تاريخ أشهر المشروبات والمأكولات الرمضانية
ما وراء أشهر المأكولات والمشروبات الرمضانية
يهل علينا شهر رمضان الكريم بروحانياته العطرة، وطقوسه التي يتميز بها عن سائر شهور السنة خاصةً في المأكولات والمشروبات الخاصة بهذا الشهر الفضيل. وتشتهر الدول الإسلامية في المنطقة العربية بالمشروبات والمأكولات وخاصة الحلوى. نعرض هنا أكثر المأكولات والمشروبات التي تتميز بها الدول العربية في شهر رمضان، والأصل التاريخي لتلك المأكولات.
العرقسوس
أحد أشهر المشروبات الرمضانية، وعرفه المصريون القدماء، وأسموه ماي سوس "Mai sus". وجد نبات العرقسوس في مقبرة الملك توت عنخ آمون؛ مما يؤكد على استخدامه من قِبل المصريين القدماء.
ينمو نبات العرقسوس في العديد من أنحاء العالم، وتستخدم جذوره لصنع المشروب الرمضاني الشهير، كما سبق واستخدمه قدماء المصريين والصينيون علاجًا لبعض الأمراض. نظراً لطبيعته المثبطّة للعطش، ارتبط العرقسوس بالصيام، وكان البدو السكوثيون يتناولونه ليتمكنوا من البقاء فترات طويلة بدون ماء أثناء الترحال.
الياميش
تُطلق كلمة الياميش على المكسرات "الجوز والبندق والفستق"، والفاكهة المجففة "القراصيا والمشمشية والذبيب"، ويعتبر من أهم المأكولات الرمضانية في مصر.
بدأ تجفيف الفاكهة في الشمس لحفظها في عهد المصريين القدماء، وفي عهد الملك رمسيس الثالث، كانت هناك الآلاف من جرار الذبيب "العنب المجفف" في معبد الإله حابي إله النيل.
يمكن تناول الياميش بعد نقع مكوناته الجافة في الماء، وإضافتها إلى بعضها وعليها المكسرات، وتناولها كطبقٍ للتحلية، كما يمكن بعض نقع تلك المكونات ثم يتم خلطها وضربها بالمضرب الكهربائي لعدة دقائق لينتج مشروب الخشاف والذي لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية.
الإبرية
من أكثر المشروبات التي يشتهر بها شهر رمضان في السودان وبلاد النوبة مشروب الإبرية أو كما يُطلق عليه أحياناً الحلو مر. ومن الملفت للنظر في هذا المشروب أن اختراعه كان محض الصدفة؛ فكانت أول من أحضرته أمنة عبد الرازق الفحل عام 1860؛ حينما وصلت مياه الأمطار إلى الذرة المخزّن. لم تتخلص أمنة من الذرة ولكن طحنته فوجدت به طعماً حلواً، فأضافت إليه بعض التوابل إلى أن أنتجت خلطت مشروب الإبرية.
التمر هندي
على الرغم من اقتران اسمه بالهند إلا أن منشأه كان بعيداً عنها كل البعد، فيُعتقد أن موطنه الأساسي أفريقيا الاستوائية. انتقلت زراعة التمر الهندي إلى مصر في عام 400 قبل الميلاد، كما ذُكر في الكتابات الهندية في الفترة ما بين 1200 قبل الميلاد و200 قبل الميلاد.
يُحضّر التمر هندي بعد نقعه في الماء أو غليه لمدة بسيطة، وبعد ذلك يُضرب في الخلاط مع السكر، ويُصفى ويقدم بارداً.
أم علي
أحد أشهر أطباق الحلويات المعروفة في مصر والعالم العربي، واتخذت اسمها من "أم على" الزوجة الأولى لعز الدين أيبك. يتكون الطبق من رقائق العجين مضاف إليها السكر والحليب والمكسرات.
قبل أن يصبح الصالح نجم الدين أيوب سلطاناً للمماليك في مصر، كان قد اشترى الجارية التركية شجرة الدر، وأنجبت منه خليل. حينما تُوفي نجم الدين تولّت شجرة الدر الحكم، ولكن قوبل هذا بالاحتجاجات؛ كونها امرأة. تزوجت شجرة الدر من المملوك عز الدين أيبك، كما أجبرته على تطليق زوجته أم على. بعد فترة من زواجهما نشبت الخلافات على مهما الحكم، فاستبقته شجرة الدر ودبرت قتله. أرادت أم علي الانتقام لقتل عز الدين أيبك، وقتلت شجرة الدر، ووزعت حلوى على المصريين احتفالاً بذلك، فأُطلق منذ ذلك الحين على تلك الحلوى أم علي.
هناك قول آخر على أن خادمة الملكة حتشبسوت كانت أول من صنعت تلك الحلوى لتقدّمها في عيد الإله حورس.
الفول المدمس
يعد طبق الفول المدمس من أشهر الأطباق الرمضانية المتواجدة في وجبة السحور، كما أنه كان شائعاً لدى المصريين القدماء.
أتت كلمة مدمس من الكلمة اليونانية "ديموس"؛ وهو اسم رجلاً يونانياً كان يمتلك حماماً شعبياً، يوجد خلفه مستوقد لحرق القمامة، فكان يدس فيه قدر الفول لتسويته.