الدرعية.. أرض عاصمة التأسيس
تملك السعودية تاريخ عميق وعريق وهو الذي يستحق أن يذكر بواسطة أبناء المملكة وبكافة تفاصيله الثرية، حيث يعبر عن تاريخ الدولة العريقة والممتد إلى 3 قرون. وفي هذا قد صدر الأمر الملكي الكريم بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1443هـ الموافق 27 يناير 2022، بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوما لذكرى "تأسيس الدولة السعودية" ويعرف باسم "يوم التأسيس".
وتعرف المملكة العربية السعودية بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني. فيما تأتي "الدرعية" كمدينة تاريخية وثقافية هامة في تكوين الهوية السعودية. فعلى الرغم من أنها لم تكن منطلقًا لتأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 3 قرون فقط، إلا أنها كانت مهدًا لثقافة المملكة وعاصمة للفكر في المنطقة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مهد تأسيس المملكة العربية السعودية
تاريخ الدرعية يعود لعدة قرون، فيما قد كانت المدينة منذ القدم مركزًا ثقافيًا رائدًا في المنطقة. حيث تعتبر الدرعية بوابة الحجاز والمدينة المقدسة، وكذلك قد كانت محطة هامة على طريق الحج للمسافرين القادمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. كما أنها كانت مركزًا للتجارة والحضارة، إذ التقى فيها التجار والمسافرون والعلماء من مختلف الثقافات والخلفيات.
وتقع الدرعية على ضفاف وادي حنيفة الذي كان يعرف قديمًا باسم "وادي العِرْض" حيث قد قال الأصمعي: "أخصب ذلك العِرْض وأخصبت أعراض المدينة وهي قراها التي في أوديتها"، فيما قد قال كذلك أبو عبيد السكوني "عرض اليمامة.. وادي اليمامة، ينصب من مهب الشال و يفرغ في مهبّ الجنوب ما يلي القبلة، فهو في باب الحجر، وما حوله من القرى تسمّى السفوح، والعرض كله لبني حنيفة إلا شيء منه لبني الأعرج من بني سعد بن زيد مناة بن تميم".
اهتمام كبير من القيادة بالدرعية
وتتمتع الدرعية كذلك عاصمة الدولة السعودية الأولى باهتمام كبير من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تمثل هذا الاهتمام بتسجيل حي الطريف التاريخي بالدرعية بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة منظمة "اليونسكو" وذلك في سنة 2010، حيث كان الملك سلمان بن عبدالعزيز أميرا للرياض.
وهناك تنوع ثقافي غني بها حيث تأثرت الدرعية بالعديد من الثقافات والتقاليد على مر العصور، مما أدى إلى هذا حيث باتت المدينة موطنًا للعديد من العلماء والمفكرين البارزين الذين ساهموا في تطوير الفكر والثقافة بالمنطقة. وقد توفرت في الدرعية البيئة المثالية للتبادل الثقافي والازدهار الفكري، كما توجد بها مدارس ومكتبات ومراكز تعليمية ودينية.
وبأحدث تطورات مشروع تطوير الدرعية، جرى وضع حجر الأساس لسبعة فنادق عالمية فاخرة، وهذا بالإضافة إلى افتتاح فندق "باب سمحان"، وهو واحد من بين 41 فندقًا في المنطقة، خلال شهر ديسمبر الماضي. كما تم الإعلان كذلك في الشهر نفسه عن اختيار مصمم لمشروع دار الأوبرا الملكية في الدرعية، في إطار خطط "شركة الدرعية" لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية، تستهدف استقطاب أكثر من 50 مليون زائر بحلول عام 2030.