كرمز خالد للحب والولاء بين الأشقاء، يجسد في طقوسه وتعاليمه قيمًا إنسانية نبيلة تتجاوز حدود الزمان والمكان، مما يجعله واحدًا من أهم الأعياد الثقافية والاجتماعية في الهند، يحتفل به الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية.