السياحة العلاجية - المراكز الطبية أو الطبيعة؟
نوعان من السياحة العلاجية - تعرفوا عليها
السياحة العلاجية هي السفر لغاية العلاج والإستجمام والراحة في المنتجعات الصحية في آنٍ واحد.
تنقسم هذه السياحة بشكل عام إلى نوعين: الأول هو السياحة العلاجية أو الطبية والتي يكون هدفها العلاج في المراكز الطبية أو المستشفيات المعروفة بالكفاءة العالية، والنوع الثاني هو السياحة الإستشفائية والتي تعتمد على العناصر الطبيعية مثل ينابيع المياه المعدنية والكبريتية.
بشكل عام مصطلح سياحة علاجية يستخدم للنوعين وفي موضوعنا هذا سنركز على النوع الثاني من السياحة العلاجية والتي توفر عناصر طبيعية لعلاج المرضى.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تونس:
من الدول الرائدة في مجال السياحة الإستشفائية إذ انها تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية خصوصاً لناحية العلاج بالماء ما جعلها تتفوق على غيرها من الدول الأوروبية. المناطق الأشهر هي في شمال البلاد وجنوبها وهناك ٤ محطات إستشفائية و٥٠ مركزاً للعلاج بالمياه الطبيعية و٦٠ مركزاً للعلاج بمياه البحر و٥٠ مركز نقاهة و١٨ نبعاً مائياً جوفياً حاراً بالإضافة الى العديد من الحمامات الشعبية التي يقصدها المئات.
العلاج بالماء ليس بالأمر الحديث بل يعود الى عصر الرومان ويستقطب هذا النوع من العلاج أكثر من ٢٠٠ الف سائح سنوياً. تعتبر مناطق قربص، حمام بورقيبة وجبل الوسط وزغوان وحمام بنت الجديدي والخبايات وشانشو بحامة قابس من أشهر المحطات الإستشفائية.
الأردن:
هي الأكثر شهرة لناحية السياحة العلاجية وذلك بسبب البحر الميت وحمامات عفرا وحمامات ماعين. منطقة البحر الميت من أهم المناطق الإستشفائية على مستوى العالم وذلك لان ما تتمتع به هذه النقطة التي هي الأكثر إنخفاضاً على سطح الأرض من فوائد وخصائص لا توجد في أي مكان آخر. المناخ خال من الرطوبة كما أن العيون الكبريتية جعلته المقصد المثالي لعلاج الأمراض وخصوصاً الجلدية منها.
البحر الميت يتميز بتركيبة كيميائية فريدة فأملاح الكالسيوم فيه قليلة جداً ولكنه يحتوي على معدلات عالية من البروم . الطين يستخدم لعلاج أمراض عديدة كالاكزيما والروماتيزم والام المفاصل وتشنج العضلات والصدفية والفطريات بالإضافة الى البثور.
مستوى الضغط والأوكسجين المرتفع في منطقة البحر الميت جعل منظمة الصحة العالمية تختاره عام ٢٠١١ كمركز عالمي لعلاج أمراض كالروماتيزم وآلام المفاصل والأمراض الجلدية مثل الصدفية، إذ تتم الاستفادة من الخصائص الطبيعية للمنطقة من دون أي أدوية كيماوية .ولا تتوقف أهمية البحر الميت العلاجية على الأملاح المعدنية في مياهه أو كثرة ينابيعه الساخنة، وإنما أيضاً على هوائه النقي وأشعته الصحية إذ يعد تركيز الأكسجين في هواء المنطقة، هو الأعلى في العالم وكذلك الحال بالنسبة للضغط الجوي.
مصر:
أم الدنيا مصر تملك سمعة طيبة جداً لناحية العلاج بالطين والرمال والمياه الكبيريتية. مصر تملك مقومات عديدة جداً ما تزال غير مستغلة كما ينبغي كما لا يتم الترويج لها كما يجب لناحية السياحة العلاجية .
الحمامات الكبريتية في حلوان مثالية لعلاج الأمراض الجلدية وكذلك الامر بالنسبة لحمامات فرعون في رأس سدر ،هناك أيضاً حمامات الطمى والدفن في الرمال في أسوان للعلاج من الروماتيزم أما رمال سفاجا فهي تستخدم للعلاج من مرض الصدفية.
عيون موسى التي تقع جنوب سيناء تمتاز بمياه كبريتية حرارتها ٣٧ درجة مئوية طوال العام كما انها تحتوي على عنصر الصوديوم وبالتالي فهي تساعد على إلتئام الجروح بسرعة كما أن المغنيسوم له تأثيره العلاجي للامراض الجلدية كالبهاق والصدفية.
حممات فرعون تعالج الامراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وخشونة الركبة وآلام العمود الفقري .
واحة سيوة التي تتميز بمناخها الجاف طوال العام تساعد في علاج آلام المفاصل والعمود الفقري وأمراض الجهاز التنفسي، اما الرمال الساخنة في جبل الكزور فتساعد في علاج الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية وأمراض الجهاز الهضمي.
الإمارات:
عين الفايضة وبحيرات الينابيع الكبيرتية تعتبر من أهم الوجهات العلاجية في البلاد بالإضافة الى الإستراحة في أسفل جبل حفيت التي تتميز مياهها المعدنية بالكثير من الخصائص الطبية ناهيك عن مستودع ماء ضخم تم اكتشافه عام ٢٠١٢ في أسفل جبل حفيت ويملك خصائص علاجية للامراض الجلدية والروماتيزم.
تنتشر الينابيع وعيون المياه الكبريتية في العديد من المناطق أهمها عين خت الكبريتية وأم عرج برأس الخيمة ومضب والغمور بالفجيرة والعين الكبريتية بمنطقة الطويين والعين الكبريتية بمدينة العين وغيرها من العيون وينابيع المياه الكبريتية .
هذه المناطق يقصدها الباحثين عن علاجات طبيعية و للحصول على فوائد المياه المعدنية والكبريتية لعلاج الأمراض الجلدية والمفاصل وغيرها.
ليبيا:
تضم ليبيا الكثير من المناطق التي تملك خصائص علاجية ولكنها غير مستغلة كما يجب وذلك بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد منذ سنوات طويلة. بحيرة قبرعون تقع جنوب ليبيا وتتميز بنسبة ملوحة عالية جداً كما حرارتها مرتفعة طوال العام . وخلافاً للملوحة العالية للبحيرة فإن المياه المحيطة بها صالحة للشرب ويكفي ان يحفر الشخص بيديه بالرمال حتى يعثر على مياه تختلف بشكل كلي عن تلك الموجودة في البحيرة.
المكان هذا يقصده الذين يعانون من الامراض الجلدية بشكل خاص. في المقابل واحة جالو هي منتجع طبيعي للإستشفاء وذلك لما تمتاز به من مناخ جاف طوال العام وطبيعة الرمال الساخنة التي لها خصائص علاجية يتم إستغلالها لعلاج الروماتيزم وآلام المفاصل والعمود الفقري.