شاهد: قناة السويس تعود للحياة بعد توقف أسبوع بسبب سفينة "إيفر غيفين"
منذ 23 مارس/ آذار الجاري ولمدة نحو 6 أيام، تسببت سفينة حاويات بنمية عملاقة تحمل اسم " إيفر غيفين EVER GIVEN"، في إغلاق الممر المائي لقناة السويس المصرية، أحد المسارات الرئيسية للتجارة العالمية، بعد جنوحها بعرض القناة.
ورغم التوقعات باستمرار محاولات إعادة تعويم السفينة الجانحة عدة أسابيع، إلا أن جهود العاملين في هيئة قناة السويس نجحت أخيراً في إعادة تعويمها، اليوم الأثنين، وهي الآن في طريقها للانتظار في منطقة البحيرات لفحصها الفني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سفينة "إيفر غيفين" التي أغلقت قناة السويس
هي شاحنة عملاقة، تُعد من أكبر سفن العالم، تحمل علم بنما، تم بنائها عام 2018، ويتم تشغيلها بواسطة شركة النقل البحرية التايوانية "إيفر جرين Evergreen".
وانطلقت السفينة في رحلة تجارية تشمل 5 دول بدأتها من الصين، وكان من المقرر أن تصل إلى وجهتها في ميناء روتردام الهولندي في 31 مارس الجاري.
ويصل طول السفينة إلى 400 متر وعرضها 59 متراً، وتتجاوز حمولتها الإجمالية 219 ألف طن، وتسير بسرعة 98 عقدة، أي نحو 181 كيلومتر في الساعة.
وتملك السفينة شركتي "Luster Maritime SA" و "Hiigaki Sanjiu Kaisha" اليابانيتان، وكان مسارها يتضمن 11 محطة، قطعت 7 منها قبل وصولها إلى قناة السويس التي شهدت جنوحها.
وبدأت رحلة السفينة "إيفر غيفين" في 22 فبراير الماضي من ميناء كاوهسيونغ في تايوان، وفي 26 فبراير وصلت إلى ميناء تشينغداو في الصين، ثم ميناء شنغهاي في 1 مارس، وميناء نينغيو في 4 مارس، وميناء تايبيه في تايوان في 5 مارس، وميناء يانتيان في الصين في 7 مارس، وميناء تانجونج بيليباس في ماليزيا يوم 12 مارس، حتى وصلت إلى قناة السويس المصرية في 23 مارس وجنحت فيها إلى اليوم.
وأرجعت هيئة قناة السويس سبب جنوح سفينة "إيفر غيفين"، إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية، نظراً لمرور مصر بعاصفة ترابية بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، تزامناً مع وصول السفينة إلى القناة، الأمر الذي أدى إلى فقدان القدرة على توجيهها ومن ثم جنوحها.
قناة السويس
قناة السويس عبارة عن ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، يبلغ طولها 193 كيلومتراً، وتصل بين البحرين المتوسط والأحمر، وتنقسم طولياً إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرة، وعرضياً إلى ممرين في أغلب أجزائها؛ لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا.
وتُعتبر القناة أقصر ممر بحري بين القارتين، وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر الطريق المنافس لها والمعروف باسم "رأس الرجاء الصالح".
وتُعد قناة السويس من أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم، ويمر حوالي 15% من حركة الشحن العالمية من خلالها، وهي من أهم 5 مصادر مستدامة للدخل القومي المصري من العملات الصعبة، بعائدات سنوية وصلت إلى أكثر من 5.6 مليار دولار خلال العام الماضي، ويمكن القول بإن القناة تشكل أحد أبرز القطاعات التي تساعد مصر على تحقيق طموحاتها التنموية ومواجهة أزماتها الاقتصادية، لأن عائداتها مستقرة مقارنة بالقطاعات الأخرى مثل السياحة والسفر والاستثمار الأجنبي.
ويعكس استقرار العائدات كون القناة أحد أهم الممرات المائية العالمية وأكثرها أماناً للسفن والحاويات التي تشكل أهم وسيلة لنقل السلع والبضائع إلى مختلف الأسواق.
تداعيات جنوح سفينة "إيفر غيفين"
على مستوى مصر
في مؤتمر صحفي، قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن كل يوم توقفت فيه السفن عن المرور عبر قناة السويس، تكبدت مصر خسائر تتراوح بين 12 و14 مليون دولار أمريكي على شكل إيرادات ورسوم عبور.
ويعني ذلك أن خسائر هيئة قناة السويس، تراوحت في الأيام السبعة التي توقفت السفن فيها عن العبور، بين 84 و98 مليون دولار أمريكي.
إلى جانب ذلك، ستقدم الهيئة خصومات عبور للسفن التي علقت في الممر المائي طوال الأسبوع الماضي؛ لتعويضها جزئياً عن الخسائر التي لحقت بها.
على مستوى العالم
لتجاوز أزمة إغلاق قناة السويس، اضطرت بعض السفن لتحويل وجهتها إلى مسار رأس الرجاء الصالح، وهو ما يعني زيادة مدة الرحلة بنحو أسبوعين، وزيادة تكلفة النقل.
وتنتظر أكثر من 350 سفينة على جانبي قناة السويس شمالاً وجنوباً بسبب تعطل حركتها، الأمر الذي كبد شركات نقل عالمية خسائر باهظة.
وهناك خسائر أخرى مرتبطة بتلف السلع على متن بعض السفن العالقة التي كانت محملة بمواد غذائية ومواشي، كانت باتجاه أسواق عربية وأوروبية.
ومن بين الخسائر أيضاً، ارتفاع أسعار بعض السلع بسبب تأخر وصول الطلبيات، سواء التي كانت على متن السفن العالقة على طرفي قناة السويس أو التي اضطرت للتحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
ومنذ توقف حركة قناة السويس، انتشرت معلومات بشأن احتمالية طول أمد أزمة السفينة العالقة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام منذ الأربعاء الماضي بنسبة 3%.
الرئيس المصري يعلق بعد انفراج الأزمة
وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: " لقد نجح المصريون اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب".
وأضاف: "وبإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي بأيد مصرية، يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري".
وتابع: "وإنني أتوجه بالشكر لكل مصري مخلص ساهم فنياً وعملياً في إنهاء هذه الأزمة، قد أثبت المصريون اليوم أنهم على قدر المسؤولية دوماً وأن القناة التي حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم، ستظل شاهداً على أن الإرادة المصرية ستمضي إلى حيث يقرر المصريون، وسلاماً يا بلادي".
عودة حركة الملاحة في قناة السويس
وبعد نجاح تعويم السفين "إيفر غيفين" الجانحة، تم استئناف حركة الملاحة في قناة السويس، وتوقع رئيس الهيئة العودة الطبيعية الكاملة لحركة القناة خلال أسبوع.