المسلة الناقصة: أعجوبة الفراعنة التي حيرت علماء الآثار

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 نوفمبر 2020

كيف نحتوها في هذا المكان الضيق؟

مقالات ذات صلة
مصر: أرض الفراعنة وأعجوبة الحضارات القديمة
حيلة للفت الانتباه: كشف لغز المسلات المعدنية التي حيرت العالم
أتاكاما.. أعجوبة طبيعية تحاكي المريخ وتثير دهشة العلماء

المصريون القدماء تركوا الكثير من العجائب التي لا تزال تُكتشف يوماً بعد يوم، وبعضها يمثل غموضاً لم تُفك أسراره بعد، واليوم ذهبنا إلى محافظة أسوان في صعيد مصر، حيث تقع واحدة من عجائب الفراعنة التي لم يتخيل علماء الآثار كيف تم تشكيلها وهل كان القدماء يعرفون التكنولوجيا؟ رحلتنا اليوم إلى "المسلة الناقصة".

وزنها يتجاوز 1160 طناً، ما يجعلها أكبر منحوتة في العالم، وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى كيفية نحتها ولا كيف كان سيتم رفعها إذا اكتملت، ويعتبرها أصحاب النظريات الغريبة دليلاً على امتلاك المصريين القدماء تكنولوجيا متطورة لم نكتشفها بعد.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

نروي لكم في حلقة اليوم من برنامج عجائب الآثار، ما نعرفه عن المسلة الناقصة، أكبر حجر منحوت في العالم.

المسلة الناقصة

في جنوب مصر وبالتحديد في محاجر الجرانيت الأحمر في أسوان، ترقد المسلة الأضخم في العالم والتي تُعرف باسم المسلة الناقصة، وهي منحوتة خارقة مثيرة للحيرة، ولا يزال الغموض يحيط بها حتى الآن، حيث نجهل الكثير عن طريقة بنائها ونحتها.

اكتُشفت المسلة لأول مرة في مطلع القرن الـ19 وكانت مغطاة بالرمال التي لم يتم إزالتها بالكامل إلا بحلول عام 1928، ويُعتقد أن من أمرت بنحتها هي الملكة المصرية حتشبسوت التي عاشت في القرن الـ15 قبل الميلاد.

ويبلغ طول المسلة الناقصة 42 متراً وقطرها عند القاعدة 4.2 متر، إلا أن الأكثر إثارة للدهشة هو وزنها الذي لا يزال يحير العلماء حتى الآن، حيث تزن المسلة أكثر من 1160 طناً أي ما يعادل 200 فيل أفريقي، وهو ما يجعلها تتفوق على أحجار بعلبك اللبنانية وزناً والتي كانت تعتبر الحجارة الأضخم حجماً في العالم.

لماذا عُرفت بالمسلة الناقصة؟

سميت المسلة بهذا الاسم لأن عملية نحتها لم تكتمل، فبعدما أوشك العمال على فصلها من أرض المحجر، ظهرت عليها شقوق وشروخ لازالت موجودة حتى الآن، وهو ما جعل عملية إكمال النحت والرفع شبه مستحيلة.

ونحتت المسلة من الجرانيت الأحمر، وهو حجر يحتوي على مادة الكوارتز بنسبة 20 إلى 80 بالمائة، مما يجعله حجراً شديد الصلابة، يصعب تخيل أن المصريين القدماء كانوا ينحتون فيه باستخدام أدوات من النحاس والبرونز كما يعتقد.

ولا نعرف حتى الآن كيف كان سيرفع المصريون القدماء هذه المسلة لو اكتملت عملية نحتها، حيث يصعب تخيل رفع قطعة حجر واحدة تبلغ هذا الوزن الخيالي ونقلها إلى مكان آخر، خاصة إذا علمنا أنها نحتت في منطقة ضيقة وعرة غير ممهدة، يصعب أن تستوعب العدد المطلوب من الرجال لرفعها، والذي قد يصل إلى 6000 رجل في بعض التقديرات.

أعجوبة فرعونية أثارت الكثير من الجدل

وتثير المسلة الناقصة شهية أصحاب النظريات الغريبة حول الحضارة المصرية القديمة، حيث يعتبرونها دليلاً على أن المصريين القدماء عرفوا تكنولوجيا متطورة لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن.

دعاة هذه النظرية يقولون إن الخنادق المحيطة بالمسلة، تكشف وجود نمط مكرر لعملية النحت وكأنها تمت بآلة حفر ميكانيكية وليست بأدوات يدوية كما يعتقد علماء المصريات، كما أن هناك آثار حفر بالقرب من المسلة توحي وكأن من قام بالنحت استخدم جنازير حديدية وآلات متطورة كانت ترتكز داخل ثقوب حفرت بشكل دقيق ومذهل، باستخدام أداوات عالية القوة والسرعة.

الشيء الأكيد أن المسلة الناقصة ستظل دليل على عظم الحضارة المصرية القديمة وعلى حجم التفوق العلمي الذي وصل إليه المصريون القدماء، وهو ما دفع منظمة اليونسكو إلى ضم المحجر الذي ترقد داخله المسلة إلى قائمة التراث العالمي عام 1997.