رحلتي إلى عكا ... أقدم المدن الفلسطينية العريقة
مشاركة من أبو نديم مسافرون بلا حدود
-
1 / 7
مدينة عكا هي من أقدم مدن فلسطين التاريخية، تقع على البحر الأبيض المتوسط على الرأس الشمالي من خليج حيفا غرب منطقة الجليل، وتبعد 179 كيلومترا شمال غرب مدينة القدس.
بناها الكنعانيون عام 1300 قبل الميلاد، وأطلقوا عليها في ذلك الوقت اسم عكو بمعنى الرمل الحار نظراً لأنّها بنيت على الساحل، ثمّ انتقلت إلى الفينيقيون، ثمّ بدأت تُحتل من قبل العديد من الغزاة نظراً لموقعها التجاري المميّز.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بدأت رحلتي الى عكا بعدما عدنا من القدس بوقت متأخر وقد قمت بتقديم تصريح الذهاب الى عكا من خلال الشركة السياحية التي أعمل فيها، ويجب علينا الخروج في اليوم التالي إلى عكا مع أحد اقربائي حيث إن تصريح الدخول مدته يوم واحد فقط.
استيقظنا في الصباح الباكر وذهبنا الى حاجز الجلمة ومن هناك استخدمنا الباص كـ وسيلة مواصلات للذهاب الى الحمّة السورية حيث استمتعنا في الماء الساخن والكبريت الذي يخرج من باطن الارض وقلب الطبيعة منذ آلاف السنين وهي مفيدة جداً للجسم وتشكل العلاج الطبيعي وسرّ الفائدة والفعاليّة في مداواة الكثير من الأمراض والعلل.
لقد شعرنا بالجوع في هذه الاثناء وكنت قد جلبت معي بعض الفطائر والمناقيش وقد استمتعنا بوقت الافطار في الحمة السورية.
كان يفترض أن تكون وجهة الرحلة التالية طبريا، ولكن قريبي كان يود رؤية عكا، وهناك ما يقارب 30 شخصاً آخر معنا في الرحلة وقد جلبوا معهم الملابس والتجهيزات للسباحة في طبريا، يتواجد بحر في عكا ولكن المياه هناك شديدة البرودة ولن يتمكنوا من السباحة فيها.
من الأمور الرائعة في فلسطين أجواء المودة التي تشعر بها بين أهلها، طلبت منهم الإذن للذهاب الى عكا بدلاً من الذهاب الى طبريا نظراً لأن قريبي ضيفاً من الخارج ويرغب كثيراً بالذهاب لرؤية عكا، وقد وافقوا جميعاً على ذلك.
عند الدخول الى مدينة عكا سوف ترى عظمتها وتتعرف على سبب قهر هذه المدينة لنابليون وإعادته الى فرنسا حزين، وكما يقال:
- عكّا قهرت نابليون.
- لوخافت عكا من البحر ما سكنت على الموج.
أسوار عكا رائعة الجمال ولها هيبة، وهناك زرنا مسجد الجزار، ويقال بأنه يتواجد فيه شعرات للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، يقومون بإظهارها للناس في كل يوم عيد.
بعدما انتهينا من جولتنا الجميلة في عكا بدأنا نشعر بالجوع، والجدير بالذكر بأني قمت بعدة زيارات لمدينة عكا وأعرف الأسعار فيها تمام المعرفة، رغب قريبي بدعوتي لتناول السمك كوجبة غداء في عكا، عندها اخبرته ضاحكاً بأنني لا أود تناول وجبة الغداء هنا لنذهب إلى المنزل ونتناول طعام منزلي وقدمت له نصيحة بعدم شراء او تناول السمك في عكا نظراً لتكلفتها العالية جداً بالرغم من أن طعم السمك فيها لذيذ جداً ولا يمكن مقاومته.
سكان مدينة عكا لهم محبة كبيرة في قلبي وأي زائر لها يمكنه رؤية أن أهل هذه المدينة كلهم يد واحدة.