جواز سفر كورونا الرقمي: كيف يمكن الحصول عليه من "إياتا"؟
في محاولة لمساعدة المبادرات الرامية إلى إعادة تشغيل قطاع الطيران وتنشيط حركة السفر الجوي بعد الآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا حول العالم، يستعد الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا IATA"، لإطلاق "منصة جواز سفر كورونا الرقمية؛ لتخزين وإدارة شهادات فحوصات ولقاحات "كوفيد-19"، نهاية شهر مارس الجاري.
وفور انتهاء "إياتا" - وهو اتحاد التجارة العالمي الذي يضم 290 شركة طيران- من تطوير المنصة الرقمية، سيتيحها في صورة تطبيق مجاني على الهواتف المحمولة، آملاً أن يحقق الهدف منه بإعادة فتح الحدود وإعادة العالم إلى الطيران مرة أخرى دون الحاجة إلى الحجر الصحي.
جواز سفر كورونا من "إياتا"
في هذا الصدد، يقول نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي في إقليم إفريقيا والشرق الأوسط، محمد علي البكري، إن ما يطلق عليه جواز سفر كورونا، عبارة عن منصة رقمية بمعايير عالمية تساعد على التحقق من هوية المسافر، وربطها رقمياً مع نتائج الفحص الطبي أو الموقف من تلقي لقاح كورونا، وفقاً لتصريحاته لموقع العربية نت.
وأضاف البكري، أن لكل دولة متطلبات بموجب قرارات سيادية فيما يخص السفر والوقاية من الجائحة، وهو ما تم تجميعه فيما يُسمى بـ"سجل عالمي للمتطلبات الصحية".
استخدام جواز سفر كورونا
ويساعد السجل العالمي للمتطلبات الصحية المسافرين على التحقق مما هو مطلوب منهم لدخول الوجهات التي يأملون في زيارتها، كما يمكنهم التحقق من السجل العالمي لمراكز الفحوصات والتطعيم المعتمدة حتى يتمكنوا من تحديد المواعيد قبل المغادرة.
وبعد ذلك، يمكن للمختبرات ومراكز الفحص المعتمدة مشاركة شهادات الفحص والتطعيم بشكل آمن مع المسافرين من خلال "تطبيق الهاتف المحمول".
وبعد انتهاء كل الإجراءات، يمكن للمسافرين إدارة هويتهم الرقمية للسفر بدون لمس، من خلال إنشاء نسخة رقمية من جواز السفر الخاص بهم على هواتفهم، وتلقي ومشاركة شهادات فحص "كوفيد-19"، أو التطيعم، بالإضافة إلى إدارة وثائق السفر الأخرى.
أهمية جواز سفر كورونا
وعبر موقعه الرسمي على الإنترنت، يقول اتحاد النقل الجوي الدولي، إنه لإعادة فتح الحدود دون الحجر الصحي، يجب أن تكون الحكومات واثقة من أنها تخفف من مخاطر استيراد "كوفيد-19"، موضحاً أن الحل يمكن في الفحص أو إثبات تلقي اللقاح".
وأكد نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إن الحصول على الشهادات الرقمية للفحوصات واللقاحات، ستوفر الكثير من الوقت والجهد على المسافرين والحكومات، وتساعد المشغلين في قطاع الطيران على مواجهة آثار الجائحة.
وشدد على أنه لا بد من وضع خارطة طريق لإعادة تشغيل القطاع المعطل لأكثر من عام، فلا يمكن تحمل المزيد من الاستنزاف لاحتياطي السيولة لدى شركات الطيران، الذي يتراوح بين 75 مليار دولار و 95 مليار دورلار خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن الكثير من شركات الطيران على حافة الانهيار والكثير من الموظفين خسروا وظائفهم.
وتُعد المنصة الرقمية الجديدة لتخزين وإدارة شهادات فحوصات ولقاحات كورونا، بمثابة تحديث للنظام الحالي للنسخ الورقية من شهادات اللقاح والفحوصات، وحالياً تتعامل المنصة مع شهادات متعلقة بكوفيد-19فقط، لكن في المستقبل هناك نية للتوسع وفقاً للحاجة.
موعد إطلاق تطبيق جواز سفر إياتا
ومن المقرر إطلاق تطبيق جواز سفر "إياتا" نهاية مارس الجاري، بشكل مجاني للركاب لتنزيله واستخدامه، وتكون الخطوط الجوية السنغافورية في المرحلة الحالية هي الشريك لإطلاق أول تجربة، وتتبعها تجربة مع مجموعة الخطوط الجوية الدولية وتجارب مع حوالي 20 شركة طيران، بما في ذلك: الخطوط الجوية القطرية، طيران الإمارات، الاتحاد للطيران، خطوط كوبا الجوية والخطوط الجوية الرواندية.
تجارب مماثلة لتطبيق إياتا الرقمي
جدير بالذكر أن تجربة "جواز سفر كورونا" من إياتا، ليست الجهد الوحيد قيد التطوير سعياً للتغلب على القيود التي فرضتها جائحة كورونا، بل هناك العديد من تصاريح السفر المعدة لدخول سوق السفر العالمي.
وبالفعل تم استخدام "CommonPass" من "Commons Project Foundation" غير الربحية بطريقة محدودة من قبل شركات الطيران، كما أن شركة "IBM" العملاقة للحوسبة لديها فريق عالمي يعمل على "بطاقة الصحة الرقمية" أيضاً.
ويجري إنشاء جواز سفر "إياتا" باستخدام 4 نماذج قابلة للتشغيل المتبادل مفتوحة المصدر، والتي يمكن استخدامها معاً كحل كامل أو بالاشتراك مع الحلول التي أُنشأت بواسطة مزودين آخرين، بحسب موقع CNN بالعربية.
منظمة الصحة العالمية تحذر
في مقابل كل هذا، كان موقف منظمة الصحة العالمية صادماً تجاه اتفاق مجموعة من الدول الأوروبية على إصدار "جوازات سفر كورونا" قبل حلول موسم العطلات الصيفية لتسهيل سفر الأوروبيين، حيث حذرت المنظمة من اعتماد مثل هذه الجوازات.
وقالت المنظمة إن الغموض لا يزال يحيط بمدى فعالية اللقاحات المتوفرة في وقف انتشار "كوفيد-19"، كما أن التطعيم التفضيلي الذي يحدث حالياً للمسافرين، يمكن أن يؤدي إلى عدم كفاية إمدادات اللقاحات للفئات السكانية ذات الأولوية والتي تعتبر معرضة لخطر كورونا.
وأوصت منظمة الصحة العالمية بعدم إعفاء الأشخاص الذين تم تطعيمهم من الامتثال للإجراءات الاحترازية المتعارف عليها، خلال الفترة الراهنة.
خسائر قطاع الطيران في ظل جائحة كورونا
ورفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" توقعاته لإجمالي استهلاك السيولة بشركات الطيران إلى ما بين 75 مليار دولار و95 مليار دولار هذا العام، ارتفاعاً من 48 مليار دولار في ديسمبر الماضي، في ظل تمديد الحكومات إجراءات الإغلاق للحد من انتشار سلالات جديدة من كورونا.
وتوقع الاتحاد أن تصل حركة السفر إلى ثلث مستوي ما قبل أزمة كورونا ، انخفاضاً عن توقعاته نهاية عام 2020 بتحسن حركة السفر بنسبة 50% مع توفير الحكومات للقاحات كورونا.
لقاح كورونا
وبمجرد اعتماد منظمة الصحة العالمية عدد من اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، بدأت الدول في جميع أنحاء العالم برامج تلقيح جماعي في محاولة للسيطرة على الوباء، لكن لا يزال هناك مجموعة من التخوفات تتعلق بعدم وصول اللقاح حتى الآن إلى كل الفئات ذات الأولوية بسبب التلقيح الانتقائي، حيث تستولى عدد من الدول الغنية على النسبة الأكبر من اللقاحات مقارنة بالدول الفقيرة، بالإضافة إلى عدم توفر معلومات كافية حول مدى فعالية اللقاح مع السلالات الجديدة من كوفيد-19.