البتراء... المدينة الوردية
تعد الأردن من المناطق السياحية التي تجذب السياح والحجاج منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا، بفضل تضمنها العديد من الأنشطة ومواقع التراث العالمي ومن أهمها وأبرزها مدينة البتراء الأثرية.
دخلت البتراء قائمة العجائب السبع في العالم عام 2007، وتمثل جانباً هاماً في جذب الحركة السياحية إليها وأكثر المواقع تفرداً في الأردن والعالم.
انفراد وتنوع
تتفرد المدينة من الناحية الطبيعية والتاريخية والجغرافية وقد وضعتها منظمة "اليونيسكو" كأحد أهم مواقع التراث العالمي، لتميزها بمزيج فريد يجمع تراث الحضارات القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة، منها آثار الآدوميين، واليونانيين، والأنباط، والرومان، والبيزنطيين، والصليبين، والمماليك.
تحتضن البتراء عاصمة المملكة النبطية سلسلة جبال الشراة في موقع يشرف على وادي عربة وقد اكتشفها العالم الغربي الرحالة السويسري بيركهارت عام 1812 من خلال رحلة استكشافية كان يقوم بها إلى بلاد الشام ومصروالجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية. وتلا بيركهارت العديد من الغربيين الذين تتبعوا خطاه وقاموا بتدوين انطباعاتهم وأشهر هؤلاء المستكشفين جون ويليام بورغن، شاعر القرن التاسع عشر وصاحب القصيدة التي حازت على جائزة البتراء.
يطلق على البتراء لقب"المدينة الضائعة" وتشكل عنصراً فريداً قائماً على التكامل بين المقومات الطبيعية والبشرية وهذا ما ولد نموذجاً عمرانياً لا مثيل له، فضلاً عن كونها جسراً هاماً في تواصل والتقاء حضارات العالم القديم وتعد كنزاً حقيقياً للأردن.
وتعد البتراء من أشهر المواقع في الأردن والعالم بفضل طبيعة بنائها المنحوت في الصخر الوردي وتعتبر مثالاً لأعرق حضارة عربية هي حضارة الأنباط وكذلك شاهداً على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراء وإبداعاً.
جمال طبيعي آخاذ
تتميز البتراء بجمال طبيعي ساحر وآخاذ، حيث تزداد الألوان المختلفة في صخور الحجر الرملي الكامبري والأوردفيشي عند انعكاس الشمس على واجهاتها، بالإضافة إلى جبالها وتلالها المقببة التي هذبت وصقلت وتدخل البهجة والسرور إلى النفوس.
وتسمح المدينة للزائر بالإطلاع على حضارة متكاملة ومتحفاً أثرياً يمكن التعرف من خلاله على أحوال وتاريخ الحضارات التي تعاقبت عليها، حيث تضم 850 موقعاً أثرياً تنتشر في كافة أرجاء المدينة.
وتعتبر الليثوغرافيا من أهم الرسومات التي رسمها ديفيد روبرتس للبتراء ومنطقة وادي موسى أثناء زيارته عام 1839 والتي تجاوز عددها عشرين لوحة ليثوغرافية وقد طبع العديد منها، مما أعطى البتراء شهره عالمية.
اقرأ المزيد:
بالصور: "دهب" تجربة سياحية هادئة في أحضان الجبال
بالصور: جبال الهملايا بين الأسطورة والجمال
بالصور: جمال الطبيعة في ماليزيا الذي يجعلك ترغب في زيارتها
بالصور: تعرف على أماكن سياحية تزورها في فصل الخريف
تم نشر هذا المقال مسبقاً على القيادي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا