الاحتفال بيوم بلوتو العالمي في 18 فبراير
يحتفل العالم في 18 فبراير من كل عام بـيوم بلوتو العالمي، وهو مناسبة علمية مميزة يتم فيها تسليط الضوء على واحد من أكثر الأجرام السماوية إثارةً للجدل، بلوتو، الذي كان يُعرف في السابق بالكوكب التاسع في المجموعة الشمسية. يُعد هذا اليوم فرصة لاستعراض تاريخ بلوتو وأهميته العلمية، بالإضافة إلى الجدل الذي دار حول تصنيفه، والذي أدى إلى إعادة تعريفه ككوكب قزم في عام 2006.
تاريخ اكتشاف بلوتو وأهميته العلمية
تم اكتشاف بلوتو في 18 فبراير 1930 على يد عالم الفلك الأمريكي كلايد تومبو أثناء عمله في مرصد لويل بولاية أريزونا. كان الاكتشاف تتويجًا لعقود من البحث عن كوكب تاسع يُكمل المجموعة الشمسية. وعلى الرغم من صغر حجمه الذي لا يتجاوز ثلثي حجم قمر الأرض، تم الاعتراف ببلوتو ككوكب رئيسي لعدة عقود. يدور بلوتو حول الشمس في مدار بيضاوي غير منتظم، مما جعله يقترب أحيانًا من كوكب نبتون أكثر من اقترابه من كوكب المشتري.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لكن في 2006، قرر الاتحاد الفلكي الدولي تعديل تعريف الكواكب، إذ وضع معايير جديدة تستثني بلوتو من تصنيف الكواكب الكاملة، وبدلاً من ذلك، تم تصنيفه على أنه "كوكب قزم" بسبب حجمه الصغير وعدم قدرته على السيطرة على مداره بشكل كامل. أثار هذا القرار موجة من الجدل بين العلماء وعامة الناس، حيث اعتبر البعض أن بلوتو يستحق الاحتفاظ بمكانته ضمن الكواكب التسعة، بينما رأى آخرون أن إعادة التصنيف تستند إلى معايير علمية واضحة.
يهدف يوم بلوتو العالمي إلى تكريم الاكتشافات الفلكية وتعريف الناس بالأهمية العلمية لهذا الكوكب القزم. يتم الاحتفال بهذا اليوم في المتاحف الفلكية والجامعات والمراصد، حيث تُقام محاضرات وندوات علمية تناقش تطورات استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى عرض صور وبيانات حديثة عن بلوتو، خاصة تلك التي حصلت عليها مهمة نيو هورايزونز التابعة لوكالة ناسا، والتي زارت بلوتو في 2015 وقدمت معلومات مذهلة حول سطحه، غلافه الجوي، وتضاريسه الجليدية.
كما يُعتبر الاحتفال فرصة لإثارة فضول الأجيال الجديدة وتشجيعهم على الاهتمام بعلوم الفضاء والفلك. ففي عصرٍ تتسارع فيه الاكتشافات الفضائية، يظل بلوتو مثالًا حيًا على كيفية تطور المعرفة العلمية وتغير المفاهيم مع مرور الزمن.
رغم فقدانه لمكانته ككوكب رئيسي، لا يزال بلوتو محور اهتمام العلماء والباحثين، فهو يمثل نافذة لفهم النظام الشمسي الخارجي، حيث يعتقد البعض أنه قد يحمل أدلة مهمة عن نشأة الكواكب وظروف تكوينها. بالإضافة إلى ذلك، فإن موقع بلوتو في حزام كايبر يجعله واحدًا من أهم الأجرام السماوية التي تساعد في فهم طبيعة الأجرام الجليدية البعيدة.
يظل يوم 18 فبراير مناسبة مهمة للاحتفال بإنجازات علم الفلك، فهو يذكرنا بأن المعرفة العلمية تتطور باستمرار، وأن حدود الفضاء ما زالت تخفي الكثير من الأسرار التي تنتظر الكشف عنها.