جزيرة إلفنتين... جوهرة مصر الجنوبية
كانت أقوى الحصون المصرية جنوبًا
في نيل مصر تنتشر العديد من الجزر، فإن أردت زيارة مصر فلا تغفل زيارة هذه الجزر، وخاصة جزيرة "إلفنتين Elephantine" الواقعة في نيل أسوان. تحتل الجزيرة قيمة سياحية عالية، كما كانت أقوى الحصون في جنوب مصر. تمتد الجزيرة بطول 1500 مترًا، وعرض 500 مترًا تقريبًا، وتتبع محافظة أسوان. أغلب سكان الجزيرة من النوبيين، ويشتغلون في الزراعة، والسياحة، والأشغال اليدوية.
نبذة عن تاريخ جزيرة إلفنتين
كانت الجزيرة مركزًا لعبادة الإله خنوم إله الفيضان. وما بين عامي 2950 و2800 قبل الميلاد أقيمت في الجزء الشرقي من الجزيرة تحصينات وبرج للحراسة. بعد ذلك توسعت التجمعات السكنية، وأصبح يشار إلى الجزيرة في الكتابات القديمة باسم القلعة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اكتسبت الجزيرة أهمية تجارية بعد توحيد القطرين عام 3000 قبل الميلاد على يد الملك مينا، وأصبحت الجزيرة مركزًا لاستخراج الجرانيت المستخدم في بناء المعابد في جميع أنحاء البلاد.
أصل تسمية الجزيرة
اسم الجزيرة ألفنتين يعني باليونانية "عاج سن الفيل"، وقد سميت قبل ذلك جزيرة "أبو" أي الفيل لأنها كانت ميناء يستقبل العاج الأفريقي المستخرج من أنياب الفيلة.
الآثار السياحية في الجزيرة
تضم الجزيرة عددًا من المعابد شُيد بعضها لإلهة الفيضانات "ساتت" أحدها عام 2800 قبل الميلاد في عهد الأسرة الأولى والثانية، ومعبد ثانٍ شُيد في بداية الأسرة السادسة عام 2250 قبل الميلاد، ومعبد ثالث بني في عام 1950 قبل الميلاد في عهد سنوسرت الأول في الأسرة الثانية عشر، والمعبد الرابع تم تشييده عام 1480 قبل الميلاد في عهد الملكة حتشبسوت. هناك أيضًا مقبرة كباش ومعبد الإله "خنوم" الذي لم يتبق منه الآن إلا عمودي المدخل الرئيسي.
أقام ملوك الأسرة السادسة والعشرين مقياس النيل الذي تظهر عليه مقاييس الفيضان باللغتين العربية واليونانية. وعلى أساس قراءة المقياس التي تحدد حجم الفيضان، كان يتم تحديد الضرائب التي سيتم فرضها على الفلاحين في العام الجديد.
في الجهة الجنوبية الشرقية من الجزيرة يتواجد متحف أسوان الذي تم تأسيسه ليضم آثار منطقة النوبة المختلفة والمتنوعة ومنها تماثيل للملوك، ومومياء للكبش "رمز الإله خنوم"، وأعمال فخارية وزخرفية وعدد من التوابيت الحجرية. مقر المتحف هو فيلا المهندس المعماري السير وليام ويلكوكس الذي بنى سد أسوان، وتحولت إلى متحف في عام 1912، وتم توسعته في عام 1998.
أقام المصريون القدماء على الجزيرة مقابر صخرية عرفت بمقابر نبلاء إلفنتين الصخرية، أو مقابر قبة الهوا.
تم العثور في منازل بعض أفراد الجالية اليهودية في الجزيرة على برديات إلفنتين المكتوبة باللغة الآرامية. تواجدت الجالية اليهودية في الجزيرة كحام عسكري لها آناء الحكم الفارسي في القرن السادس قبل الميلاد. أوضحت إحدى البرديات القديمة أن تواجد اليهود في جنوب مصر قد سبق غزو قمبيز الثاني ملك الفرس لمصر، والذي تحولت الجزيرة بعده إلى قلعة فارسية.
أحدث الاكتشافات الخاصة بالجزيرة
في مارس 2017، أعلن رئيس قطاع الآثار المصرية عن اكتشاف مقبرة كاملة وسليمة لشقيق أحد حكام الجزيرة من الأسرة الثانية عشر خلال أعمال حفر في منطقة قبة الهوا الواقعة غربي أسوان.
وفي وقت سابق، تم العثور على أواني فخارية مسجل عليها كتابات باللغة العربية وتعود تلك الأواني إلى القرنين الثاني والثالث الهجري يتحدث بعضها عن رحلة الحج إلى مكة.
كيفية الوصول للجزيرة
عندما تتواجد في مدينة أسوان، يمكنك الوصول إلى الجزيرة عبر القوارب الشراعية، أو عبر ركوب العبارة.
أين يمكنك الإقامة في الجزيرة؟
- يمكنك الإقامة بفندق كتراكت الموجود على ضفاف النيل في مقابلة الجزيرة. يتميز الفندق بوجود مسابح خارجية وداخلية، كما يتميز بواجهته الوردية من الجرانيت. جميع الغرف بالفندق مكيفة، ويوجد به أربة مطاعم. يوفر الفندق خدمة الواي فاي المجانية.
- يمكنك الإقامة في منتجع موفنبيك الموجود على الجزيرة. يوفر المنتجع خدمة الواي فاي المجانة، ويضم مسبح، وملعب تنس.
- يمكنك كذلك اختيار الإقامة في أي فندق من فنادق أسوان، ولكن احرص على أن يكون قريبًا بعض الشيء من الجزيرة.
ما الذي يمكنك فعله عند زيارة جزيرة إلفنتين؟
- كما ذكرنا، فيمكنك الوصول إلى الجزيرة عبر القوارب الشراعية أو العبارة، ولذا يمكنك التقاط العديد من الصور التذكارية لهذه الجزيرة الرائعة، أو التقاط صورتك والجزيرة في الخلفية.
- يمكنك كذلك التقاط العديد من الصور للآثار الموجودة على الجزيرة.
- حاول أن تستمتع بطبيعة الجزيرة، وكثرة نخيلها إلى جانب الاستمتاع بالأماكن الأثرية كمعبد خنوم في الطرف الجنوبي للجزيرة.
- لا تغفل زيارة متحف أسوان الموجود على الجزيرة، والذهاب لرؤية مقياس النيل الذي كان يستخدم لتحديد مستوى الفيضان.