السياحة في أرض الحرمين ومستقبل واعد للمملكة العربية السعودية
لاشك أن المملكة العربية السعودية هي مقصد كل مسلم في هذا العالم، نتوجه إليها للصلاة وفيها ركن من أركان ديننا الحنيف وهو حجّ بيت الله من استطاع إليه سبيلا، وهي مشروع زيارة لـمليار ونصف المليار مسلم، ما يعزز السياحة الدينية في المملكة بشكل يجعلها إستثناءً عالمياً في هذا القطاع، والمملكة بدورها لم توفر جهدًا لإنجاح عملية الحجّ، في كل سنة تحمل الدولة على عاتقها بذل جميع الجهود من أجل السهر على راحة الحجّاج علاوةً على مشاريع التوسعة التي لا تتوقف.
وإذا كانت السياحة من القطاعات الحيوية التي تهتم بها كل بلدان العالم لما توفره من عملة صعبة ومناصب شغل فإن المملكة ارتأت مؤخراً أن تهتم بهذا القطاع الحيويّ كركيزة من ركائز الإقتصاد الوطني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إن اختزال المخيال الأجنبي للمملكة العربية السعودية في ثنائي الحج والنفط، قد أهمل جوانب أخرى هامّة من تاريخ وجغرافيّة هذا البلد الذي يمتد تاريخه لآلاف السنين، وتتنوع مناظره الطبيعية من صحاري وجبال وشواطىء ستشبع شغف ملايين الباحثين عن الإستمتاع، تتوفر المملكة العربية السعودية على مواقع تاريخية تضاهي مثيلاتها في بقاع أخرى من العالم كـمدائن صالح المصنفة كـتراث عالمي، والفنون الصخرية بحائل والتي صنفت أيضا أحد أبرز المعالم التراثية في العالم بالإضافة إلى مئات المواقع الأخرى التي لم تحظى بعد بمكانتها اللائقة.
يتواجد في المملكة أيضاّ شواطئ رائعة كـشاطئ الفناتير في الجبيل على ضفاف الخليج العربي، وشاطئ الرمال الفضيّة في مدينة جدة وشاطئ ينبع جوهرة البحر الاحمر، بالإضافة إلى شواطئ أخرى تنتظر فقط نصيبها من الإهتمام والترويج بما يعزّز سياحة الإستجمام .
تتوفر المملكة العربية السعودية على بنية تحتية سياحية هائلة بحيث يتواجد فيها أفخم الفنادق في العالم ووسائل مواصلات متنوعة وعالية الكفاءة ومراكز تسوق كبرى ومتاحف وقاعات مؤتمرات علاوة على الأمن والإستقرار الذي تنعم به المملكة مما يؤهلها للتنافس مع الأسواق السياحية التقليدية، ويبقى التحدي الوحيد هو التسويق المنظم لهذه المؤهلات والإنجازات التي راكمتها المملكة على مدى سنوات.
تعوّل المملكة كذلك على السياحة الداخلية لما لها من أهمية قصوى، حيث أن تعرّف السائح المحلي على ماتزخر به بلاده من مؤهلاث طبيعية وحضارية، فهذا النوع من السياحة يساهم في وقف نزيف خروج الاموال وخلق مناصب الشغل للشباب وتشجيع الإستثمار في هذا القطاع، وما تأسيس الهيئة العامة للترفيه إلا تتويجاً لجهود الدولة في خدمة السائح المحلي.
ارتأت القيادة السعودية أن تنهج سياسة جديدة عنوانها التغيير والإصلاح وتنويع مصادر الدخل، إذ يحتل القطاع السياحي أهمية كبرى في رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث تم الإعلان عن مشاريع سياحية ضخمة مثل مشروع القدية الذي سيكون أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم، مما سيدفع بالسياحة في المملكة لأن تكون قطاعاً واعداً للشباب السعودي بشكل يجعل كل المعوّقات التي يعانيها القطاع تتلاشى أمام إرادة التغيير للمملكة العربية السعودية.