بالصور: قصر الحمراء تحفة الحضارة الاسلامية في الأندلس
-
1 / 12
تشكل المآثر التاريخية الإسلامية رافداً من روافد الثقافة الإسبانية و شاهداً على الغنى والإزدهار الذي عرفته الحقبة الإسلامية في الأندلس، حيث تولي إسبانيا أهمية كبرى لهذا التراث لا سيما وأنه يستقطب ملايين السياح سنويا، و من أهم هذه المآثر قصر الحمراء تحفة الحضارة الاسلامية في الأندلس والذي ظل شاهدا على عبقرية المعمار الاسلامي .
بدأ تشييد قصر الحمراء في عهد ملوك الطوائف على يد ملك امازيغي اسمه باديس ابن حبوس في الرابع الهجري الموافق للعاشر ميلادي، و بعد سيطرة بنو الاحمر على غرناطة أتموا بناء هذا الصرح الكبير والذي تختلف الروايات حول أصل تسميته حيث تذهب بعض الدراسات إلى أن قصر الحمراء سمّي بذلك اشتقاقاً من العائلة الحاكمة بنو الأحمر، فيما يرجّح آخرون بأن أصل التسمية يعود إلى الأجر الأحمر الذي استعمله المغاربة لبنائه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يعتبر قصر الحمراء معلم معماري فريد لما يحتويه من أشكال فنية غاية في الروعة تشهد على عبقرية العقل الأندلسي، حيث يتألف القصر من عدة أبراج وقاعات وأبواب وأجنحة، لكن ما يثير الإعجاب حقاً هو بهو الأسود، وهو عبارة عن بركة ماء يحيط بها 12 تمثالاً للأسود يتدفق الماء من فم كل واحد منها على رأس كل ساعة، لكن فضول علماء الأثار الأوربيين لمعرفة تقنية التقويم هذه، أدّى إلى تخريب هذه التقنية دون معرفة الطريقة الصحيحة لإعادتها للعمل بالشكل الصحيح حتى الان.
وإلى جانب بهو الأسود يندهش الزوار كذلك من العدد الهائل من الزخارف والنقوش المختلفة التي تجسد آيات قرآنية وأبيات شعرية وحكم وبشكل خاص جملة "لا غالب الا الله" شعار دولة بني الأحمر الحاكمين آنذاك، ما يدلّ على ازدهار الفنون والصنائع الإسلامية ، ويتوفر القصر أيضا على عدد من الحدائق والنوافير كحدائق جنة العريف التي تأسر الناظرين.
يزور قصر الحمراء كل عام ملايين السياح من المسلمين وغيرهم، الذين يريدون التعرف عن قرب على الماضي الزاهر للمسلمين في غرناطة حيث العمارة والفن الإسلاميين شاهدان على التطور والازدهار اللذان سادا الأندلس في تلك الفترة ولا شك أن الإسبانيون استثمروا بحق في تراثهم الإسلامي للترويج للقطاع السياحي للبلد .