العلا تستقطب عشّاق السياحة الفلكية لرصد حادثة فلكية نادرة
نجحت محافظة العلا في جذب محبي علوم الفلك وعشاق التصوير الفلكي وتأمل النجوم من جميع أنحاء العالم، وذلك بعد حصولها على شهادة حديقة السماء المظلمة من منظمة دارك سكاي الدولية. وقد توافد هؤلاء لمتابعة حدث فلكي نادر يتمثل في رصد مذنب تسوتشينشان – أطلس C/2023 A3، وهي ظاهرة لن تتكرر إلا بعد 80 ألف عام.
تم اكتشاف المذنب لأول مرة في مطلع عام 2023، وكان من المتوقع أن يقترب من الأرض في أواخر عام 2024، بحيث يمكن رؤية ذيله بشكل واضح وباهر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
العلا وجهة مفضلة للسياحة الفلكية:
ويُبرز هذا الحدث اهتمام العلا المتزايد بجذب المهتمين، وذلك بفضل صفاء سمائها المظلمة التي تُعتبر من بين أفضل 5% من مواقع السماء المظلمة على مستوى العالم. هذا يعزز مكانتها كوجهة مفضلة للسياحة الفلكية وتجارب تأمل النجوم.
من الجدير بالذكر أن العلا أعلنت في 3 أكتوبر عن حصولها على اعتماد من منظمة دارك سكاي الدولية لموقع منارة العلا ومحمية الغراميل، ليكونا أول مواقع السماء المظلمة في المملكة العربية السعودية وكامل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أبرز المعلومات عن العُلا:
تقع العُلا على بعد 1100 كيلومتر من الرياض في شمالي غرب المملكة العربية السعودية، وهي موقع ذو تراث طبيعي وإنساني متميّز. وتغطّي المنطقة الشاسعة مساحة 22.561 كيلومتراً مربعاً، وتشمل واحة خصبة وجبالاً عالية من الحجر الرملي، ومواقع تراث ثقافي قديم يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حيث حكمت مملكتا لحيان والأنباط.
وتعدّ "الحِجْر" الموقع الأكثر شهرة في العُلا، وموقع التراث العالمي الأول لليونسكو في المملكة العربية السعودية. وهي مدينة قديمة تبلغ مساحتها 52 هكتاراً، وكانت المدينة الجنوبية الرئيسة للمملكة النبطية، وتضمّ 111 مدفناً محفوظاً بشكل جيّد، والعديد منها ذات واجهات متقنة مقطوعة من نتوءات الحجر الرملي المحيطة بالمستوطنة الحضرية المسوّرة.
وتشير الأبحاث الحالية أيضاً إلى أن الحِجر كانت البؤرة الاستيطانية الجنوبية للإمبراطورية الرومانية بعد أن غزا الرومان الأنباط في عام 106م.
بالإضافة إلى الحِجر، تُعَدّ العُلا أيضاً موطناً لدادان القديمة، عاصمة مملكتي دادان ولحيان، وتعدّ واحدة من أكثر مدن الألفية الأولى قبل الميلاد تطوراً في شبه الجزيرة العربية، وموقع جبل عكمة، والذي يَعد بمثابة مكتبة مفتوحة تضم مئات من النقوش والكتابات بعدة لغات مختلفة، وقد تم تسجيلها مؤخراً على قائمة اليونسكو لسجل ذاكرة العالم.
إضافة إلى بلدة العُلا القديمة، وهي تمثّل متاهة تضمّ أكثر من 900 منزل من الطوب اللّبن تم بناؤها في القرن الثاني عشر على أقلّ تقدير، والتي تم اختيارها كإحدى أفضل القرى السياحية في العالم للعام 2022م من قبل منظمة السياحة العالمية.