القاهرة: حكاية عاصمة مصر الشاهدة على التاريخ
من هو مؤسس القاهرة؟ عندما نستمع إلى هذا السؤال نُجيب: القائد جوهر الصقلي، ظناً منها بإنها الإجابة الصحيحة على السؤال، لكن الأدق أن نقول إن القاهرة الحديثة اسسها القائد صلاح الدين الأيوبي، فهو الذي نجح في إخراج القاهرة القاهرة القديمة عن نطاق أسوارها المحدودة.
في حلقة اليوم من برنامج "عواصم"، نروي لكم تاريخ مدينة القاهرة وسبب تسميتها وأبرز معالمها السياحية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
القاهرة التاريخية
هي عاصمة جمهورية مصر العربية، وتتمتع هذه المدينة بتنوع ثقافي وحضاري وتاريخ عريق، فهي واحدة من أقدم العواصم في العالم القديم، حيث كانت شاهدة على العديد من العصور منها: مصر الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية، وأيضاً مصر الإسلامية.
ففي عصر الفراعنة، كانت "أون" مدينة رئيسية وعاصمة المقاطعة الثالثة عشر من مقاطعات مصر السفلى، وهي الآن تقع في عين شمس، إحدى الضواحي الشمالية الشرقية من مدينة القاهرة الحالية.
وفي عام 1300 ق.م، أنشأ الملك رمسيس الثاني، حصن بابليون - الواقع حالياً في منطقة مصر القديمة في القاهرة- ليعتقل فيه الأسرى البابليين الذين ثارو عليه، وسمى الحصن باسمهم ثم أطلق الاسم على المدينة بأكلمها.
وبحلول عام 130 ق.م، في عصر الإمبراطورية الرومانية، أمر الإمبراطور تراجان بإعادة بناء الحصن الذي كان قد تهدم وحوله إلى مدينة عسكرية، وتضم المنطقة المحيطة بالحصن حالياً مجموعة من الكنائس منها: الكنيسة المعلقة، كنيسة ما جرجس، كنيسة العذراء، دير مار جرجس، بالإضافة إلى معبد لليهود.
وفي عام 641 ميلادياً، سقط الحصن في يد القائد الإسلامي عمرو بن العاص، بعد حصار دام نحو 7 أشهر، وإلى شماله أقام مدينة الفسطاط.
وذكرت بعض الروايات أن مدينة القاهرة تم تأسيسها في عام 969 على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي، جاء ذلك بعدما دخل الفاطميون مصر وأصدر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي أمر بتأسيس هذه المدينة، لينفذ الأمر جوهر الصقلي.
لماذا سُميت القاهرة بهذا الاسم؟
وعن تسمية القاهرة بهذا الاسم اختلفت الأقاويل، فقيل إن جوهر الصقلي سمى المدينة في بادئ الأمر "المنصورية" نسبة إلى مدينة المنصورية التي أنشأها خارج القيروان، المنصور بالله والد المعز لديه الله، وقيل أيضاً إنه اختار اسمها تيمناً باسم والد المعز نفسه، واستمر اسم "مدينة المنصورية" حتى قدم المعز إلى مصر فأطلق عليها اسم "القاهرة"؛ تفاؤلاً بأنها ستقهر الدولة العباسية المنافسة للدولة الفاطمية آنذاك.
وهناك روايات ذكرت أن القاهرة سُميت نسبة إلى الكوكب القاهر، وهو كوكب المريخ. ولمدينة القاهرة عدة أسماء شهيرة منها: مصر المحروسة، قاهرة المعز، مدينة الألف مئذنة وجوهرة الشرق.
صلاح الدين الأيوبي وإنشاء القاهرة الحديثة
وعندما جاء الصليبيون إلى مصر، أرسل السلطان نور الدين محمود، حملة بقيادة أسد الدين شيركوه لطردهم، فاصطحب معه ابن أخيه صلاح الدين، وعقب وفاة شيركوه ولى الخليفة العاضد من بعده صلاح الدين وزارة مصر، فأصبح بذلك الرجل الأول في الدول، وبدلاً من أن يُنشئ صلاح الدين عاصمة جديدة ضم ضواحي المدينة الأربعة وهي:
الفسطاط: تلك العاصمة التي بناها عمرو بن العاص ودُفن فيها عقب فتح مصر عام 641م.
العسكر: المدينة التي أسسها صالح بن علي العباسي في مصر سنة 750م شمال الفسطاط، وكانت في البداية مقصورة على الجنود العباسيين، وبعد ذلك سمح ابن الحكم والي مصر للناس بالبناء فتهافتوا على البناء بالقرب من مقر الحكم، واتسعت المدينة حتى اتصلت بالفسطاط.
القطائع: أسسها بن طولون عندما رأى أن الفسطاط والسعكر تضيقان عليه وعلى جنوده، ففكر في بناء عاصمة جديدة سماها "القطائع".
القاهرة الفاطمية: بعد نحو 100 عام على إنشاء القطائع، جاء إلى مصر الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلي، موفداً من الخليفة المعز لدين الله، ووصل إلى الفسطاط في شبعان عام 358هـ/ يوليو969م، ودخلها في اليوم الثاني، ونزل مع جنوده شمال شرق القطائع، وأخذ في وضع أساس العاصمة الفاطمية الجديدة واختار لها اسم "القاهرة".
معالم القاهرة السياحية
تضم مدينة القاهرة الكثير من المعالم السياحية والمزارات العريقة من مختلف العصور التي مرت بها، ومن هذه المعالم التي يقصدها السائحون من مختلف أنحاء العالم، ومن بينها: المتحف المصري، خان الخليلي، شارع المعز، برج القاهرة، قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تضم مجسد محمد علي، مسجد عمرو بن العاص، مسجد السيدة عائشة، مسجد السيدة زينب، مسجد الحسين، الأزهر الشريف، قصر عابدين، قصر البارون، قصر محمد علي، متحف الفن الإسلامي، المتحف القبطي والكنيسة المعلقة.