سوق القيصرية بالأحساء.. تعرف على المعلم التاريخي وأشهر الأنشطة به 2022
اكتشف قيصرية الأحساء ملتقى «البسطاء» في البحث عن لقمة العيش والتواصل الحضاري مع شعوب الخليج
سوق القيصرية بالأحساء هو معلم تاريخي وسنكتشف معاً أشهر الأنشطة به 2022 من الإزالة إلى أكبر سوق تراثي بالمملكة، إنه من أبرز المواقع التراثية في الأحساء وأحد المواقع الـ12 التي سجلت بها واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي باليونسكو.
سوق القيصرية بالأحساء
يقع سوق القيصرية في مدينة الأحساء ويعد في الوقت الحالي أكبر سوق تراثي بالمملكة وبالتحديد في حي الكوت، ويعتقد أنه تم بناؤه في عام 1862م ويضم 422 محلاً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد تم اختيار هذا السوق ليكون سوقاً ومزاراً سياحياً تراثياً، لما يمثله من معلم تراثي مهم ورئيس في المحافظة ولما يرمز إليه حول تمسك أهل مدينة الأحساء السعودية بتراثهم وإعادة إحيائه.
وسوق القيصرية له قصة رائعة تجسد السر وراء عودة الاهتمام بحماية هذا الموقع الأثري وغيره من المواقع التراثية وتأهيلها بعدما كانت مهددة بالاندثار، أو الهدم والتغيير.
حيث حدث للسوق حريق مفاجئ في شهر شعبان عام 1422هـ، فتم التوجيه إلى إقامة (مول) بطراز حديث مكانه.
سوق القيصرية بالأحساء.
سوق القيصرية بالأحساء
ولأن هذا السوق له أهمية تاريخية وتراثية ونظراً لما يتميز به من بناء معماري تراثي، فقد بادر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة (في هذا الوقت) بالتدخل لإيقاف إنشاء المول وإعادة بناء سوق القيصرية بنفس نمطه التراثي.
لماذا سمي سوق القيصرية بهذا الاسم
قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وقتها بالتواصل مع سمو المنطقة الشرقية وقتها الأمير محمد بن فهد وسمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، ورئيس البلدية المهندس فهد الجبير لمنع إقامة مول مكان السوق التراثي والعمل على إعادة بنائه بالطراز السابق.
وأكد سموه أن وقفة الملك فهد رحمه الله والأمير محمد بن فهد كان لها الدور الكبير في عودة القيصرية، مشيداً بتعاون ودعم سمو محافظ الأحساء ورئيس البلدية الذين تجاوبوا مع سموه وعملوا بالشراكة مع الهيئة لإعادة إعمار السوق بطرازه التراثي القديم.
وسعت الهيئة إلى تشكيل لجنة ضمت عدداً من المختصين من جامعة الملك فيصل ومن بلدية المحافظة ومن الهيئة لدراسة الحلول والبدائل المقترحة لتطوير وإعادة تأهيل سوق القيصرية.
وتم دعوة سمو محافظ الأحساء ورئيس بلدية المحافظة ورئيس الغرفة التجارية بالأحساء وعدد من المختصين من جامعة الملك فيصل لمناقشة بدائل تطوير السوق، وتم اختيار البديل التاريخي الذي يركز على إعادة إعمار السوق كما كان عليه سابقاً.
وحرصت الهيئة والبلدية على ربط القيصرية مع العناصر التاريخية والثقافية والعمرانية في وسط مدينة الهفوف، بحيث تعكس في مجملها مركز مدينة الهفوف التاريخي.
ونتيجة لذلك تم إعادة البناء باستخدام مواد البناء المحلية، حيث روعي في بناء السوق كافة إجراءات الأمن والسلامة لمنع اندلاع حرائق مشابهة لما حدث في السابق.
وكان لرئيس بلدية محافظة الأحساء المهندس فهد الجبير دور كبير في تنفيذ المشروع بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية آنذاك.
السوق أحد المعالم التراثية الرئيسة في الأحساء
وقد أصبح السوق أحد المعالم التراثية الرئيسة في المحافظة والمنطقة ومن الركائز المهمة لتسجيل الأحساء في قائمة التراث العالمي.
قيصرية الأحساء ملتقى «البسطاء» في البحث عن لقمة العيش والتواصل الحضاري مع شعوب الخليج
اسم عريق لصرح تراثي له مكانة في قلوب السعوديين وبالتحدي أهل الإحساء وقد ارتبط اسم سوق القيصرية بالأحساء باسم الواحة التي لعبت على مدى تاريخها في دفع الحركة الاقتصادية والأثرية والتاريخية للمملكة.
تاريخ سوق القيصرية بالأحساء قديماً
فلا يمكن للمتتبع لتاريخ أو اقتصاد واحة الأحساء (بل وحتى جل شرق المملكة) أن يعطي صورة متكاملة عن الأحساء وتاريخها من دون أن يتوقف طويلاً عند سوق القيصرية، هذا السوق الذي ظل طوال قرون شريانا يغذي اقتصاد شرق المملكة ووسطها وهو أشبه ما يكون بأنابيب النفط التي تغذي في وقتنا الراهن تلك المناطق.
القيصرية كانت تشكل أهمية اقتصادية ومقصداً رئيساً ليس لسكان الأحساء وحسب، وإنما لمعظم إن لم يكن لكل الأشقاء القطريين ومثلهم أهل الكويت والبحرين!!
في تقريرنا هذا سنسلط الضوء على القيصرية من أبعاد جديدة ومتنوعة «وبالطبع سيكون من بينها البعد الاقتصادي».
سوق القيصرية بالأحساء
أشار المؤرخ الشيخ جواد الرمضان إلى أن إنشاء سوق القيصرية بمدينة الهفوف تم في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مرجحاً أن يكون ذلك تم في سنة 1334ه هو التاريخ الذي شهد إنشاء السوق وبين أن إنشاء القيصرية تم بمساهمة من الدولة وآل القصيبي وآل العجاجي، وبين أن مكان القيصرية في عهد العثمانيين وحتى العشرينات الهجرية كان عبارة عن دكاكين متفرقة، فيما كان موقع القيصرية الحالي عبارة عن طريق وسوق كبير.
مكانة القيصرية
يلفت المهندس عبدالله الشايب إلى أن مركزية مدينة الهفوف من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كان إحدى ثمار ذلك سوق القيصرية الذي يعد أكبر سوق في الخليج في حينه، وظلت القيصرية مركزا تجاريا على الرغم من النمو العمراني لمدينة الهفوف ووجود أسواق حديثة.
وتقع بوسط الهفوف القديمة في حي الرفعة مقابل أسوار فريق الكوت على مساحة حوالي 15000 متر مربع وتضم 420 محلاً، وتشكل الحوانيت «المحلات» العائدة للبلدية 171 محلاً، والباقي ملكيات خاصة وأوقاف 249 محلاًً، وهي تنقسم إلى قسمين أحدهما الجزء الأكبر يمتد بين شارعي الخباز والحدادين والثاني بين شارع الحدادين وسوق الحريم أو (البدو).
ما يشتمل عليه السوق
أبرز الأنشطة في سوق القيصرية بالأحساء
سوق القيصرية مكون من دكاكين صغيرة ومتقابلة، وسوق البدو، وفيه رواق خارجي للمواد الغذائية، كما يباع عند البدو ثياب مخاطة يدوياً، ويضم السوق «الحواويج» العطارين الذين يبيعون أدوات العطارة، والأدوية الشعبية مثل (المر، الصمغ، الريح، وإلى الشرق منهم يوجد سوق البشوت).
أما الرواق الخارجي على امتداد الشارع ففيه باعة الأغذية وكان يطلق عليهم «المتعايشي»، وبدأ المتعايشي في فترة لاحقة يبيع المعلبات، كما كان في جانب من سوق القيصرية باعة النحاس «النحاسون»، كما كان هناك صانعوا الركائب للجمال.
ويشير الشيخ جواد إلى أن القيصرية كانت مهمة بالنسبة لكبار السن وأهل الحشمة الذين لا يلبسون ثياب إلا تلك المخاطبة باليد أما بعضهم الآخر فيشتري ثيابا مخاطة بالماكينة التي جلبت إلى الإحساء قديماً .
هناك محل يسمى (البرجوته أو بائع الخردة) وهو يشبه محلات المنتشرة هذه الأيام محلات كل شيء بخمسة ريالات، ومن الأمور الطريفة آنذاك أن النظارات الطبية لم تكن موجودة، لذا فكانت هناك نظارة ذات مقاس واحد تكبر الحروف، وكان كل شخص نظره ضعيف يشتري هذه النظارة، وكان أكثر الناس شراءً لهذه النظارة هم خياطو البشوت كونهم مهنتهم تعتمد على التركيز البصري بشكل دائم.
هوية سوق القيصرية السعودي بالإحساء
هيئة الدكاكين عن القيصرية (دكاكين وأبواب من ثلاث قطع، قطعتان يجلس عليها صاحب الدكاكين، قسم متدلي إلى الأسفل، والقسم الثالث، يرفع إلى أعلى توضع خشبة لها في الباب محل في الحائط، ويشير المؤرخ الشيخ جواد إلى أن أبواب القيصرية تسمى (كبنك) وتتألف من 3 قطع، قطعتان يجلس عليها صاحب الدكان، ويضع فيها (القفة) المصنوعة من جريد النخل، ويضع فيها الأرز، والقهوة، ويضيف إلى أن هذا النوع من الأبواب كانت تتميز به قيصرية الأحساء من دون سواها من القيصريات المنتشرة في الخليج.
الخصائص العمرانية والاقتصادية لسوق الإحساء القيصرية
شكلت القيصرية إرثا تقليديا للثقافة بوجود الحرف المهنية ومنتجاتها، كما تشكل (حتى بالمقاييس الحديثة) بيئة عمرانية تسويقية لضخامة المبنى وتشعباته، كما يمثل نموذجا فريدا على مستوى الجزيرة العربية من حيث التصميم المعماري.
ستجد خلال زيارتك إلى سوق القيصرية ارتفاع أرضية المحلات كدكة أدى إلى تفادي سيل المطر ويمكن الباعة من التعامل من المشتريين وهم جلوس، وتميزت الممرات بارتفاعها لتشكل ارتياحا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية.
ارتباطها العضوي بالنسيج العمراني وهي بذلك تحدد ملامح الهوية المعمارية بالأحساء، ويلفت إلى أن طابعها المعماري محلي مميز سواء في تشكيلة الأسقف الملونة أو الأبواب المستخدمة ذات الانكسارات (أعلى وأسفل) ليعرض ويعلق عليها البضاعة أو تلك الأبواب إلى تشرع الجانبين واستخدام المسامير المقببة.
يعتبر سوق القيصرية بالأحساء أكبر سوق مغطى في المملكة والخليج مما جعله بؤرة اقتصادية ومركزا حيويا حتى يوم أتت عليه النيران.
وتتنوع البضاعة المعروضة فيه من الصناعات التقليدية كالبشوت والعبايات والصناعات النحاسية إلى المنتجات الحديثة كالمواد الغذائية وبيع الأحذية والعطورات وبيع الملابس وبيع الأقمشة، بيع الساعات ومحلات للصرافة تحت سقف واحد.
أثر طبيعة تصميمه على حيوية السوق واستمرار انتعاشه حتى سجلت أرقاما قياسية سواء لقيمة المحلات أو لخلو القدم، كما أن السوق وفر وظائف لأكثر من 1000 مواطن، وظل السوق طوال تاريخه بؤرة المتسوق في الأحساء، حتى أن سوق الذهب بحث له عن موقع بجواره، وكذلك فعل سوق البدو.
وتشكل القيصرية إرثاً تاريخياً وعمرانياً باعتبار تكامل ونضوج مدينة الهفوف مع مفردات التراث العمراني سابقاً وحاضراً مع قصر إبراهيم وبيت الملأ ومسجد الجبري والمدرسة الأميرية فهي بذلك تكون جزء لا يتجزأ من البيئة العمرانية القديمة لمدينة الهفوف وتتكامل مع المفردات العمرانية الأخرى، كما أنها تشكل أنموذجا فذاً في تخطيط وتصميم الأسواق خاصة إذا ما علم تفردها على مستوى الجزيرة العربية والخليج باعتبار القيصرية مورداً اقتصادياً هاماً، واستيعابها لأنشطة تسويقية وحرفية مختلفة.
فإذا كنت تشعر بالملل من مراكز التسوق نفسها وترغب في تذوق الطعم التاريخي للتسوق، بالإضافة إلى شراء بعض الهدايا الأصلية، فهذا مكان مناسب، ينصحك موقع سائح برحلة سياحية قريبة إلى مدينة الأحساء بالسعودية للاستمتاع بمعالمها السياحية الطبيعية الرائعة ومشاهدة الشاطئ والفنادق العامرة والمذهلة والتي لا مثيل لها واكتشاف سوق القيصرية.