الإمارات إلى المريخ: مسبار الأمل يصل الكوكب الاحمر بنجاح
بعد 7 أشهر من الانتظار، وصل "مسبار الأمل" الإماراتي، إلى مداره حول كوكب المريخ، في أول مهمة عربية لاستكشاف الكوكب الأحمر، وبهذا الانجاز أصبحت الإمارات العربية المتحدة خامس دولة في العالم ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.
ومن الآن، يستطيع علماء الإمارات دراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ، حيث يحمل المسبار ثلاث أدوات ستراقب: كيف تتسرب الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين - بقايا المياه الوفيرة من المريخ - إلى الفضاء؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مسبار الأمل والنصف ساعة العمياء
ومثّل يوم الثلاثاء 9 فبراير المرحلة الأكثر أهمية في المهمة الفضائية الإماراتية، حيث كان يترتب عليها إما نجاح المهمة بدخول المسبار إلى مداره حول كوكب المريخ، أو ضياعه في الفضاء للأبد.
ولمدة 27 دقيقة، وفيما يُعرف بـ"النصف ساعة العمياء"، كان على المسبار الذي انطلق إلى الفضاء بسرعة تزيد على 120 ألف كيلو متر/ الساعة، إبطاء هذه السرعة إلى 18 ألف كيلو متر/ الساعة بشكل ذاتي باستخدام محركات الدفع العكسي الستة المزود بها، دون تدخل من مركز التحكم في المحطة الأرضية في دبي.
واستهلك المسبار خلال تلك الدقائق نصف كمية الوقود المزود بها، حيث انطلق من الأرض حاملاً 800 كيلو غرام من الوقود.
ونجاح المسبار في مهمة الـ27 دقيقة وحده، كلل 7 سنوات قضاها فريق المشروع في العمل بدأب ومثابرة لتصميم وتطوير وبناء وبرمجة المسبار بنجاح، وكتب اسم الإمارات في التاريخ كخامس دولة تنطلق في مهمة فضائية لدراسة الكوكب الأحمر.
الإمارات تتزين
وشهدت الأيام القليلة السابقة لوصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، حماساً كبيراً من قبل دولة الإمارات حكومة وشعباً، حيث أضاءت الدولة معالمها العامة ومبانيها ومواقعها التراثية باللون الأحمر.
وشارك برج خليفة، أطول برج في العالم، بعرض العد التنازل لأهم لحظة وهي دخول المسبار إلى مداره.
وشاركت أيضاً عدد من العواصم العربية بإضاءة أبرز معالمها باللون الأحمر دعماً لمهمة الإمارات في الفضاء.
ماذا بعد وصول مسبار الأمل إلى الإمارات؟
وبعد وصول مسبار الأمل إلى مداره حول المريخ، يستطيع العلماء بدء مهمة جديدة تهدف إلى دراسة مناخ الكوكب الأحمر.
ويمكن وصف مسبار الأمل بأنه نوع من الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس أو المناخ للمريخ، وبشكل أكثر تحديداً، سيدرس المسبار كيفية انتقال الطاقة عبر الغلاف الجوي من أسفل إلى أعلى، في جميع أوقات اليوم وخلال جميع فصول السنة.
كما يدرس بعض الظواهر مثل: الغبار المتصاعد الذي يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الغلاف الجوي على المريخ، سلوك الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين في الجزء العلوي من الغلاف الجوي، خاصة أن هناك شك في أن تلك الذرات تقوم بدور مهم في التآكل المستمر لطقس المريخ بسبب الجسيمات النشطة التي تتدفق بعيداً عن الشمس، ويلعب ذلك دوراً في فقدان الكوكب حالياً معظم المياه التي كان من الواضح أنها موجودة في وقت مبكر من تاريخه.
ولأجل جمع ملاحظاته، سيدخل مسبار الأمل مداراً يقف بعيداً عن كوكب المريخ على مسافة تتراوح بين 220 ألف كيلو متر إلى 44 ألف كيلو متر، مما يعني أننا سنحصل على صور رائعة للكوكب الأحمر بالكامل بصفة منتظمة.
ويبتعد المريخ عن الأرض حالياً بمسافة 190 مليون كيلو متر، وهذا يعني أن توجيه أي أمر يستغرق وقتاً قدره 11 دقيقة حتى يصل إلى المسبار، وهو وقت طويل للغاية، لذا يجب أن يتمتع مسبار الأمر باستقلالية كاملة لإكمال مناوراته.
الإمارات في الفضاء
وبدأت رحلة "مسبار الأمل" كفكرة، خلال اجتماع حكومة دولة الإمارات عام 2014، قبل أن تتحول إلى خطة استراتيجية ومشروع علمي عملاق له أهداف غير مسبوقة في تاريخ البشرية، يحمل اسم: "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ"، انطلق من الأرض إلى الفضاء في يوليو 2020.
وتضع الإمارات الآمال على بعثة المريخ هذه، كونها مصدر إلهام لشبابها والشباب العربي عموما لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس وعلى مستويات التعليم العالي.
ويتزامل وصول مسبار الأمل إلى المريخ، مع احتفال الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، والذي يوافق 2 ديسمبر/ كانون الأول 1971.
ونظراً لأن الدولة بدأت مؤخراً في عام 2009 مشروعات أقمار صناعية، لم يكن لديها مجموعة المهارات الكاملة لإطلاق بعثة بين الكواكب، لذا تواصل إماراتيون مع عدد من المؤسسات البحثية الأمريكية لإشراكهة في دور التوجيه، وشملت المؤسسات الأمريكية: جامعة كولورادوا في بولدر، جامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
ثلاث رحلات إلى المريخ
وتعتبر بعثة مسبار الأمل الاستكشافية، هي الأولى من بين ثلاث بعثات تصل إلى كوكب المريخ خلال الشهر الجاري، إذ يسعى مسبار "تيانوين-1" الصيني إلى الوصول إلى المدار أيضاً يوم الأربعاء، بينما يستعد الأمريكيون في يوم 18 فبراير/ شباط للوصول بمركبة طوافة أخرى كبيرة.