تجربة القهوة في كل بلد.. من إثيوبيا لفيتنام

  • تاريخ النشر: الجمعة، 11 أبريل 2025
تجربة القهوة في كل بلد.. من إثيوبيا لفيتنام
مقالات ذات صلة
كل ما تريده للسفر إلى إثيوبيا
أكثر عشر مدن ملوثة في العالم - 9 في هذا البلد..
أفضل الأنشطة السياحية في إثيوبيا

تعد القهوة أكثر من مجرد مشروب صباحي؛ إنها ثقافة وتجربة تختلف من بلد إلى آخر، وتحمل في طياتها عادات وتقاليد وطرق تحضير تعكس روح الشعوب وتاريخهم. من المرتفعات الإثيوبية حيث بدأت الحكاية، إلى شوارع هانوي النابضة بالحياة في فيتنام، يمر عشاق القهوة برحلة ذوقية فريدة، لا تشبه غيرها من التجارب. فكل بلد يضع بصمته الخاصة على فنجان القهوة، ليمنحه طابعًا محليًا مميزًا يجمع بين النكهة والهوية.

إثيوبيا... مهد القهوة وأصول الطقوس

في إثيوبيا، لا تُعد القهوة مجرد مشروب، بل هي طقس يومي يحمل قيمة اجتماعية وروحية عميقة. يُقال إن القهوة اكتُشفت لأول مرة في إثيوبيا، ومنها انتشرت إلى باقي أنحاء العالم. التحضير يتم ببطء وعناية عبر "احتفال القهوة" التقليدي، حيث تُحمص الحبوب الطازجة على الفحم ثم تُطحن وتُغلى في إبريق يُعرف باسم "جبَنة". الجلسة لا تكتمل إلا بثلاث جولات من التقديم، يرافقها أحيانًا البخور أو الفشار، مما يحول القهوة إلى تجربة متكاملة تُقرّب بين الناس.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

إيطاليا... حيث تُشرب القهوة واقفًا

في شوارع روما ونابولي، القهوة تعني "إسبريسو" يُشرب بسرعة عند البار، واقفًا ودون إضافات. الإيطاليون يأخذون قهوتهم على محمل الجد، وقد حددوا لها قواعد غير مكتوبة: لا "كابتشينو" بعد الظهر، ولا سكر لمن يعرف النكهة الحقيقية. القهوة الإيطالية مكثفة وقوية، تُقدَّم في أكواب صغيرة لكنها تحمل تأثيرًا كبيرًا. المقاهي الإيطالية ليست فقط أماكن لتناول القهوة، بل مساحات للقاءات اليومية والتواصل السريع، حيث تصبح رشفة القهوة لحظة اختصار للزمن دون فقدان الشغف.

فيتنام... عندما تذوب القهوة في الحليب المكثف

أما في فيتنام، فالقهوة تُحضر بأسلوب خاص جداً يجمع بين القوة والحلاوة. تُستخدم حبوب "روبوستا" الداكنة، وتُحضر في مرشح معدني يُسمى "في نت"، لتقطر ببطء فوق طبقة سميكة من الحليب المكثف المحلى. النتيجة مشروب يُعرف باسم "كافيه سودا"، يتمتع بطعم غني وسكري يُشرب غالبًا مثلجًا. القهوة الفيتنامية ليست فقط لذيذة، بل تمثل روح الابتكار والتكيف، حيث تحولت إلى عنصر أساسي في حياة السكان اليومية، وفي الهوية الثقافية للمطبخ المحلي.

من إثيوبيا حيث تُحتفى القهوة بطقوس هادئة، إلى فيتنام حيث تمتزج بالسكر والثلج، ومن المقاهي الإيطالية التي تقدس بساطة الإسبريسو، يمكن القول إن القهوة لغة عالمية لها لهجات محلية. إنها وسيلة للتواصل والتمتع، لا تتكرر بنفس الطعم مرتين، ولكنها دائمًا تترك أثرًا دافئًا في الروح.