السياحة في إسطنبول لا تكتمل من دون الخطوط التركية
لعل من نافلة القول ذِكر أن إسطنبول واحدة من أجمل الوجهات السياحية العالمية التي عرفها التاريخ، إلى حد قال فيه نابليون بونابارت إنه لو قُدّر له اختيار عاصمة للشرق والغرب لكانت إسطنبول.
كثيرة هي المرافق السياحية التي بوسع الزائر التجوّل فيها، وكثيرة هي أماكن التبضّع، ما يجعل منها وجهة سياحية وشرائية مدهشة، لكن هذا كله قد لا يكتمل إن لم يحظَ الزائر برحلة طيران مميزة، ولعل الخطوط التركية هي الأمثل؛ ذلك أنها تدخل الزائر في أجواء الرحلة السياحية منذ وصوله المطار.
الـ "لاونج" الذي تتمتع به الخطوط التركية هو واحد من بين الأفخم عالمياً، ويفلح في منح المسافر درجة عالية من الرفاهية والهدوء والفخامة، مع طابع تركي شرقي واضح، يجعله يُغرِق في الأجواء السياحية قبل الوصول.
سيجد المسافر في هذا الـ "لاونج" اللافت على مستوى عالمي وسائل ترفيه لم تتناهى لذهنه سابقاً من قبيل الأطعمة الفاخرة والمساحات الشاسعة والمقاعد والثيرة وشاشات العرض التي توفر أحدث الأفلام المعروضة في دور السينما العالمية، كما سيحظى بمكتبة غنية في حال كان من عشاق الكتب، عدا عن وجود ملعب "غولف" مصغّر لتزجية الوقت. عروض الطبخ الحيّ ستكون من أروع ما قد يشهد المسافر في هذا الـ "لاونج"؛ ذلك أنه سيرقب مراحل الطبخ بنفسه وسيجد كل ما يمكن أن يروق له من مطابخ من قبيل الصيني والياباني والإيطالي والتركي وغيرها.
This browser does not support the video element.
إن كان الزائر قد اختار الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، فلعله واحد من بين أكثر من سيحظون بدلال لافت؛ ذلك أن الخدمات المقدمة مدهشة، من قبيل شاشات العرض والمقاعد الفاخرة وقائمة الطعام والمشروبات التي تنافس كبريات المطاعم العالمية.
ولعل من يتتبّع قصة نجاح الخطوط التركية لا يستغرب هذه الدرجة المترفة من الفخامة؛ ذلك أن هذه الخطوط من بين الأفضل عالمياً على مدار أعوام؛ لما تحظى به من تميز لافت على صعيد دقة المواعيد والمرافق المتوفرة للمسافر والسائح وحتى من يرغب بالاستراحة في المطار، إلى جانب أسعارها التي في المتناول واعتمادها وجهات عالمية مميزة قلما تصلها خطوط الطيران الأخرى. هذا كله أيضاً أسهم في منح مطار كمال أتاتورك درجة عالية من الفرادة والأهمية العالمية؛ ذلك أنه بات موطئ قدم لمعظم المسافرين في العالم؛ لكثرة ما يستقطب المسافرين لوجهات في أصقاع العالم.السابق كله، جعل أرباح الخطوط التركية تقفز لدرجات عالية في فترة ملحوظة، وجعلها تتصدّر قوائم أفضل الشركات وأكثرها فخامة ورفاهية على الإطلاق، وعلى مستوى عالمي.
حين يحلّ الزائر على تركيا، وتحديداً على مدينة إسطنبول، فإن لديه الكثير مما يمكن فعله، بل بشكل يفوق جلّ العواصم العالمية في أنحاء المعمورة، بدءاً من الكستناء الساخنة التي تباع في العربات المخصصة في أرجاء إسطنبول، وليس انتهاءً بمتاجر الحلويات التركية المميزة والمطاعم الفاخرة التي تقدم أشهى المأكولات التركية. فوق هذا وذاك، ستكون زيارة المساجد والأماكن الدينية من بين أهم ما يجدر بزائر إسطنبول فعله ولعل مسجد السلطان أحمد هو الأشهر، وكذلك آيا صوفيا وقصر الحكم "توبكابي" والدولما باتشاه. زيارة مضيق البسفور واعتلاء ظهر السفينة التي تمخر عباب الماء فيه من بين التجارب الأجمل على مستوى العالم. لدى الزائر مناطق كثيرة ليحظى بزيارتها سواءً كان هذا في الجزء الشرقي أو الغربي. وإن كان الزائر من عشاق الشراء، فهناك طيف واسع من المجمعات التجارية الحديثة ومعامل الجلد الطبيعي والبازارات من قبيل غراند بازار والبازار المصري وبازارات التحف في منطقة "أورتكوي" البحرية الساحرة.
زيارة إسطنبول تجربة فريدة بحد ذاتها، والاستمتاع بالسفر على متن الخطوط التركية تجربة قلّما تتكرّر؛ إذ قلّما تعمد شركة طيران لإدخال المسافر في أجواء البلاد والسياحة منذ وصوله المطار مروراً باعتلائه الطائرة وليس انتهاءً بإيصاله لواحدة من أجمل الوجهات العالمية.