انتحر البعض من أعلاه وواجه انتقادات كثيرة: أسرار لا تعرفها عن برج إيفل
ظنوا أنه سيشوه جمال باريس، ونال العديد من الانتقادات وقت بنائه، كان شاهداً على تجربة طيران باءت بالفشل أدت إلى وفاة صاحبها، واتخذه البعض كمنصة لتنفيذ عمليات انتحار، فهناك حوالي 349 محاولة انتحار ناجحة تم تنفيذها من خلال هذا البرج منذ افتتاحه عام 1889.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حاول محتال بيع هذا البرج مرتين وفشل في الثانية ليهرب بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إنه برج إيفل المعلم صاحب أكبر عدد زيارات سنوية حول العالم، وصاحب الحقائق الغريبة التي لا يتم ذكرها كثيراً.
في حلقته الجديدة من برنامج حكاية صرح، يقدم لكم سائح حكاية برج إيفل.
العملاق الحديدي
يقع برج إيفل في أقصى الشمال الغربي لحديقة شامب-دى-مارس بالقرب من نهر السين، ويبلغ ارتفاعه 324 متراً وتم زيادة ارتفاعه عدة مرات بتثبيت العديد من الهوائيات ليبلغ ارتفاعه بعدها 327 متراً.
بنى البرج رجل الأعمال والمهندس غوستاف إيفل، والذي كان بحاجة إلى براءة اختراع لإقناع حكومة بلاده ببناء مثل هذا العملاق الحديدي.
هدف إنشاء البرج
في بادئ الأمر، كانت باريس تستعد للمعرض العالمي لعام 1889؛ احتفالاً بالذكرى المائة للثورة الفرنسية، التي أنهت الحكم الملكي في البلاد، وكان الرهان المنتظر من شركات الهندسة والمقاولين الفرنسيين هو دراسة إمكانية إقامة برج حديدي على منطقة شامب- دي- مارس؛ ليكون هيكلاً للمعرض بقاعدة مربعة بعرض 125 متراً وارتفاع 300 متر.
وتم اختيار مشروع غوستاف إيفل من بين 127 مشروعاً مقدماً للجنة المسؤولة عن المعرض العالمي، وكان لدى إيميل وموريس، كبيرا المهندسين في شركة إيفل، فكرة إنشاء برج طويل للغاية تم تصميمه في البداية حتى ارتفاع 300 متر، وفي 18 سبتمبر 1884 سجل إيفل براءة اختراع لتكوين جديد يسمح ببناء دعامات اسطوانية للأبراج المعدنية قادرة على تجاوز هذا الارتفاع.
وبالفعل بدأ تجميع الدعامات في 1 يوليو عام 1887، وتم تجميع جميع العناصر في مصنع إيفل الواقع في ضواحي باريس، وتم تجميع البرج باستخدام ثقالات خشبية ورافعات بخارية صغيرة مثبتة على البرج نفسه، ويقال إن المسامير المعدنية المستخدمة في برج إيفل يتجاوز عددها 2 مليون و500 ألف مسمار صلب.
واكتمل بناء البرج بعد 22 شهراً من العمل المتواصل وافتُتح رسمياً في 31 مارس 1889، وافتُتح للجماهير في 15 مايو من نفس العام.
انتقادات الفرنسيين لبرج إيفل
وأثناء فترة بناء البرج وحتى قبل انتهاء بناءه، أثار كثير من الجدل وانتقادات العديد من كبار الفنانين والأدباء والتي كانت موجهة إلى مدير أعمال السيد إيفل في المعرض العالمي.
كما خرجت بعض التهكمات في الشارع الفرنسي على البرج وظلت أثناء بناءه وحتى اكتماله وخروجه في شكله الجديد، فلم يكن من الطبيعي رؤية صرح حديدي عملاق في شوارع المدينة بهذا الشكل في هذا الوقت.
وكان من أكثر ما يقلق النقاد هو الخوف من التشوه الجمالي واختلال المنظر الطبيعي لباريس بهذا الهيكل الحديدي الضخم.
ورد غوستاف إيفل مدافعاً عن مذهبه الفني، بأن الحساب الرياضي لانحاء الحواف الخارجية الـ4 للنصب، سيعطي انطباعاً كبيراً بالقوة والجمال، ويكشف لعين المراقب جرأة التصميم ككل.
استخدام برج إيفل في البث الإذاعي والتليفزيوني
شهد برج إيفل أحداثاً عديدة، حيث شهد المحاولات الأولى لاستخدامه في البث الإذاعي، ودخل الخدمة فعلياً في البث في عام 1920، وكذلك محاولات البث التليفزيوني، وبدأت الخدمة منه فعلياً عام 1957، وأقبل عليه العلماء والباحثين ليستخدموه في تجارب مختلفة سواء كانت متعلقة بالطقس أو الرصد أو سقوط الأجسام الحرة.
ومن أبرز تلك التجارب، تجربة فرانس ريتشلت الذي توفي عند تجربته للطيران أعلى برج أيفل.
شقة ومكتب بريد ومطعمان
ومالا يعرفه الكثيرون أن هناك شقة صغيرة داخل برج إيفل، قام بتأسيسها المهندس غوستاف إيفل بنفسه في الطابق الثالث للبرج، وتم الكشف عنها بعد افتتاح البرج للجماهير.
وكان إيفل يستقبل بالشقة بها ضيوفه من العلماء مثل توماس أديسون، والشقة حالياً مفتوحة للزيارة أمام الجمهور.
كما يقع مكتب بريد صغير في الطابق الأول من البرج بجوار متاجر هدايا، وكذلك مطعمان أحدهما في الطابق الأول والآخر في الطابق الثاني يقدمان رؤية بانورامية لمدينة باريس.
برج إيفل اليوم
واليوم أصبح هذا المنشأ رمز العاصمة الفرنسية باريس والرمز السياحي الأول فيها، وهو أول معلم من حيث عدد الزوار حيث يبلغ عدد زواره 7 ملايين زائراً سنوياً، ومنذ افتتاحه عام 1889 توافد عليه ما يزيد عن 300 مليون سائح.