عجائب الآثار: كيف نحت المصريون القدماء مسلة يتجاوز وزنها 1000 طن؟
يتجاوز وزنها 1160 طناً، ما يجعلها أكبر منحوتة في العالم، لا نعرف كيف تم نحتها ولا كيف كان سيتم رفعها، احتاجت إلى 6000 رجل لنقلها من مكانها الضيق، أصحاب النظريات الغريبة يعتبرونها دليلاً على امتلاك المصريين القدماء لتكنولوجيا متطورة لم نكتشفها بعد.
نروي لكم في حلقة اليوم من برنامج عجائب الآثار، قصة المسلة الناقصة، أكبر حجر منحوت في العالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المسلة الناقصة
في جنوب مصر وبالتحديد في محاجر الجرانيت الأحمر في أسوان، ترقد المسلة الأضخم في العالم والتي تُعرف باسم المسلة الناقصة، وهي منحوتة خارقة مثيرة للحيرة، ولا يزال الغموض يحيط بها حتى الآن، حيث نجهل الكثير عن طريقة بنائها ونحتها.
اكتُشفت المسلة لأول مرة في مطلع القرن الـ19 وكانت مغطاة بالرمال، ولم تتم إزالة الرمال بالكامل عنها إلا بحلول عام 1928، ويعتقد أن من أمرت بنحتها هي الملكة المصرية حتشبسوت التي عاشت في القرن الـ15 قبل الميلاد.
يبلغ طول المسلة الناقصة 42 متراً وقطرها عند القاعدة 4.2 متر، إلا أن الأكثر إثارة للدهشة هو وزنها الذي لا يزال يحير العلماء حتى الآن، حيث تزن المسلة أكثر من 1160 طناً أي ما يعادل 200 فيل أفريقي، وهو ما يجعلها تتفوق على أحجار بعلبك اللبنانية وزناً والتي كانت تعتبر الحجارة الأضخم حجماً في العالم.
لماذا سميت بالمسلة الناقصة؟
سميت المسلة بهذا الاسم لأن عملية نحتها لم تكتمل، فبعدما أوشك العمال على فصلها من أرض المحجر، ظهرت عليها شقوق وشروخ لازالت موجودة حتى الآن، وهو ما جعل عملية إكمال النحت والرفع شبه مستحيلة.
ونحتت المسلة من الجرانيت الأحمر، وهو حجر يحتوي على مادة الكوارتز بنسبة 20 إلى 80 بالمائة، مما يجعله حجراً شديد الصلابة، يصعب تخيل أن المصريين القدماء كانوا ينحتون فيه باستخدام أدوات من النحاس والبرونز كما يعتقد.
ولا نعرف حتى الآن كيف كان سيرفع المصريون القدماء هذه المسلة لو اكتملت عملية نحتها، حيث يصعب تخيل رفع قطعة حجر واحدة تبلغ هذا الوزن الخيالي ونقلها إلى مكان آخر، خاصة إذا علمنا أنها نحتت في منطقة ضيقة وعرة غير ممهدة، يصعب أن تستوعب العدد المطلوب من الرجال لرفعها، والذي قد يصل إلى 6000 رجل في بعض التقديرات.
جدل حول المسلة الناقصة
وتثير المسلة الناقصة شهية أصحاب النظريات الغريبة حول الحضارة المصرية القديمة، حيث يعتبرونها دليلاً على أن المصريين القدماء عرفوا تكنولوجيا متطورة لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن.
دعاة هذه النظرية يقولون إن الخنادق المحيطة بالمسلة، تكشف وجود نمط مكرر لعملية النحت وكأنها تمت بآلة حفر ميكانيكية وليست بأدوات يدوية كما يعتقد علماء المصريات، كما أن هناك آثار حفر بالقرب من المسلة توحي وكأن من قام بالنحت استخدم جنازير حديدية وآلات متطورة كانت ترتكز داخل ثقوب حفرت بشكل دقيق ومذهل، باستخدام أداوات عالية القوة والسرعة.
الشيء الأكيد أن المسلة الناقصة ستظل دليل على عظم الحضارة المصرية القديمة وعلى حجم التفوق العلمي الذي وصل إليه المصريون القدماء، وهو ما دفع منظمة اليونسكو إلى ضم المحجر الذي ترقد داخله المسلة إلى قائمة التراث العالمي عام 1997.