بالورنيش الأسود: طلاء أسود قصر النيل في مصر يثير الجدل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام القليلة الماضية موجة غضب واسعة بعد انتشار صور تُظهر طلاء التماثيل الأثرية الشهيرة عند مدخل كوبري قصر النيل باللون الأسود. أثار هذا المشهد انتقادات حادة من قبل المستخدمين، الذين وصفوا هذا الطلاء بأنه يشوّه المظهر الجمالي للتماثيل ويطمس قيمتها التاريخية والفنية.
تفاصيل الواقعة: صيانة أم طمس للجمال؟
تداول رواد السوشيال ميديا صوراً تظهر عملية صيانة تجري على التماثيل الضخمة لأسود قصر النيل، وهي من أشهر المعالم الأثرية في القاهرة، حيث تعد هذه التماثيل جزءاً أساسياً من الهوية المعمارية للكوبري الذي يربط منطقة وسط البلد بضفة النيل. إلا أن استخدام الطلاء الأسود اللامع (الورنيش) أثار موجة انتقادات واسعة، إذ يرى كثيرون أن الطريقة المتبعة تُفقد هذه التماثيل رونقها الأصلي وتخفي ملامحها الفنية الدقيقة التي ميزتها على مدار عقود.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ووجه الناشطون انتقادات شديدة إلى الجهات المسؤولة عن تنفيذ هذه الصيانة، مطالبين بتوضيح المعايير التي تم اتباعها خلال ترميم التماثيل، خاصة وأن أسود قصر النيل تعد من أهم رموز القاهرة منذ افتتاح الجسر عام 1933.
ردود الأفعال: بين الغضب والدعوة إلى التصحيح
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي فيضاً من التعليقات الغاضبة، حيث اعتبر البعض أن عملية الصيانة تعكس عدم اهتمام كافٍ بالحفاظ على التراث الفني والتاريخي. ورأى آخرون أن الطلاء اللامع يعطي شكلاً غير ملائم لتماثيل يُفترض أن تحتفظ بطابعها الأثري الكلاسيكي.
وفي هذا السياق، أعرب بعض المعلقين عن قلقهم من أن مثل هذه الإجراءات قد تتكرر في مواقع أثرية أخرى، مما قد يؤدي إلى إلحاق ضرر طويل الأمد بالمعالم التراثية. كما طالب كثيرون بضرورة تدخل خبراء الترميم المختصين، مؤكدين أن صيانة الآثار يجب أن تتم وفق معايير عالمية تضمن الحفاظ على الشكل الأصلي مع تعزيز متانتها.
وسط هذه الانتقادات، دعا عدد من المهتمين بالتراث والآثار إلى إعادة النظر في طريقة الصيانة، واستبدال الورنيش الأسود بمواد تتناسب مع الطبيعة التاريخية والفنية للتماثيل. كما طالبوا بإشراك خبراء الترميم لضمان تطبيق أفضل الممارسات في المستقبل، بما يحافظ على القيمة التراثية لهذه القطع الأثرية الفريدة.
تظل هذه الواقعة تذكيراً بضرورة التعامل بحذر مع المعالم الأثرية، خاصة تلك التي تمثل جزءاً من ذاكرة المدن وهويتها الثقافية. ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال: هل تتراجع الجهات المسؤولة عن هذا الإجراء، أم سيتحول الأسود اللامع إلى واقع جديد يُفرض على ذاكرة قصر النيل؟