الرئيس الفرنسي يزور معالم العلا الأثرية ومكوناتها التاريخية

  • تاريخ النشر: الخميس، 05 ديسمبر 2024
مقالات ذات صلة
أهم المعالم الأثرية في مدينة الجوف تجربة تاريخية فريدة
أهم المعالم الأثرية في القطيف
7 من أشهر المعالم الأثرية في المكسيك

زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، محافظة العُلا، التي تعتبر واحدة من أبرز الوجهات التاريخية والثقافية في شمال غرب السعودية. جاءت هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، حيث شهدت الإعلان عن إطلاق مشروع "فيلا الحجر"، وهو مشروع ثقافي رائد يعكس التعاون المتنامي بين الجانبين في مجال التراث والثقافة.

يعد مشروع "فيلا الحِجر" أول مؤسسة ثقافية مشتركة بين السعودية وفرنسا، ويهدف إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية على المستوى الدولي. المشروع هو نتاج الشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، ويعكس التزام البلدين بتعزيز التفاهم الثقافي والحوار بين الشعوب. من خلال هذا المشروع، سوف يتم توفير منصة للابتكار والإبداع المشترك، بما يسهم في تطوير المجتمع المحلي ودعم الفنون والتراث العالمي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وتضمنت زيارة الرئيس الفرنسي كذلك موقع "قصر البنت" الأثري الذي هو يعود بناؤه لما قبل الميلاد، حيث يتميز بطريقة بنائه الفريدة، التي تأتي ضمن المواقع الأثرية القديمة التي تحويلها منطقة الحجر التاريخية الأثرية في مدينة العلا، وكذلك شملت الجولة زيارة موقع "الديوان" وهو يعتبر أحد المعالم التاريخية في شمال شرق منطقة الحجر، حيث يعتبر معلمًا أثريًا بارزًا قد شيّد ليشكل مسرحًا مفتوحًا بين طبيعة وتضاريس الحجر ومكوناتها، فيما يعتبر منطقة جبلية تضم طريقًا ضيقة، جرى نحتها داخل صخرة جبلية تسمى "الديوان" وتحيط بها جدران وأعمدة حجرية بطراز معماري وهندسي رائع حيث يجسد طبيعة العمارة في تلك الحضارات القديمة.

وبدأت زيارة الرئيس الفرنسي بجولة في موقع "الحِجر" الأثري، الذي يعتبر أول موقع سعودي يدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

هذا الموقع التاريخي العريق يعود تاريخه لآلاف السنين، وهو موطن لآثار حضارة الأنباط التي تميزت بفنون النحت على الصخور والمعمار الفريد. أثناء جولته، اطلع ماكرون على مجموعة من المعالم الأثرية البارزة، مثل المدافن المزخرفة والنقوش القديمة التي تجسد عظمة الحضارات التي تعاقبت على المنطقة.

وتعكس زيارة ماكرون واهتمامه بالعُلا التزام فرنسا بتعزيز العلاقات الثقافية مع السعودية، وتأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تطوير قطاع السياحة والتراث في المملكة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. كما يتوقع أن يسهم مشروع "فيلا الحِجر" في تعزيز السياحة الثقافية في العُلا، وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بالتاريخ العريق الذي تحتضنه هذه المدينة.
 
وهذا بخلاف جولة سياحية لعدد من المواقع والشواهد التاريخية القديمة التي تزخر بها محافظة العلا، حيث تشكل مقصدًا لكثير من السائحين من مختلف الدول، فهي تحظى بعناية الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ووزارة الثقافة والهيئة السعودية للسياحة، ومختلف الجهات ذات العلاقة، وذلك بغرض الحفاظ على مكوناتها بوصفها إرثًا إنسانيًا يعبّر عن طبيعة العلا، وواقع الحضارات الإنسانية التي قد سكنت المنطقة على مدار العصور.

هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وإبراز العُلا كوجهة عالمية للتراث والثقافة، ما يعزز من مكانتها كإحدى أبرز المواقع السياحية في العالم.