دراسة صادمة بشأن الصحة العقلية لطياري الخطوط الجوية بأمريكا
أظهرت دراسة جديدة بالولايات المتحدة ان هناك الكثير من طياري الخطوط الجوية يفضلون إخفاء مشاكل صحتهم العقلية لتجنب إيقافهم عن العمل حيث يرفض الكثير منهم الكشف عن حالتهم الصحية العقلية خوفًا من إيقافهم عن الطيران والوقوع في صعوبات مالية، وذلك بحسب تقرير حديث صادر عن سكيفت.
وفي الولايات المتحدة هناك قضية متزايدة تتعلق بالطيارين الذين يرفضون الكشف عن حالتهم الصحية العقلية. يشعرون بالخوف من أن الإفصاح عن مشاكلهم العقلية قد يؤدي إلى إيقافهم عن الطيران وتعرضهم لصعوبات مالية. حيث تمثل الصحة العقلية مسألة حساسة وشخصية، وقد يواجه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية تحديات كبيرة في الكشف عن حالتهم. في مجال الطيران، وكذلك يتعين على الطيارين الحفاظ على مستوى عالٍ من الصحة العقلية والاستقرار النفسي لضمان سلامة الرحلات والركاب.
حيث يعتبر الكشف عن الحالة الصحية العقلية للطيارين أمرًا هامًا لضمان سلامة الطيران كما يستند قطاع الطيران على نظام الاعتماد المهني والتقييم المستمر للطيارين للتأكد من أنهم قادرون على القيام بواجباتهم بأمان وفعالية. وكذلك تشمل هذه العملية تقديم تقارير دورية عن الصحة العقلية والجسدية، بما في ذلك الفحوصات الطبية الدورية وتقييمات الأداء.
ويأتي ذلك منذ لحظة تحطم شركة جيرمان وينغز الرهيب بعام 2015، حيث اعتمدت أوروبا سلسلة من التدابير التي تهدف إلى تحسين الصحة العقلية لطياري الخطوط الجوية. إلا إنه على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يطفو هذا الموضوع على السطح بانتظام، خاصة منذ حادثة خطوط ألاسكا الجوية في أكتوبر 2023 والتي حاول فيها طيار خارج الخدمة قطع المحركات أثناء الرحلة.
وكما ذكرت وسائل قبل ذلك تقارير بإنه يواجه الطيارون الذين يعتقدون أنهم بحاجة إلى علاج للاكتئاب خيارًا صعبًا: الإعلان عن ذلك، والخضوع لأشهر من خطط التقييم والإيقاف عن العمل. أو لا تفعل شيئًا وتنخرط في أزمة تتعلق بالصحة العقلية بينما تلعب بحياة الآخرين.
وبحسب المفتش العام لوزارة النقل الأمريكية، فإن قدرة إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) على تقليل مخاطر السلامة محدودة للغاية بسبب إحجام الطيارين المفرط عن الإعلان عن حالتهم العقلية والنفسية. ومن بين العوامل التي تشجع الطيارين على التزام الصمت، بحسب تفاصيل الوزارة، وصمة العار المرتبطة بالصحة العقلية، والتأثير المحتمل على حياتهم المهنية وكذلك الخوف من الصعوبات المالية.
ومع هذا يجب أن يتم التعامل مع الكشف عن الحالة الصحية العقلية للطيارين بحذر وسرية. ينبغي أن تكون هناك ضمانات قوية لحماية سرية المعلومات الطبية الشخصية وعدم استغلالها في إيقاف الطيارين أو تعريضهم لعواقب مالية لذا يجب تشجيع الطيارين على طرح مخاوفهم والبحث عن المساعدة اللازمة بحالة مشاكل الصحة العقلية. حيث يمكن توفير الدعم من خلال برامج الرعاية الصحية المهنية والاستشارة النفسية المتخصصة للطيارين وأفراد الطاقم.