شاهد: موكب المومياوات الملكية ينطلق في رحلته الذهبية إلى متحف الحضارة
انطلق أخيراً موكب المومياوات الملكية، الذي ينتظره العالم منذ نحو عامين، إلى وجهته النهائية في المتحف القومي للحضارة، بعد سنوات قضاها 22 مومياء لملوك وملكات الفراعنة في المتحف المصري في ميدان التحرير.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في استقبال الملوك والملكات في المتحف القومي للحضارة، الذي يضم قاعة المومياوات، وهي تحاكي وادي الملوك في الأقصر، مقر المقابر الأصلي للمومياوات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ليست الرحلة الأولى
وخلال الحفل، كشف وزير السياحة والآثار المصري الدكتور خالد العناني، أن رحلة الملوك والملكات القدماء ليست الأولى في التاريخ، فقد كان كل منهم مدفون في مقبرته قديماً، وفي عصور الضعف تم نقل جميع المومياوات إلى خبيئتين، هما خبيئة الدير البحري غرب محافظة الأقصر، التي تم اكتشافها عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني في وادي الملوك عام 1898.
وبعد اكتشاف مومياوات الملوك والملكات في الأقصر تم نقلهم إلى متحف بولاق في نهاية القرن الـ19، لكن هذا المتحف تعرض لفيضان مياه، لذا تم نقل المومياوات مرة أخرى إلى أحد قصور الجيزة، لتكون المرة الثالثة التي ينقلوا فيها من مكان إلى مكان، وعند بناء المتحف المصري في عام 1902 تم نقل المومياوات إليه حتى عام 1931، حيث تم نقلهم إلى ضريح سعد زغلول، ثم عودتهم مرة أخرى إلى المتحف المصري في التحرير.
واليوم، تم نقل المومياوات للمرة السابعة في تاريخهم إلى المتحف القومي للحضارة في الفسطاط، ليتم عرضها بشكل علمي في قاعة تحاكي وادي الملوك التي عثر عليها فيه قبل نحو 140 سنة.
رسالة مصر السياحية إلى العالم
وشهدت مصر اليوم الحدث الأضخم في عام 2021، والذي يحظى باهتمام عالمي كبير، حيث نُقلت مومياوات 22 ملكاً وملكة فرعونية في رحلة من المتحف المصري في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة في القاهرة أيضاً.
والملوك والملكات الذين يضمهم الموكب بينهم 18 ملكاً و4 ملكات ينتمون جميعاً إلى عصر الأسرات الـ17، 18، 19 و20، وهم: الملك رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثاني، تحتمس الاول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتاري، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تي، سيتي الأول وسيتي الثاني.
واكتشف علماء الآثار أغلب المومياوات الملكية في خبيئتين، الأولى "خبيئة الدير البحري" غرب محافظة الأقصر في عام 1881، والثانية "مقبرة الملك أمنحتب الثاني" في وادي الملوك عام 1898.
ويحظى الموكب الملكي، بتغطية إعلامية واسعة بمشاركة وسائل الإعلام من نحو 60 دولة، بحسب تصريحات وزير السياحة والآثار المصري الدكتور خالد العناني.
ويأتي تنظيم هذا الموكب في إطار توجهات الدولة المصرية لإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهودها الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة.
ويُعوّل على حدث "نقل المومياوات الملكية"، لفت نظر العالم تجاه مصر كوجهة سياحية فريدة وتحفيز السائحين من حول العالم لزيارة المقاصد الأثرية في مصر، ويُنقل الحدث بـ14 لغة من لغات الدول المصدرة للسياحة.
فالسياحة الثقافية التي يهتم خلالها السائح بزيارة المتاحف والمعابد الأثرية تأثرت كغيرها من أنواع السياحة الأخرى بتداعيات أزمة كورونا، لتجد الحكومة المصرية في هذا الحدث فرصة ذهبية للترويج للمقاصد الأثرية في مختلف أنحائها سواء في القاهرة العاصمة أو الجيزة التي تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أو في محافظة الأقصر التي توصف بأنها متحف مفتوح يضم أكثر من ثلث آثار العالم.
وتسهم السياحة الثقافية بنسبة تزيد على 25% من إيرادات القطاع السياحي في مصر، والتي سجلت نحو 13 مليار دولار في 2019، ثم تراجعت إلى نحو 4 مليارات دولار خلال 2020 بسبب أزمة كورونا، إلا أن ثمة مطالب بالعمل على الترويج للمقاصد السياحية الأثرية بشكل أكبر لزيادة مساهمتها في الإيرادات وأعداد السائحين الزائرين لمصر.