الرياح الشيطانية: حرائق كاليفورنيا تلتهم لوس أنجلوس
تواجه لوس أنجلوس كارثة طبيعية غير مسبوقة بسبب حرائق كاليفورنيا، وذلك مع اندلاع سلسلة من الحرائق المدمرة التي اجتاحت مناطق واسعة من المدينة والمناطق المحيطة بها. هذه الحرائق أسفرت عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وتدمير آلاف الممتلكات، تاركة وراءها دمارًا واسع النطاق ومشهدًا قاتمًا يحاصر الجميع.
فيما يكافح رجال الإطفاء كذلك ليلاً ونهارًا للسيطرة على النيران، التي تنتشر بسرعة بفعل الرياح العاتية والجفاف الذي تعاني منه المنطقة. وتُظهر التقارير الأولية أن أكثر من 2000 مبنى احترق بالكامل، في المقابل التهمت النيران مساحات شاسعة من الغابات والمناطق السكنية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إخلاء لما لا يقل عن 130 ألف منزل
وعلى إثر ذلك جرى إخلاء لما لا يقل عن 130 ألف منزل وذلك بسبب حرائق الغابات التي اندلعت بأنحاء مقاطعة لوس أنجلوس. فيما لا تزال قوات الإطفاء الأمريكية تحاول السيطرة على الحرائق، وهذا في ظل وجود أجزاء كبيرة من مقاطعة لوس أنجلوس تحت تحذير العلم الأحمر حتى ليلة الجمعة، بحسب التقارير التي نشرت مؤخرا.
وقد شملت المناطق المتضررة أحياء ساحلية بالقرب من المحيط الهادئ وأخرى داخلية مثل باسادينا، مما أجبر الآلاف من السكان على إخلاء منازلهم بشكل عاجل.
الأسباب وراء حرائق الغابات بأمريكا
فيما تعتبر الحرائق في الغابات الشمالية، جزءًا طبيعيًا من النظام البيئي، إلا إن هذه الحرائق بالغابات الاستوائية الرطبة مثل غابات الأمازون نادرة بشكل كبير وتسببها الإنسان بالكامل تقريبًا.
في ظل تزايد التهديدات، أعلنت السلطات الأمريكية نشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس لدعم رجال الإطفاء ومواجهة الموقف المتفاقم. وتأتي هذه الخطوة بعد أن تجاوزت الحرائق إمكانيات الإطفاء المحلية، حيث تواجه فرق الطوارئ تحديات في الوصول إلى المناطق النائية والسيطرة على الجبهات المتعددة للنيران.
هذا وتشتعل النيران في أمريكا بشكل قياسي حتى في النظم البيئية الرطبة، عادة درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المستمر الذي أججته ظاهرة النينيو التي انتهت بوقت سابق، ويأتي ذلك فضلًا عن التغيرات طويلة الأجل الناجمة عن إزالة الغابات والتغيرات المناخية كذلك، حيث تشير الدلائل لأن إزالة الغابات في حد ذاتها مسؤولة عن التغيرات الإقليمية.
وقد أكد المسؤولون أن الأولوية الآن هي حماية الأرواح وتقليل الخسائر البشرية، مشيرين إلى أن عمليات الإجلاء لا تزال مستمرة في المناطق الأكثر عرضة للخطر. كما تم فتح مراكز إيواء مؤقتة للسكان النازحين، إلا أن الأعداد الهائلة تضغط على الموارد المتاحة.