عادات الاحتفال بشهر رمضان في تونس

  • تاريخ النشر: الجمعة، 07 فبراير 2025
مقالات ذات صلة
كيف يتم الاحتفال بشهر رمضان في مصر؟
أشهر الحلويات التي ارتبطت بشهر رمضان
عادات الاحتفال برمضان حول العالم

يعد شهر رمضان في تونس مناسبة خاصة تمتزج فيها العادات الدينية بالتقاليد الاجتماعية، حيث تتحول الأجواء إلى مزيج من الروحانية والاحتفالات العائلية. يتميز الشهر الكريم بطقوس تبدأ من الأيام الأولى لاستقباله وحتى ليلة العيد، حيث تحافظ الأسر التونسية على عادات قديمة متوارثة تعكس روح التضامن والبهجة. تتنوع المظاهر الرمضانية بين العادات الدينية، وأجواء الإفطار والسحور، والتقاليد الاجتماعية التي تجعل رمضان تجربة فريدة في مختلف المدن التونسية.

أجواء الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم

يبدأ التونسيون الاستعداد لشهر رمضان قبل حلوله بأسابيع، حيث تعمّ الأسواق حركة نشطة لشراء المستلزمات الغذائية، خاصة التمور والمكسرات والتوابل التي تستخدم في الأطباق الرمضانية. كما تُنظف المنازل وتُجهز بأجمل الأواني، وتزداد الروحانيات مع تزيين المساجد استعدادًا لاستقبال المصلين خلال صلوات التراويح. من أبرز الطقوس أيضًا إحياء عادة "الموسم"، وهي زيارات عائلية تُجرى قبل بداية رمضان لتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث يتبادل الأقارب التهاني ويدعون لبعضهم بالبركة والخير.

مائدة الإفطار وأشهر الأطباق التونسية

تتميز المائدة الرمضانية في تونس بتنوع الأطباق التقليدية التي تختلف من منطقة إلى أخرى، لكنها تجتمع حول أطباق رئيسية لا تغيب عن أي بيت تونسي. يبدأ الإفطار عادة بالتمر واللبن، ثم يأتي طبق "البريك" الشهير، وهو عجينة رقيقة محشوة بالبيض والتونة والمعدنوس، ويليه الحساء مثل "حساء الفريك" أو "الحريرة". أما الأطباق الرئيسية فتشمل "الكسكسي" و"المقرونة" المحضرة بوصفات غنية بالنكهات المحلية. بعد الإفطار، يتجه الكثيرون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، بينما تجتمع العائلات حول أطباق الحلوى، مثل "الزلابية" و"المخارق"، التي تعد من أشهر الحلويات الرمضانية في تونس.

التقاليد الاجتماعية والسهرات الرمضانية

لا يقتصر الاحتفال برمضان في تونس على الجانب الديني فقط، بل تمتد الأجواء إلى السهرات العائلية والتجمعات في المقاهي والأسواق الشعبية. بعد صلاة التراويح، يخرج الكثيرون للاستمتاع بالعروض التراثية والموسيقية، خاصة في المدن الكبرى مثل تونس العاصمة وسوسة. وتعتبر "الخرجة الرمضانية" من العادات القديمة التي تجمع العائلات في نزهات ليلية داخل الأحياء العتيقة أو على شواطئ البحر. كما تحافظ بعض المناطق على تقليد "القرقار"، حيث يرتدي الأطفال ملابس تقليدية ويجوبون الشوارع في مواكب احتفالية، مرددين الأناشيد الرمضانية. ومع اقتراب العشر الأواخر، تبدأ التحضيرات لليلة القدر، حيث تتزين المساجد وتكثر الدعوات والصلوات، ويجتمع التونسيون في جو مليء بالإيمان والتآخي.

بهذا، يظل رمضان في تونس تجربة استثنائية تحمل في طياتها قيم الكرم والتواصل، حيث تلتقي العادات القديمة مع الأجواء الروحانية لتخلق شهرًا مليئًا بالفرح والسكينة.