ترتفع 2000 متر فوق سطح البحر: قرية أذربيجانية غامضة يعشقها السائحون
يقال إنها المكان الذي رست فيه سفينة نوح وسكانها أحفاده
العالم أصبح قرية صغيرة. ولهذا أضحى باستطاعة المرء الاطلاع على الأنماط المختلفة للحياة التي يعيشها البشر في كل مكان على وجه الأرض.
ومن بين أنماط الحياة، ذلك الذي يعشيه البعض في إحدى أعلى المناطق السكنية في العالم، هلا اتطلعت عليه؟
في أذربيجان تقع أعلى قرية في منطقة القوقاز وتدعى خيناليق، تلك القرية التي تثير فضول العديد من الأشخاص حول العالم، إذ أكد مدير المبيعات في شركة Outdoor Caucasus المتخصصة في تنظيم الجولات السياحية في أذربيجان، نورلان حسنلي، أن الجولة إلى خيناليق هي الأكثر مبيعاً لدى الشركة.
وبحسب موقع CNN عربي، تعد خيناليق من أقدم القرى في منطقة القوقاز، إذ يصل عمرها إلى نحو 5 آلاف عام وهي تقع على ارتفاع 2200 متر فوق سطح البحر.
وتعتبر القرية الأعلى والأكثر عزلة في أذربيجان، إضافة لكونها أعلى القرى في منطقة القوقاز.
شاهد أيضاً: قصر تشينوت قابالا: جدد شبابك في قلب غابات القوقاز الساحرة
وتقع خيناليق في شمال منطقة قوبا الأذربيجانية وسط جبال القوقاز الكبرى وفقاً لموقع Outdoor Caucasus.
نمط حياة السكان في تلك القرية، من أكثر الجوانب التي تجذب السائحين، بالإضافة إلى الغموض الذي يسيطر عليها بسبب أسطورة محلية تربطها بقصة سفينة نوح، إذ يقال إن خيناليق هي المكان الذي رست فيه السفينة ويشار إلى السكان بأنهم أحفاد نوح عليه السلام.
تبدأ الرحلة التي تقدمها شركة Outdoor Caucasus من العاصمة الاذربيجانية باكو وتستمر لمدة يوم واحد.
كون القرية هي الأعلى في أذربيجان، يجعل البعض يشعر بالقلق عند زيارتها، لكن نورلان حسنلي أكد أنها من أسهل الوجهات للوصول إليها ضمن الوجهات التي تقدمها الشركة، مشيراً إلى مشاركة ثنائي في السبعينات من عمرهما في إحدى الجولات إلى القرية.
يصل عدد سكان القرية إلى 2000 شخص فقط ويعتادون على تربية الأغنام والماشية، لذلك ليس من الغريب مصادفة المئات من الأغنام والأبقار والخيول خلال النزهة التي يعبر فيها السائحون مسافة 10 كيلو مترات باتجاه القرية.
وقال حسنلي إن كل شيء في القرية يأتي من الطبيعة: لا يتوفر الغاز مثلا في القرية، لذلك يقوم السكان بتدفئة منازلهم باستخدام روث البقر.
ويبني سكان القرية منازلهم من الطوب اللبن، حتى المياه التي يشربونها تأتي من الجبال مباشرة لذلك تصل باردة حتى خلال أشهر الصيف الساخنة.
ويتميز سكان القرية بحسن ضيافتهم، إذ يرحبون بشكل دائم بالسياح الذين يزورونهم. وقال حسنلي: إنهم دائماً يقولون السلام عليكم لجميع ضيوفنا الذين يأتون من بلدان عربية.
شاهد أيضاً: المحمية القوقازية: لقطات رائعة من أكبر محمية غابات جبلية في أوروبا
ويتحدث سكان القرية بلغة خاصة بهم تختلف عن اللغة الأذربيجانية ومع ذلك، فهم يتعلمون اللغة الأذربيجانية في المدارس. ولذلك لا يوجد بينهم وبين السياح في أذربيجان أي حاجز لغوي.
وبالنسبة للضيوف الأجانب، أوضّح حسنلي عزم سكان القرية على التواصل معهم، قائلاً: إنهم سيجدون طريقة لدعوة الضيوف إلى منازلهم، سواءً من خلال بعض الكلمات الإنجليزية أو لغة الجسد؛ لذا لن يمنعك الحاجز اللغوي من اختبار حسن ضيافة السكان.
وفي منازلهم البسيطة، يلاحظ المرء سجادات محبوكة يدوياً، فمن الجدير بالذكر أن أذربيجان تُعرف بتقليد صناعة السجادات.
وبالإضافة إلى تناول الأطعمة اللذيذة، تُسنح للضيوف الفرصة للانخراط في الأنشطة اليومية التي يمارسها سكان القرية أيضاً.
وقال حسنلي: إنها تجربة مذهلة للسياح ويمكنهم حلب بقرة أو إطعام الدجاج، كما يمكن لأطفالهم لعب كرة القدم مع المحليين، موضحاً: يستطيع الرجال شرب الشاي ولعب النرد في بيوت الشاي التقليدية.
This browser does not support the video element.