المنسف: حكاية الطبق الأردني الذي هزم اليهود
من أهم الأطباق على المائدة الأردنية، والحاضر الأول في جميع المناسبات الاجتماعية، وهو واحد من أقدم الأطباق التي عرفتها المنطقة، وحكايته لها العديد من الدلالات التاريخية والاجتماعية، إنه "المنسف".
في حلقة اليوم من برنامج "مأكولات حول العالم"، تعالوا معنا نتعرف على حكاية طبق المنسف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المنسف
هو الأكلة الرسمية للشعب الأردني بجميع طبقاته وأطيافه، كما أن الفلسطينيين يطبخونه دائماً في الأعراس، وهو عبارة عن ثريد لحم الضأن باللبن والخبز والأرز.
ويعتمد المنسف على استخدام لبن الجميد، الذي يتم استخلاصه من اللبن بعد تحويله إلى رائب، حيث يُطهى اللحم في المرق والجميد، وهو ما يجعل هذه الأكلة ومكوناتها ذات دلالات ثقافية لطبيعة الأردن القائمة على الرعي والزراعة.
تاريخ المنسف
وللمنسف تاريخ عريق يعود إلى القرن الـ9 قبل الميلاد، حيث يقال إنه في عهد الملك المؤابي ميشع، نشأت تلك الأكلة الشعبية لتعبر عن الصراع العربي اليهودي في لحظة تاريخية.
وكانت عقيدة بني إسرائيل تُحرم طهو اللحم باللبن، وأراد الملك ميشع التأكد من إخلاص شعبه، فأمرهم بطهو اللحم باللبن، وفي ذلك نسف لعقيدة بني إسرائيل، ومن هنا جاءت تسمية "المنسف".
وكان الملك يرسل أعينه بين الناس ليتأكد من تنفيذهم أوامره وأنهم مستعدون لخوض المعركة المصيرية مع اليهود.
وبالفعل انتصر الملك المؤابي وتم تسجيل هذا الانتصار على مسلة ميشع الحجرية المحفوظة حتى يومنا هذا في متحف اللوفر، ودّون عليها الملك الأردني انتصاره على بني إسرائيل باللغة المؤابية القديمة.
تحضير المنسف
ويترافق تحضير المنسف مع أجواء خاصة، حيث يتشارك الجميع متعة تحضيره، فيتولى الرجال مهمة ذبح الأغنام أو الماعز وتقطيعها وطهوها، بينما تقوم النساء بالعجن والخبز والتحضير الأرز.
ويقدم المنسف في سدر دائري مفتوح، ويوضع تحته خبز الشراك الرقيق ثم الأرز أو البرغل، ويكلل بقطع اللحم ثم يغطى بأرغفة خبز الشراك من الأعلى ويقدم اللبن جانباً.
ويوضع رأس الذبيحة مطهواً على المنسف في وضع الإعلان عن المناسبة، حيث يكون مرفوعاً إلى أعلى في الأفراح، ومنكباً للأسفل في المناسبات الحزينة مثل العزاء.