عادات وتقاليد شهر رمضان حول العالم تعرفوا عليها

رمضان حول العالم يجمع بين الإيمان والتاريخ والثقافة. يحتفل المسلمون بهذا الشهر الكريم كل عام حول العالم بطرق مختلفة، حيث الامتناع عن ممارسة الجنس وإحياء التقاليد القديمة مثل فوانيس رمضان في مصر والاستحمام في إندونيسيا.

وعن كيفية احتفال دول العالم بشهر رمضان مع الحفاظ على العادات والتقاليد الرمضانية الراسخة وتناقلها بين الشعوب على مر السنين وبالرغم من وجود بعض الاختلافات التي قد تحدث. إلا أن هذا هو المجتمع المسلم حول العالم، كل بلد لها عادات وتقاليد رمضانية مختلفة إلا أنها جميلة سوف نتعرف عليها فيما يلي:

فوانيس رمضان في مصر

بالتأكيد هي ليست ثقافة دينية إلا أنها سمة مميزة من سمات هذا الشهر الكريم، يحمل الأطفال في مصر وفي العديد من الدول الفانوس ليتجولوا بها ينشدون أروع الأغاني الشعبية ويطلبون الحلوى من أقاربهم ومعارفهم.

هناك الكثير من القصص والحكايات حول فوانيس رمضان وأصل هذه الفوانيس البعض منها يعود إلى عصر الدولة الفاطمية. وهناك مقولة أخرى حول أمر العسكريين للمصريين بحمل الشموع في ذلك الوقت مع وضعها في إطارات خشبية لإضاءة الظلام لتحية الخليفة المعز لدين الله في أول أيام رمضان في القاهرة.

وبمرور السنين تطورت إطارات الفوانيس إلى زجاجية ومعنية وبلاستيكية، ولم يعد فانوس رمضان مقتصراُ فقط على مصر فقد  أصبح رمزاً لشهر رمضان حول العالم.

تم إطلاق المدافع للإشارة إلى الإفطار مع ظهور قلعة صلاح الدين بالقاهرة في الخلفية

المسحراتي أو المشاراتي

هو الشخص الذي يقوم بالتجول بالشوارع في الليل لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور ثم صلاة الفجر والنوم استعداداً لصيام اليوم المقبل.

يكون المسحراتي من سكان المنطقة يعرف أسماء الأشخاص حيث يناديهم مع قرع الطبول.

انتشرت هذه العادة  في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتعود إلى القرن السابع الميلادي، حيث يُحكى أن شخص كان يتجول في الشوارع عند الفجر وهو يغني بصوت مزعج. حيث استيقظ المؤمنون من سباتهم للاستعداد للصوم وهي بلا شك واحدة من أجمل تقاليد رمضان في مصر".

حق الليلة في الإمارات

وفي دولة الإمارات تبدأ الاحتفالات بقرب شهر رمضان في دبي بدأً من ليلة 15 شعبان وهو الشهر الإسلامي الذي يسبق شهر رمضان.

وهناك تقليد شعبي اسمه حق الليلة هو تقليد ديني قريب من  تقليد الهالوين الأمريكي وهو جزء لا يتجزأ من الثقافة والهوية الإماراتية، حيث يساهم في التوعية بشهر رمضان المبارك حيث يحرصون من خلاله على  التذكير بأوقات الأزمنة القديمة لشهر رمضان حيث كانت الحياة تتسم بالبساطة وكانت القيم الاجتماعية أكثر تماسكًا.

أما في كل دول الخليج فيرتدي الأطفال أجمل الملابس ويجتمعون لتناول الحلوى ويغنون أغاني رمضانية مبهجة أثناء تجولهم في أحيائهم. ومن الأغاني عاطنا الله يؤتيكم وبيت مكة يوديكم (أعطونا ليجازكم الله ويوفقكم على زيارة بيته في مكة).

قرقيعان في الكويت

من الطقوس الشبيهة بحق الليلة هو قرقيعان الكويت وهو احتفال شعبي تقليدي يهدف لتعليم الأطفال كل المعلومات المهمة حول أهمية رمضان ويكون  في منتصف الشهر المبارك ويمتد لمدة 3 أيام يتجولون في الشوارع بملابس تقليدية.

وللأولاد أغاني خاصة تختلف عن أغاني البنات إلا أن كل الأغاني مخصصة للأطفال ويقوم الشباب بتقديم الحلوى للأطفال في أجواء من الفرحة والسعادة والنشاط خلال الشهر الكريم.

نفارس في المغرب مثل المسحراتي في مصر

انتشرت هذه العادة في الشرق الأوسط ثم انتقلت بمرور الزمن إلى دول المغرب العربي، حيث بدأ الشباب تجربة عزف النفار بالمدينة أي ألة النفخ لإيقاظ النائمين لتناول السحور.

كالمسحراتي في مصر بالضبط يسير النفار في شوارع المغرب خلال الشهر الكريم لإيقاظ المسلمين على السحور . يرتدي كل منهم ملابس تراثية مغربية شعبية وهي عبارة عن قبعة، غندورة (سترة مغربية)، وزوج من النعال.

محيب في العراق

يلعب العراقيون بعد تناول وجبة الفطور في شهر رمضان لعبة المهيبس وهي لعبة تتكون من حلقات يعرفونها العراقيين ويحبونها.

تتكون من فريقين كل فريق بين 40 لاعب إلى ما يقارب 250 وعلى القائد الذي يحمل الخاتم تسليمه إلى لاعب آخر دون لفت انتباه الآخرين. يتعين على الفريق المنافس أن يقرر مكان الحلقة عن طريق فك رموز لغة الجسد.

يصعب جداً تحدي أصل لعبة المهيبس بالرغم من تاريخها العريق كما أن الحكومة العراقية اعتادت على تنظيم مسابقات محلية جمعت مواطنين من جميع أنحاء البلاد. وبالرغم من توقف هذه الألعاب في فترة الحرب العراقية إلا أن أفراد المجتمع تمكنوا من إحيائه ونقله إلى الأجيال الجديدة.

مدفع الإفطار في لبنان

ينطلق مدفع الإفطار في أغلب الدول العربية والإسلامية منذ أقدم العصور و يتم إطلاق المدافع عند غروب الشمس خلال الشهر الكريم للإعلان عن الإفطار.

بدأت هذه العادة القديمة في مصر خلال حكم الحاكم العثماني خوش قدم. حيث يعتقد الناس أن إطلاق هذا المدفع للمرة الأولى كان بالخطأ يعتقد الناس أن هذه الطريقة الجديدة للإعلان عن الإفطار ظهرت عندما أطلق القدم مدفعًا بالخطأ ومع ذلك ، فقد تم شكره على ذلك وقامت ابنته بتشجيعه على التفكير في إطلاق المدفع كل عام كتقليد لإعلان الإفطار.  والأجيال اللبنانية الحديثة تفضل مدفع رمضان ويؤكدون أنهم يشعرون بالحنين إلى طفولتهم.

فكدات رمضان في فلسطين

بالرغم من الأحداث الفلسطينية من اضطرابات وسفك الدماء في معظم أنحاء فلسطين، إلا أن شباب فلسطين لا يعلقون الأعلام المبهجة والأضواء للاحتفال بشهر رمضان.

يزداد اهتمام الناس بأعمال الخير لان شهر رمضان يذكرهم بأهمية القيم الإسلامية الجوهرية مثل الكرم والمشاركة والتعاون وحسن النية. فنجد الجيران يتبادلون طعام الإفطار وتقام الولائم في و يتبادل الناس الزيارات والوجبات ومحلات البقالة للتعبير عن مشاعر السعادة بشهر رمضان المبارك.

طبال سحور في تركيا

بالضبط مثل مسحراتي مصر يوقظ طبال تركيا الشعب التركي يومياً على أصوات طبول دافول في وقت السحور.

بدأت هذه الممارسة من الإمبراطورية العثمانية عندما كان أكثر من 2000 عازف طبول يسيرون في شوارع البلاد لإيقاظ الناس و يرتدي الطبالون ملابس قديمة الطراز العثماني مثل الطربوش والسترة التقليدية.

مساحراتي بادوسان ونيكار في إندونيسيا

تحتضن إندونيسيا الكثير من التقاليد الشعبية والاحتفالات الغير تقليدية في شهر رمضان فنجد الكثير من الطقوس مثل تطهير  أجسادهم وأرواحهم بالاستحمام وغمر أجسادهم كلها في الماء ، وهو ما يسمى بادوسان (الاستحمام) ، لتجهيز أنفسهم للصوم والصلاة في رمضان.

بدأت هذه العادة والطقوس من خلال مجموعة دينية تسمى WaliSongo التي انضمت إلى المبشرين الأوائل الذين ينشرون التعاليم الإسلامية في جاوة. وأصبحت عادة للكثير من الزعماء الدينيون وكبار السن المحليون اختيار الممرات المائية المقدسة للقيام بالبادوسان ؛ ومع ذلك ، يبحث المسلمون الآن عن البرك والبحيرات التي يختارونها ، أو ببساطة يمارسون الشعائر في أماكنهم الخاصة.

وبالمثل، فإن nyekar  هذه العادة الإسلامية الأخرى في إندونيسيا حيث المعتقدات الجاوية القديمة ، يعتبر الشهر الكريم نهاية دورة حياة واحدة وبداية دورة جديدة، ولهذا السبب ينفذ المسلمون الجاويون nyekar لتقديم احترامهم لأفراد الأسرة المتوفين. تم تناقل هذه الطقوس على مر السنين. يختار بعض سكان الريف تقديم الهدايا لأفراد الأسرة المغادرين.

التجمعات النسائية في بنغلاديش والهند وباكستان

ما سر الليلة التي تسبق عيد الفطر في الهند؟

هذه الليلة تعرف باسم ChaandRaat (ليلة القمر) في شبه القارة الهندية، هي ليلة فرح واحتفال للمسلمين الهنود والبنغاليين والباكستانيين.

وتعد هذه الليلة من أروع العادات الشعبية لتبادل وجبات الفطور الرمضاني والحلوى الشعبية الشهيرة حيث  تذهب النساء للتسوق بعد الإفطار لشراء الأساور ورسم تصاميم الحناء على أيديهن وأقدامهن وعادة ما تكون الأسواق والبازارات مزدحمة بالمتسوقين حتى الصباح الباكر من اليوم التالي.

سيريوالاس في الهند

في دلهي القديمة يحرصون على عمل تقليد رمضاني قديم يعكس التراث الثقافي للإمبراطورية المغولية المسلمة السابقة هو seheriwala المعروف أيضًا باسم zohridaa

تغني هذه القبيلة Seheriwalas باسم الله والنبي محمد أثناء تجوالها في الأحياء حوالي الساعة 2:30 فجراً خلال الشهر الكريم لإيقاظ المسلمين على السحور . يطرقون على أبواب وجدران البيوت بالعصي وقد توارث الهنود هذا التقليد من جيل إلى جيل على الرغم من تناقص أعداد seheriwalas.

في ضوء هذا التقليد، تكون البازارات الهندية مليئة بالأشياء الرائعة حول العيد و يزين أصحاب المتاجر أكشاكهم ومحلاتهم ويبقونها مفتوحة  حتى الساعات الأولى من الصباح. وتقيم النساء في الأحياء الشعبية متاجر مؤقتة للحناء و كذلك بالقرب من متاجر المجوهرات، حتى يتمكنوا من جذب العملاء للتسوق وتطبيق الحناء المذهلة على الفور وبأقل الأسعار وهي بالتأكيد وسيلة رائعة للجذب السياحي بالمدينة.

جذر القمر في جنوب أفريقيا

من التقاليد الرمضانية الشائعة في العديد من البلدان الاحتفال برؤية الهلال الأول للقمر، والذي يمثل بداية الشهر الجديد.

في جنوب أفريقيا، maankykers يتم اختيار مراقبي القمر الرسميين من قبل مجلس القضاء مسلم المحلي على الفور من رؤيتهم لهلال شهر رمضان وميلاد القمر الجديد بالعين المجردة على شاطئ البحر نقطة النزهة في كيب تاون تبدأ الاحتفالات

بلادس في ألبانيا

تحتفل الإمبراطورية العثمانية عبر العصور بشهر رمضان على طريقة الغجر حيث يتم الإعلان عن الصيام والإفطار على أنغام القصص التقليدية.

يقوم سكان المدينة بالتجول أثناء العزف على النودرا وهي طبول مصنوعة منزليًا ذات نهايتين مصنوعة من جلد الماعز أو الأغنام. تحتفل بعض العائلات المسلمة ببدء الإفطار بدعوة عازفي الطبول لتشغيل الأغاني في منازلهم.

مسرح الشارع الديني في إيران

أما عن المشاعر الدينية في إيران فلها مذاقها الخاص ففي يوم التاسع عشر والحادي والعشرون من رمضان، أيام اغتيال واستشهاد الإمام علي للمسلمين الشيعة في إيران، في هذا الوقت تبدأ العديد من الجماعات الدينية في إيران مراسم تأبينها لإحياء ذكرى الإمام علي وتحية  ذكرى اغتياله.

يقوم المشاركين بالاحتفال بارتداء الملابس السوداء مع الضرب على الصدر وصفع الرأس في كل مدن إيران خلال اليوم الحادي والعشرين من رمضان  ويتجمعون في احتفالات مشحونة عاطفياً ونجد الاحتفالات العادية في مسارح الشوارع الدينية مع تقديم  الطعام المجاني، والمشروبات الفارسية التقليدية (عصير الليمون) والكثير من المشروبات التي نجدها على الطاولات تزين شوارع كل مدينة.

من الأطعمة الشهيرة في إيران اليخنات الرائعة والحلويات والتمر الطازج والجبن الأذري التقليدي مع الخضار والمكسرات ، كل ذلك مع كوب من الشاي لغسلها ، هي ما يمكنك أن تجده على أي طاولة عشاء في إيران خلال شهر رمضان  مع سماع غناء صلاة الربانة باللغة العربية للمطرب الإيراني البارز محمد رضا شجريان كان علامة على العصر

كانت هذه أغرب عادات وتقاليد الكثير من الشعوب حول العالم، للتعرف على هذه العادات عن قرب لا تترددوا في السفر إلى إحدى هذه الدول خلال شهر رمضان المبارك كما أننا ننصحكم بمتابعة أخبار السياحة في كل دول العالم من خلال موقع سائح.