بلدة إيطالية تدفع الإيجار للمقيمين الجدد: ما المقابل؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 19 فبراير 2020
مقالات ذات صلة
مدينة إيطالية تدفع لك 30 ألف يورو للعيش بها
مقابل 1 يورو فقط: تملك منزل في هذه البلدة الإيطالية
لعطلة مفعمة بالتاريخ: قرية إيطالية من العصور الوسطى للإيجار

خلال الفترة الماضية، انتشرت العديد من الأخبار حول عروض مقدمة من بلدات إيطالية لبيع المنازل المتهالكة مقابل يورو واحد، في محاولة منها لزيادة عدد سكانها، إلا أن بلدة تيورا توصلت إلى أسلوب مختلف ربما يمثل فرصة مغرية للكثيرين.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وترغب بلدة تيورا الواقعة في المنطقة الجنوبية من كامبانيا الإيطالية، في جذب السكان من خلال فرصة ثمينة تتمثل في دفع الإيجار لكل من ينتقل ليستقر فيها.

وبالرغم من نجاح صفقات بيع المنازل مقابل يورو واحد في جميع أنحاء إيطاليا، حيث جذبت مدن من صقلية في الجنوب إلى جبال الألب في الشمال، المزيد من السكان الجدد الذين يلتزمون بالاستثمار في عمليات تجديد المنازل، لكن من المتوقع أن يكون المشترون يخططون لشراء المنازل المعروضة بثمن رخيص من أجل تخصيصها لقضاء العطلات وليس الاستقرار فيها.

تعتقد بلدة تيورا في هذه الفكرة، وتظن أن خطتها المبنية على دفع إيجار المنازل مقابل الاستقرار ستعمل بشكل أفضل. وأوضحت البلدة أنها مستعدة لدفع مبلغ 150 يورو شهرياً بما يعادل 162 دولاراً للوافدين الجدد، مقابل استئجار منزل فارغ على مدار عامين، أو دفع مبلغ 5 آلاف يورو للمساعدة في شراء منزل خاص.

لكن العرض ليس مطلقاً، فهناك شروط يجب على المستأجرين أو المشترين الالتزام بها، وتتمثل في الحصول على إقامة في بلدة تيورا لمدة 3 سنوات على الأقل، وأن يكون لدي المتقدمين طفل واحد على الأقل عند تقديم الطلب.

يقول عمدة بلدة تيورا، ستيفانو فارينا: لا أؤمن ببيع منازل فارغة مقابل يورو واحد، إذ لا يحفز ذلك الأشخاص على البقاء في المدينة. بحسب موقع CNN بالعربية.

ويضيف: المشترون يأتون فقط لبضعة أشهر في السنة من أجل قضاء العطلات، وهذا ليس حلاً للأزمة التي نحاول حلها، موضحاً أن الحصول على الإقامة وتسجيل الأطفال في المدرسة المحلية يشكل مفهوم الحياة الجديدة.

وانخفض عدد سكان بلدة تيورا بشكل كبير بعد وقوع زلزال في عام 1980، خلف أضراراً جسيمة، ولم تتعاف البلدة كلياً منذ ذلك الحين.

يشير فارينا إلى أن هناك طفلين فقط يولدان في تيورا كل عام بينما يتوفى 20 شخصاً من كبار السن، منوهاً إلى أن تعداد البلدة وصل بالكاد إلى 1500 شخص، وبعد الزالزال الرهيب هرب العديد من الشباب.

وأكد فارينا أنه يريد عكس هذا الاتجاه السلبي، مؤكداً أن الأطفال هم مستقبل البلدة والعائلات الجديدة ستكون بمثابة اللبنة الأساسية لهذا المجتمع المتقلص، لذلك يرحب بمن لديهم المزيد من الأطفال.

يرى عمدة تيورا أن بلدته قد تتفوق على المدن الإيطالية الأخرى عندما يتعلق الأمر بتكلفة الانتقال، موضحاً أنه في الوقت الحالي قد تبلغ تكلفة الاستئجار السكني في تيورا 200 يورو شهرياً، بينما تبلغ تكلفة شراء منزل مساحته 100 متر مربع 30 ألف يورو فقط، ما يعني أن الذين يختارون استئجار أحد العقارات، قد ينتهي بهم الأمر إلى دفع مبلغ 50 يورو فقط في الشهر، بعد دفع البلدة لهم 150 يورو شهرياً.

أما بالنسبة لأولئك الذين يفضلون شراء المنازال، فتنخفض التكلفة النهائية عليهم إلى نحو 25 ألف يورو، بعد تقديم هدية البلدة البالغة 5 آلاف يورو.

ويوضح فارينا أن شراء منزل في تيورا يكلف المشتر مبلغاً أقل من المبلغ الذي استثمره مشتري المنازل المتهالكة في البلدات الأخرى مقابل 1 يورو فقط لأنه يحتاج إلى إعادة تأهيلها، أما في تيورا فجميع المنازل المتاحة في حالة جيدة، حيث أعيد بنائها من الصفر بعد الزلزال، حتى أن بعضها يُباع بآثاثاته، كما تتنازل البلدة عن رسوم الوجبات المدرسي والضرائبة على الخدمات المحلية.

وحتى الآن، استقرت عائلتان إيطاليتان وعائلة برازيلية من أصل إيطالي في تيورا، ويأمل فارينا أن يتبع هذه العائلات المزيد من الوافدين.

تيورا تقع في أعمق منطقة في كامبانيا عند سفح جبل Cresta del Gallo، وتتمتع بالمناظر الطبيعية الخضراء، وكان يسكنها شعب سامنيت من أفراد قبيلة إيطالية قديمة عارضت حكم روما القديمة.

This browser does not support the video element.