السياحة السوداء.. طريقة أمريكية جديدة لمواجهة الموت قيمتها 75 دولاراً
تحل هذا العام، الذكرى السنوية الخمسين لـ جرائم مانسون، التي شغلت الرأي العالم الأمريكي منذ ما يقرب من 25 عاماً، وهي قصة السفاح "تشارلز مانسون"، الذي قتل العديد من الأشخاص بطريقة بشعة، وتحولت القضية إلى قصة مثيرة تداولها الأمريكيون.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ثم تحولت القضية بعد ذلك إلى فكرة التطبيق العملي، عن طريق مشاهدة الناس لطريقة القتل، وبلغت تكلفة التذكرة لجولة تستمر أربع ساعات تتعقب الجرائم التي ارتكبتها "عائلة مانسون" 75 دولاراً، يزور خلالها الشخص عدد من المواقع التي تم تنفيذ بها أبشع الجرائم في الولايات المتحدة الأمريكية.
شاهد أيضاً: ماذا تعرف عن الغرفة الماطرة!
وحسب الوكالة الألمانية، يقول تيري بولو، المرشد السياحي بشركة هلتر سكلتر السياحية: "نحن نتوجه لموقع الجريمة، ونطلع على كل شيء بشأن القتلة الوحشيين من خلال تسجيلات صوتية ومرئية، إنها قصة مستغربة ومروعة".
وعادة تكون الجولة التي وضعها سكوت مايكل، الخبير في شؤون عائلة مانسون، مكتملة العدد، ويُعرف الأشخاص الذين يشاركون في الجولة، بإسم "السياح المظلمين" أو "السياح السود"، وهو لقب يُطلق على الأفراد الذين يرغبون في زيارة الأماكن المرتبطة بالموت والدمار؛ حيث ابتكر هذا المصطلح الباحثان البريطانيان في مجال السياحة "جون لينون" و"مالكولم فولي" عام 1996
-
1 / 5
قال "بيتر هوهنهاوس"، أحد مسافري الرحلات المظلمة أو الرحلات السوداء، ويدير موقعاً عليه معلومات ومقاصد محتملة للأشخاص الذين يفكرون مثله: "إن السائح المظلم المهتم للغاية بوجهته سيقرأ عنها مسبقاً".
وفي سياق متصل توجد قصة أخرى دعمت فكرة انتشار السياحة السوداء، وهي ما فعله الملياردير "هيمن"، الذي سيطر على التجارة الدولية للكوكايين في ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث كان مسؤولاً عن وفاة الآلاف، وأقام حفلات جامحة في هاسيندا نابوليز، التي كانت تضم أيضاً حديقة حيوان ومدرج طائرات وحلبة لمصارعة الثيران وبحيرات صناعية.
من الأسباب التي قد يختار الأشخاص بناء عليها زيارة مثل هذه المواقع، هو المواجهة التي تقدّمها لكوابيسهم، حسبما يقول هوهنهاوس، عبر موقعه الإلكتروني؛ فإنها تجعلهم يفكرون في كيف سيتصرفون خلال حدوث كارثة.
شاهد أيضاً: ناسا تكشف أسرار الجزيرة الأكثر غموضاً على الكوكب
وعلى صعيد آخر، توجد وجهة نظر مختلفة يتبناها، فيليب ستون، الباحث في معهد السياحة السوداء، وهو الأول من نوعه في العالم بجامعة سنترال لانكشاير؛ حيث أشار في دراسته قائلاً: "إن الموت يحدث بازدياد خلف أبواب مغلقة في المجتمعات العلمانية الغربية، وتقدم السياحة السوداء نوعاً من الترشيح الاجتماعي بين الحياة والموت أو لمواجهة الموت".
بعد انتشار فكرة السياحة المظلمة، استغلت الشبكة الإعلامية العالمية "نتفلكس" الأمر، وأنتجت العديد من الأفلام عن السائح الأسود، ولاقى ذلك نجاحاً كبيراً أثناء عرضه.