الخنجر العماني الرمز الوطني لسلطنة عمان: تاريخه وأنواعه واستخدامه
الخنجر العماني هو من أشهر الرموز في سلطنة عمان، يمكن رؤيته على العلم العماني وعلى الأوراق النقدية العمانية، وفي كل الوثائق الرسمية وكتب المدارس، حيث للخنجر تاريخ وأنواع وكذلك استخدامات مختلفة ويلبس الرجال هذا الخنجر في التجمعات والمناسبات الرسمية وغير الرسمية، لكن مؤخرًا، انخفض عدد الرجال الذين يحملونه، دعونا نتعرف على هذا الخنجر التقليدي وتاريخه وما يرمز له.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي مكونات الخنجر العماني؟
ما هو الخنجر العماني؟
يعتبر الخنجر العماني الرمز الوطني لدولة عمان، كلمة الخنجر هي في الأصل عربية، وتشير إلى السيف القصير المنحني الذي يأخذ شكل حرف J.
يقسم هذا الخنجر إلى ثلاثة أجزاء رئيسية وهي:
نصل الخنجر: هو الجزء المعدني الذي يكون حادًا، يصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس. تكون الخناجر التي تصنع من الذهب والفضة مخصصة للملوك والأثرياء.
مقبض الخنجر: يشكل الجزء العلوي من الخنجر، تقليدًا، يصنع هذا المقبض من العاج الذي يكوّن أنياب الفيل أو قرن وحيد القرن، لكن مؤخرًا، وبسبب منع الإتجار بالعاج في العالم، يستخدم مصنعو الخناجر في عمان مواد أخرى مثل الخشب أو البلاستيك أو عظم الجمال، هذه المواد جعلت الخناجر العمانية متوفرة وتباع بأسعار رخيصة.
غمد الخنجر: وهو غمد معدني يدخل فيه النصل، يكون هذا الغمد مصنوعًا من مواد مختلفة وعليه زخارف متنوعة، وتختلف أسعار الخنجر أيضًا بحسب المواد المستخدمة في صناعة الغمد والزخارف التي يتم نقشها عليه.
تاريخ الخنجر العماني
يشتهر العرب في شبه الجزيرة العربية بأنواع من الأسلحة التقليدية مثل الخناجر والسيوف والرماح، لكن الخنجر العماني يتميز بأنه مختلف في شكله وزخارفه عن أنواع الخناجر الأخرى التي يصنعها العرب.
لا أحد يعرف متى ظهر الخنجر العماني، لكن تم إيجاد رسوم لهذا النوع من الخناجر في قمة أحد الجبال شمال سلطنة عمان.
في عام 1672، قام الرحالة الهولندي روبرت بادبروغ بزيارة مدينة مسقط (عاصمة سلطنة عمان حاليًا)، وتحدث عن الخنجر العماني في روايته للرحلة.
يرتدي الرجال في عمان الخنجر على حصرهم. استمر تقليد حمل الخنجر منذ القدم حتى عصرنا هذا، لكن اليوم، يعتبر هذا الخنجر رمزًا وطنيًا وثقافيًا لسلطنة عمان، وجزءً أساسيًا من تراثهم الثقافي، ويعتبر انعكاسًا للرجولة ودليلًا على المكانة الاجتماعية.
صناعة الخناجر
- تعتبر صناعة الخناجر في عمان واحدة من الصناعات التقليدية البارزة، حيث ينتقل تقليدياً هذا الفن من جيل إلى جيل، ويشترك فيه رجال ونساء، مما يجسد براعة الحرفي العماني وخبرته ومهارته عبر العصور.
- يتم تصميم كل خنجر يدويًا بشكل دقيق ومعقد لتلبية مواصفات العميل، حيث يتألف من النصل والقرن والغمد.
- يصنع النصل غالبًا من الحديد، وكانت نصول الخناجر العمانية تُستورد وتُصنع محليًا. يُصنع الغمد من قطعة خشبية تُغطى بجلد الماعز أو البقر، وتُزين الأغماد عادةً بخيوط فضية أو ذهبية تطرز بأشكال هندسية وزخارف.
- أما القرن الذي يعتبر مقبض النصل، فيتم صنعه من قرون حيوانات مثل القرن وحيد القرن أو الغزال، ويُزخرف بالفضة أو الذهب، مع تبديل المواد بعد قانون حماية الحيوانات المهددة بالانقراض.
- ويتميز الحزام بأنه مصنوع من الجلد أو منسوج ويحتوي على أبزيم فضي في طرفه، ويكون الطرف الآخر مزينًا بقطعة جلدية طويلة تحتوي على ثقوب أو سلسلة فضية.
لماذا يستخدم الخنجر؟
استخدم الخنجر اليوم
الآن، يعتبر الخنجر العماني الرمز الوطني الرسمي لسلطنة عمان، وهو مرسوم باللون الأبيض على الزاوية العلوية اليسرى من علم الدولة، كما أن رمز الخنجر موجود على كل الوثائق الرسمية كأوراق السلطان والوزارات والمحاكم، وفي كتب المدارس والجامعات العمانية، حتى السيارات التي تتبع للشرطة ووزارة الدفاع والأليات العسكرية عليها رمز الخنجر، وعلى كل العملات النقدية المعدنية والأوراق النقدية أيضًا.
بالنسبة للسكان، يعتبر هذا الخنجر جزءً من اللباس التقليدي في السلطنة، حيث يرتديه الرجال فقط على خصرهم فوق الدشداشة البيضاء التقليدية ذات الأكمام الطويلة. لا يرتديه الرجال عادةً في كل الأوقات، بل في المناسبات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية مثل حفلات الزفاف والأعياد والجنازات أو الاجتماعات مع الوجهاء والمسؤولين، حتى أن البعض يرتديه عند التقدم لإجراء مقابلة عمل في الشركات.
أنواع الخنجر العماني
يوجد 5 أنواع من الخناجر العمانية، والتي تختلف عن بعضها في التصميم ونوع المواد المستخدمة والحجم، هذه الأنواع هي:
الخنجر السعيدي
يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر ويعود أصل التسمية إلى قبيلة البوسعيدي في عمان، والتي يشتهر رجالها بارتدائه، لكن يمكن أيضًا ارتداؤه من قبل الرجال الذين ينتمون لقبائل أخرى. تقول القصة أن السلطان "سعيد بن سلطان" كانت له زوجة فارسية ملت من خنجر زوجها القديم، فصممت له خنجرًا جديدًا، يعتبر الهنجر السعيدي من أنواع الخناجر النادرة والذي يتميز بوجود زخارف نباتية عليه.
الخنجر الظاهري
يعود إلى القرن الثامن عشر، يتميز بأن المقبض مصنوع من العاج المأخوذ من قرن وحيد القرن أو ناب الفيل القرن، ويكون الغمد مصنوع من الجلد ومرصع بالفضة.
الخنجر الظفاري
يعود إلى منطقة ظفار في جنوب سلطنة عمان، يشبه إلى حدٍ كبير الخنجر اليمني التقليدي.
الخنجر الشرقي
له طوق مصنوع من الذهب المزخرف، أما الغمد فهو مرصع بالذهب والفضة. وتكون الزخارف عليه معقدة للغاية.
الخنجر الباطني
له مقبض مصنوع من العاج ومرصع بالفضة، الغمد يكون مرتبط بحزام مصنوع من نسيج خاص فريد من نوعه.
الأسلحة التقليدية مثل الخناجر لم تعد تستخدم كثيرًا بعد اختراع الأسلحة النارية، هذا جعل دور الخنجر في عمان يتغير، فبعد أن كان في الماضي سلاحًا يستخدم للحماية والدفاع عن النفس، أصبح اليوم تقليدًا يعتز به العمانيون ودليلًا على الرجولة والرفعة والمكانة الاجتماعية، وليس من المستغرب أن يقوم العمانيون بإهداء هذا الخنجر لمن يزور بلدهم. قد تبدو هذه الهدية غريبة بالنسبة للسياح، لكن في عمان، من الشائع أن تهدي النساء خنجرًا باهظ الثمن لزوجها أو أخيها أو ابنها البالغ أو الشاب الذي تحبه. فالعرب يعتبرون الأسلحة أعظم ما لديهم.