صدع سان أندرياس
صدع سان أندرياس هو صدع جيولوجي هائل وعميق يعبر ولاية كاليفورنيا الأمريكية من الشمال إلى الجنوب، يبلغ طوله أكثر من 1200 كيلومتراً وعرضه 140 كيلومتراً، وهو مسؤول عن عدد لا يحصى من الكوارث الطبيعية التي شهدتها هذه المنطقة على مدى ملايين السنين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يعود اسمه إلى بحيرة صغيرة هي "لاغونا دي سان أندرياس"، التي تقع على مساره بالقرب من مدينة سان فرانسيسكو.
هذا الصدع هو ملتقى جيولوجي بين صفيحتين تكتونيتين: صفيحة أمريكا الشمالية وصفيحة المحيط الهادئ.
تنزلق صفيحة المحيط الهادئ فوق صفيحة أمريكا الشمالية، لهذا السبب، يصنف علماء الجيولوجيا هذا الصدع بأنه "صدع انزلاقي".
يؤدي انزلاق صفيحة المحيط الهادئ فوق صفيحة أمريكا الشمالية إلى تشكيل كمية هائلة من الطاقة الحركية التي تظهر على شكل هزات أرضية وزلازل بين الحين والآخر.
يعتبر صدع سان أندرياس أحد أكبر الصدوع وأكثرها التي درسها العلماء.
يعيش عدد كبير من السكان على جانب هذا الصدع. وهذا هو السبب الذي يجعل العلماء يدرسونه خوفاً من حدوث زلازل يمكن أن يؤدي إلى موت عشرات الآلاف.
جغرافية صدع سان أندرياس
يقسم العلماء صدع سان أندرياس إلى ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الشمالي والقسم الأوسط والقسم الجنوبي، لكل من هذه الأقسام مميزات جيولوجية ودرجات مختلفة من خطر وقوع الزلازل.
كانت حركة الصفائح التكتونية في هذا الصدع بطيئة، لكن منذ بداية القرن العشرين، أصبحت حركة الصفائح أسرع.
يمكن أن تؤدي حركة الصفائح التكتونية في هذا الصدع إلى التسبب بزلازل مدمرة، ويتوقع العلماء حدوث زلزال مدمر يوماً ما في هذه المنطقة، لكنهم لا يستطيعون تحديد موعد هذا الزلزال، لذلك، يتم بناء معظم الأبنية والمساكن في المنطقة القريبة من صدع سان أندرياس لتكون مقاومة للزلازل والهزات الأرضية، وفي بعض الأماكن، تمنع السلطات بناء المباني العالية لأنها لن تكون قادرة على احتمال الهزات الأرضية أو الزلازل الكبيرة.
حالياً يعمل العديد من العلماء على رصد حركة انزلاق صفيحة المحيط الهادي فوق صفيحة أمريكا الشمالية، والهدف هو معرفة أو توقع موعد الزلازل في أقرب فترة من أجل تحذير السكان.
يقدر علماء الجيولوجيا أن الجزء الجنوبي من صدع سان أندرياس قادر على إحداث الزلازل بقوة 8.1 درجة على مقياس ريختر، يمكن لمثل هذا الزلازل أن يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في الأرواح وخسائر مادية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
تاريخ صدع سان أندرياس
حسب المعلومات المتوفرة، بدء صدع سان أندرياس بالتشكل منذ حوالي 30 مليون سنة، وقد ساهم هذا الصدع في تشكيل جغرافية المنطقة المحيطة به من الجزر والجبال والوديان وغيرها.
في عام 1895، تمكن أندرو ويلسون، وهو أستاذ الجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، من اكتشاف الجزء الشمالي من صدع سان أندرياس.
منذ ذلك الوقت، أدت حركة الصفائح التكتونية على طول الصدع إلى العديد من الهزات الأرضية، بالإضافة إلى الزلازل الشديدة مثل زلزال سان فرانسيسكو عام 1906.
أثناء دراسة آثار ونتائج زلزال سان فرانسيسكو عام 1906، اكتشف الأستاذ أندرو أن هذا الصداع يمتد جنوباً إلى الجزء الجنوبي من كاليفورنيا.
في عام 1953، اقترح الجيولوجيان الأمريكيان توماس ويلسون بيل جونيور وماسون هيل في ورقة بحثية أن هناك العديد من الحركات الجانبية على طول صدع سان أندرياس، وتمكن علماء الزلازل فيما بعد من استنتاج أن المنطقة المحيطة بالصدع تشهد بانتظام زلزال بقوة 6 درجة على مقياس ريختر كل 22 سنة.
سرعة حركة الصفائح حالياً
تشير التقديرات الحالية إلى أن مدينتي لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو الأمريكيتين، اللتين اقع إحداهما على الصفيحة الأمريكية والأخرى على صفيحة المحيط الهادي، تقتربان من بعضهما مسافة 6 ملم في السنة.
هذه الحركة بطيئة للغاية، ولا يستطيع البشر رصدها، لكنها خلال 30 مليون سنة، أدت إلى إزاحة تدر بحوالي 360 كيلومتر.
متوسط سرعة حركة الصفائح حوالي 50 مليمترًا في السنة، لكن هناك مناطق تتحرك بشكلٍ أسرع، وأخرى تبقى ثابتة لفترة طويلة، ثم فجأة تتحرك لمسافة أكبر، هذا التغير المفاجئ في الحركة يمكن أن يسبب هزة أرضية أو زلزال.
الزلازل التي تم رصدها
في 18 أبريل عام 1906، استيقظ سكان مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية على صوت زلزال بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر، وعلى الفور انتشرت الحرائق في كل مكان، وتم تسجيل وفاة 3000 شخص وتشريد أكثر من 250 ألف شخص، أي حوالي نصف سكان المدينة في ذلك الوقت.
بالقرب من سانتا كلوز عام 1989، حدث شق في الأرض بطول 40 كيلومتراً، تم رصده على مقياس ريختر بقوة 7.1 درجة، أدى هذا الشق إلى موت 63 شخصاً فقط، والأضرار كانت محدودة.
في عام 1994، تسبب سلسلة من الحركات في هزات أرضية أدت لوفاة 72 شخصاً، لكن الأضرار المادية كانت كبيرة، وتم تقديرها بحوالي 15 مليار دولار.
بين عامي 2010 و2009، شهدت المنطقة عدداً من الهزات الأرضية الضعيفة والقوية، والتي أدت لموت العشرات وأضرار مادية كبيرة.
ما هي توقعات العلماء؟
تحدث الزلازل التي تشهدها المناطق المجاورة لصدع سان أندرياس بسبب تراكم الطاقة الكاملة الناجمة عن احتكاك الصفائح التكتونية ببعضها البعض.
هذه الطاقة الكاملة يمكن أن تتحول لطاقة حركية تؤدي إلى الهزات الأرضية أو الزلازل.
وفقاً للباحثين والعلماء، فإن هناك طاقة كامنة كبيرة تراكمت في الصدع منذ فترة طويلة، ويمكن أن تؤدي إلى زلازل كبيرة إذا تحولت إلى طاقة حركية.
متى سيحدث الزلزال الكبير؟
لا توجد طريقة يمكن من خلالها التنبؤ بموعد حدوث الزلازل بدقة، لكن العلماء يستطيعون جمع البيانات حول الحركات البسيطة التي تحدث في القشرة الأرضية، والتي يمكن أن يؤدي التغير فيها إلى إشارة لقرب حدوث زلزال كبير.
تحدث الهزات الأرضية والزلازل في منطقة هذا الصدع بشكلٍ مستمر، ويقوم العلماء برصدها وتسجيلها ودراستها، وقد بينت التحليلات التي تم جمعها أن زلزالاً كبيراً يحدث على طول الصدع كل 100 - 135 سنة.
السياحة على طول صدع سان أندرياس
يمتد صدع سان أندرياس لمسافة طويلة، وفيه الكثير من المعالم السياحية، من الطرقات السريعة ومسارات السكك الحديدية بين المدن الأمريكية إلى أماكن الغطس، في كل سنة، يزور الملايين المناطق المجاورة لهذا الصدع من أجل الاستمتاع.
الشقوق الصغيرة التي تتشكل في الأرض تؤدي إلى ظهور ينابيع مياه معدنية حارة. كما يتسبب صدع سان أندرياس شمال متنزه فرايزر في حدوث هزات أرضية كل عدة سنوات. في باركفيلد، يمكنك رؤية نتائج هذه الهزات، كما يمكنك زيارة بئر عميق تم حفره لاستكشاف الصدع.