الكشري: أشهر أطباق المطبخ المصري فما أصله ومكوناته؟
رغم حفاوة المصريين به إلا أن أصله يرجع إلى الهنود وأضاف المصريين إليه بعض التعديلات
الكشري، واحد من أشهر الأطباق الشعبية في مصر، لا يوجد حي في مصر يخلو من مطعم على الأقل لتقديم الكشري، بداية بعربات الكشري اليدوية المتنقلة ومروراً بالمطاعم الشعبية وحتى المطاعم ذات الأسماء الكبيرة المتخصصة في الكشري فقط.
في حلقة اليوم من برنامج "مأكولات حول العالم" نقدم لكم تاريخ طبق الكشري المصري ومكوناته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أصل الكشري ليس مصرياً
وعلى الرغم من حفاوة المصريين بالكشري، فأصل هذا الطبق ليس مصرياً لكنه يعود إلى الهند، وهو عبارة عن خليط من الأرز والمعكرونة والشعرية والبصل والصلصة والعدس.
ويرجع دخول أكلة الكشري لمصر إلى زمن الحرب العالمية الأولى عند مجيء الهنود مع القوات البريطانية عند فرضها الحماية على مصر عام 1914، وكانوا يطلقون عليه "كوتشري"، ومع اختلاط المصريين بهم انتقل الطبق إلى المطبخ المصري وأصبح اسمه ينطق "كُشري".
مكونات طبق الكشري المصري
يختلف الكشري من بلد إلى آخر، فالكشري المصري يتكون أساساً من الأرز والمعكرونة والشعرية والعدس الأسود، حيث يتم سلق كل منها على حدة، كما يُنقع حمص الشام قبل الطهي بـ5 ساعات، ثم تُرص المكونات في طبقات ويضاف عليها الصلصلة والتقلية، ويقدم كطبق رئيسي ليس معه شيء.
وطرأت بعض التعديلات على طبق الكشري الذي اقتبسه المصريون من الهنود، فبعدما انتشر في مختلف الأحياء المصرية، وصل إلى حي يسكنه بعض الأقليات الإيطالية الذين أضافوا له المعكرونة، وهي لم تكن موجودة في "الكوتشري" الهندي، وللمصريين الفضل في إضافة ما يسموه "الدقة، المكونة من الخل والثوم، ومنذ ذلك الحين أصبح الكشري من أساسيات المائدة المصرية.
الكشري في بلاد الشام والعراق
أما في بلاد الشام، يطلق على الكشري اسم "المجدرة" ويقدم حاراً أو بارداً، مضافاً إليه زيت الزيتون، ويُفضل أهل الشام تناوله مع اللبن الرائب.
ويطبق شعب العراق الأرز والعدس الأصفر، ويقدمونه مع أكلة عراقية اسمها "كبة الحامض" وتعتبر مكملاً له.
الكشري في روايات ابن بطوطة
وتحدث الرحالة "ابن بطوطة" عن الكشري في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، عندما وصف بلاد الهند، حيث قال: "يطبخون المنج مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشري، وعليه يفطرون في كل يوم"، والمنج هو العدس الأسود.
روايات أخرى حول أصل طبق الكشري
وعلى الرغم من انتشار الرواية التي تؤكد الأصل الهندي للكشري، إلا أن هناك روايات أخرى حول أصل هذا الطبق، فيقال إن الكشري ورد في كتاب "الجبتانا" أو أسفار التكوين المصري، وهو كتاب يحتوي على نصوص دينية خاصة بمصر القديمة، وورد فيه أن أصل كلمة كشري "كشير" وهو طعام الآلهة.
كما يُعتقد أن أصل كلمة كشري يعود إلى "التكشير" أو العبوس، الذي يكون على وجه آكل الكشري الذي يُفضل اللحم، لأن الكشري لا يتضمن لحوماً.
وهناك رواية أخرى تقول إن رجلاً أجنبياً دخل مطعماً مصرياً في وقت متأخر من الليل، وطلب طعاماً بسرعة، ولم يكن لدى المطعم وقتها إلا بعض الأرز بالشعرية وبعض المعكرونة والعدس، فقام صاحب المطعم بخلطها ثم وضع القليل من الصلصة فوقها حتى يُخبئ المكونات، وأطلق على الطبق اسم "كو شاري".
وأياً كان أصل الكشري، فقد صار جزءاً مهماً من المطبخ المصري.