صور رائعة وفنية لغرف التحكم من الحقبة السوفيتية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 مايو 2020

تبدو وكأنها مأخوذة من فيلم خيال علمي

مقالات ذات صلة
رحلة فنية في فرنسا..استكشاف المتاحف الفنية الرائعة
جولة رائعة لمحبي الفن في تورينو
افتتاح فندق تاريخي في مكسيكو سيتي يعود إلى حقبة الأربعينيات

أصبح الاتحاد السوفييتي خلال الـ69 عاماً من تواجده عملاقاً صناعياً وتكنولوجياً. فقامت جمهوريات الاتحاد السوفييتي بالعديد من المشاريع السباقة والمبتكرة (وأغلب هذه الجمهوريات عبارة عن أعضاء غير راغبين بالانضمام للاتحاد، واُجبرت هذه الدول على البقاء خلف الستار الحديدي بالقوة). حيث قام الاتحاد بإرسال أول رجل إلى الفضاء، وكان أحد الأطراف المؤثرة في هزيمة ألمانيا النازية، إلى جانب قائمة بالإنجازات المثيرة للاهتمام للاتحاد السوفييتي، بغض النظر عن العيوب التي تتخلل بنية المجتمعات السوفييتية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

يشعر المواطنون في بعض البلدان اليوم كروسيا وروسيا البيضاء على وجه الخصوص بنوع من الحنين للماضي عند تذكر أيام الاتحاد السوفييتي. كانت الحياة قاسية، كما كانت الحريات محدودة. أما السفر إلى الخارج فكان شبه مستحيل باستثناء نخبة من الأشخاص ذوي النفوذ، ولكن كان هناك نوع من الأمن الذي لم يعد موجوداً في أيامنا هذه.

من رماد الاتحاد السوفييتي والحنين للعودة لأيام السوفييت، انبثقت ثقافات فرعية تميزت بأزيائها الغريبة وهندستها المعمارية وإعادة الحياة للصناعات المهجورة من الحقبة السوفييتية، وذلك لإتاحة المجال أمام الشباب الذين لم يخوضوا تجربة الحياة الوحشية خلال الحقبة السوفييتية، حيث تراهم يحتسون القهوة في المقاهي المليئة بصور (لينين) و(تروتسكي) و(يوري جاجارين)، وهم جاهلين تماماً بالألم والمعاناة التي تحملتهما دول بأكملها في معسكرات العمل، بالطبع تتباين نسبة الألم والمعاناة من بلد لآخر. وتعتبر جميع رموز الشيوعية غير قانونية في كل من ليتوانيا وأوكرانيا وبولندا وغيرها من الدول، في حين يمكننا اليوم رؤية شعار السوفييتية (المطرقة والمنجل) بشكل علني في روسيا.

يوجد شيء واحد في الحقبة السوفييتية ما زلنا حتى الآن نتكلم عن مدى جماله: وهو الجمال الغريب لغرف التحكم التي تعود لزمن الاتحاد السوفييتي. قبل وصولنا لمرحلة الرقمنة، كان لابد من مراقبة محطات الطاقة وأنظمة السكك الحديدية والبرامج الفضائية والأسلحة النووية بواسطة غرف تحكم ضخمة تحتوي على مجموعة من الأزرار والمفاتيح وأجهزة القياس والعدادات التي تبدو وكأنها مأخوذة من أفلام الخيال العلمي الكلاسيكية.

يذكرنا هذا النوع من غرف التحكم عن بعد المعروضة في هذه الصور باليوم الذي تعرضت فيه محطة (تشيرنوبيل) للطاقة النووية في (بربيات) في أوكرانيا في 25 أبريل/نيسان عام 1986 لانفجار وحريق كارثي ناتج عن خطأ بشري، أسفر هذا الحريق لحدوث أسوأ انفجار نووي في العالم.

وفقاً لوكالة أنباء (رويترز)، قام العاملون في المنشأة بانتهاك قوانين السلامة، حيث قاموا بإغلاق أنظمة التحكم المهمة في القسم الرابع من مفاعل المحطة، الأمر الذي سبب حدوث حالة من انخفاض في الطاقة. فقام العاملون برفع الطاقة، وأدى اندفاع الطاقة بقوة إلى حدوث سلسلة من الانفجارات في تمام الساعة 1:24 صباحاً، أدت هذه الانفجارات إلى انفجار غطاء المفاعل المصنوع من الخرسانة والصلب الثقيل مما أدى إلى تشكل سحابة من الغبار المشع والتي بدأت بدورها بالتصاعد عبر شمال غرب أوروبا، والوصول إلى أقصى الشرق من الولايات المتحدة. خلفت سحابة السترونتيوم المشع والسيزيوم والبلوتونيوم أثراً كبيراً على أوكرانيا وروسيا البيضاء بالإضافة لأجزاء من روسيا وأوروبا.

قدّر منتدى تشيرنوبيل (وهو عبارة عن 8 وكالات تابعة للأمم المتحدة وحكومات أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا) عدد القتلى الناتج عن هذا الانفجار بنحو بضعة آلاف شخص، كما صرحت وكالات الأمم المتحدة بأن حوالي 4000 شخص سيموتون بسبب تعرضهم للإشعاع. أشارت مجموعة (السلام الأخضر) البيئية أن عدد الوفيات قد فاق هذه التقديرات بكثير، حيث توفي 93 ألف شخص جراء إصاباتهم بالسرطان في جميع أنحاء العالم، في حين أشارت هيئة (اتحاد تشيرنوبيل الأوكراني) وهي هيئة غير حكومية، إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن هذه الكارثة قد بلغ حوالي 734 ألف شخص.

م تعترف السلطات السوفييتية بخطئها الذي سبب هذا الانفجار. في النهاية، قامت الحكومة السوفييتية بصنع غطاء أطلقت عليه اسم (التابوت). تم بناء هذا الغطاء بعد 6 أشهر من وقوع الكارثة، واستُخدم كمظلة خرسانية كبيرة تحيط بالمفاعل المتضرر ولحماية البيئة من الإشعاع لمدة 30 عاماً على الأقل. أما الآن فقد ظهرت بعض الشقوق على سطح هذا الغطاء، أي لابد من بذل مجهود دولي لتمويل بناء غطاء جديد. ولا زالت عمليات التخلص من الوقود النووي المشع من المصنع قائمة حتى هذا اليوم.

أقامت الحكومة في ذلك الوقت منطقة حظر امتدت لمسافة 30 كيلو متر (19 ميل) حول موقع الكارثة، حيث عادت الحياة البرية إلى هناك ويقال إنه يوجد أكثر من 60 نوع مختلف من الثدييات التي تعيش هناك من بينها الخنازير البرية والأيائل، كما أن عدد الذئاب الموجودة هناك يفوق العدد الموجود في المحميات المجاورة بسبعة أضعاف.

اعتقد الكثيرون أنه بعد وقوع هذه الكارثة سيتحول هذا المكان إلى أرض قاحلة تغيب عنها مظاهر الحياة بشكل كامل، ولكن مع الغياب البشري، شهدت هذه المنطقة تنوعاً بيولوجياً كبيراً. هذا ما يثبت لنا قدرة الطبيعة على التعافي لوحدها دون أي نوع من التدخل البشري.

يمكنك زيارة منطقة الحظر في (تشيرنوبيل) في جولات يومية تنطلق من كييف، وباستطاعتك تقدير الحجم الحقيقي للكارثة عبر رؤيتك للمناظر المأساوية. يمكن للزوار خوض تجربة تعليمية عميقة عبر زيارة جميع المناطق الآمنة والخالية من الإشعاع النووي.