الأصوات السبعة التي تعزفها الطائرات.. فك اللغز وراء كل صوت
في لحظة تشق الطائرات سماء العالم، تُلفت الانتباه أصواتٌ مختلفة تنبعث منها، أصواتٌ تتراوح بين الهمس الخافت والصراخ المدوي. تلك الأصوات السبعة التي تصدرها الطائرات أثناء رحلاتها، تروي قصةً معقدةً من الهندسة والفيزياء وراء كل صوت. إنها مقابلات بين الهواء والجسم المعدني، نغماتٌ تُعزَف بأوتار من الأصوات الهوائية التي تتفاعل مع كل حركة للطائرة.
في هذا المقال، سنغوص معًا في عالم الأصوات الغامضة التي تصدرها الطائرات. سنكشف النقاب عن السر وراء كل صوت، من الطنين الخفي الذي يلتصق بأذنك عند الإقلاع، إلى الصوت الصاخب للعجلات عند لحظة الهبوط. سنستكشف العوامل التي تؤثر في توليد هذه الأصوات، وكيفية تصميم الطائرات لتقليل تأثيرها أو تحسينها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هدفنا هو فك اللغز وراء كل صوت، وإلقاء الضوء على جوانب غير معروفة من تجربة الطيران، حيث يتقاطع الهندسة والفيزياء والتصميم لإنتاج سيمفونيةٍ هوائية تعزفها كل طائرة في كل رحلة. هيا بنا نخوض في هذا العالم الساحر والغامض لنكتشف سر الأصوات التي تعزفها الطائرات في سمائنا.
الطنين
الطنين الذي تصدره الطائرات خلال الإقلاع والهبوط يعود إلى عدة عوامل في عملية الطيران، وهذه بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور هذا الصوت:
- تدفق الهواء عبر هياكل الطائرة: عندما تتحرك الطائرة بسرعة، يتدفق الهواء بقوة حول هياكلها، مما يسبب اهتزازات واضطرابات في الهواء. هذه الاهتزازات قد تؤدي إلى توليد صوت الطنين الذي نسمعه.
- المحركات والتوربينات: عملية دوران التوربينات والمحركات في الطائرة تنتج أيضًا أصواتًا تشبه الطنين، خاصة أثناء تغيير السرعة أو القوة الدافعة.
- الهياكل المعدنية: الهياكل المعدنية للطائرة تعمل كسطح يتفاعل مع تيارات الهواء بشكل معين، مما يسبب الاهتزازات والصوت المماثل للطنين أثناء التحليق.
- تصميم الطائرة: تختلف الطائرات في تصميماتها وهياكلها، وقد يؤدي ذلك إلى اختلاف في الأصوات التي تنتجها أثناء الطيران. الطائرات ذات الهياكل الأكثر تعقيدًا قد تكون أكثر عرضة لإصدار أصوات طنين.
نتوءات إيقاعية أثناء الإقلاع
نتوءات إيقاعية أثناء الإقلاع قد تكون ناتجة عن عدة عوامل تتعلق بعملية الإقلاع الخاصة بالطائرات. إليك بعض الأسباب المحتملة لظهور هذه النتوءات الإيقاعية:
- اهتزازات هيكل الطائرة: أثناء الإقلاع، تتعرض الطائرة لقوى هوائية كبيرة نتيجة للتسارع وتغيير السرعة. هذه القوى قد تؤدي إلى اهتزازات في هيكل الطائرة، مما ينتج عنه نتوءات إيقاعية تمثل اهتزازات دورية.
- استجابة المحركات: عملية زيادة القوة الدافعة أثناء الإقلاع قد تؤدي إلى استجابة محركات الطائرة بطريقة دورية، حيث تتغير السرعات والترددات بشكل منتظم، مما يسهم في تكوين نتوءات إيقاعية في الأصوات التي تنتجها.
- تأثير الهواء على الأجزاء المتحركة: بعض الأجزاء المتحركة داخل المحركات، أو على الطائرة نفسها قد تتأثر بتدفق الهواء بشكل يؤدي إلى توليد نتوءات إيقاعية، خاصة في أوقات التسارع العالي أو التغيرات الحادة في السرعة.
هدير أثناء الإقلاع
الهدير أثناء عملية الإقلاع هو صوت منخفض التردد يمكن سماعه من قبل الركاب وحتى الأشخاص في المناطق المحيطة بالمطارات أثناء إقلاع الطائرات. هذا الصوت يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل:
- زيادة قوة المحركات: أثناء الإقلاع، يتم زيادة قوة المحركات لتوفير الدفع الكافي لرفع الطائرة من الأرض. هذا التغيير في السرعة والقوة يمكن أن يؤدي إلى توليد صوت الهدير، خاصة إذا كانت الطائرة تستخدم محركات ذات قدرة كبيرة.
- تغير الزخم والتدفق الهوائي: عندما تبدأ الطائرة في الحركة، يتغير التدفق الهوائي حول جسم الطائرة والمحركات، مما يمكن أن يسبب اضطرابات في الهواء تؤدي إلى توليد الهدير.
- التفاعل بين الهواء والهياكل الجوية: هياكل الطائرة، مثل الأجنحة والجناح الذي يعمل كمحرك لطائرة الركاب، يمكن أن تؤدي إلى تشتت الهواء، أو تؤدي إلى هذه الأصوات حتى في وقت الإقلاع،
الأصوات الرنانة أو الأجراس
الأصوات الرنانة أو الأجراس التي قد تسمعها أثناء عملية الإقلاع من الطائرات يمكن أن تكون ناتجة عن عدة أسباب محتملة:
- إنذارات الطائرة: قد تكون الأصوات الرنانة عبارة عن إنذارات داخلية في الطائرة، مثل إشارات التحذير من ضغط الإطارات، أو إنذارات تنبيه عندما تتجاوز الطائرة حدوداً معينة مثل السرعة أو الارتفاع.
- إشارات الهبوط والإقلاع: في بعض الطائرات، قد تكون هناك أصوات رنانة أو إشارات صوتية تنبه الطاقم إلى مراحل مختلفة من عملية الإقلاع أو الهبوط، مثل تشغيل الإضاءة، أو تحرير الكبح، أو إقلاع أو هبوط العتاد.
- أنظمة الاتصالات: قد تصدر بعض الأنظمة في الطائرات أصواتًا رنانة للتواصل داخل الطائرة أو مع مراقبي المرور الجوي.
نباح
أصوات النباح التي قد تسمعها خلال عملية الإقلاع من الطائرات قد تكون غير مألوفة، ولكن قد تكون لها تفسيرات محددة:
- إشارات الطوارئ: في حالات الطوارئ الخطيرة أو الحرجة، قد تكون هناك إشارات صوتية تنبه الطاقم إلى ضرورة التحرك السريع أو اتخاذ إجراءات طارئة.
- اختبارات الأنظمة: قد تشمل عمليات الاختبار للأنظمة داخل الطائرة أصواتًا محاكية لتلك التي يصدرها الكلب النباح.
- أخطاء الإنذار: في بعض الأحيان، قد تسمع أصوات النباح نتيجة لخطأ في أنظمة الإنذار أو التوصيلات الإلكترونية داخل الطائرة.
صوت دوي وهدير أثناء الهبوط
أثناء عملية الهبوط، يمكن سماع عدة أصوات منخفضة التردد مثل الدوي والهدير، وتتأثر هذه الأصوات بعدة عوامل:
- التدفق الهوائي: عندما تتحرك الطائرة بسرعة منخفضة خلال عملية الهبوط، يتدفق الهواء بقوة حول هياكل الطائرة والأجزاء المتحركة مثل عجلات الهبوط والأجنحة. هذا التدفق الهوائي قد يؤدي إلى توليد أصوات دوي وهدير.
- الهياكل المعدنية: تفاعل الهياكل المعدنية للطائرة مع تيارات الهواء قد يؤدي إلى اهتزازات وصوت دوي خلال الهبوط، خاصةً عندما تكون الطائرة قريبة من سطح الأرض.
- نظام الهبوط: أثناء الهبوط، قد تشمل عمليات نظام الهبوط استخدام أجهزة ومراوح خاصة بالفرامل لتقليل سرعة الطائرة، وهذه الأجهزة قد تسبب أصوات هدير خلال التشغيل.
- الظروف البيئية: الرياح والظروف الجوية الأخرى قد تؤثر على كيفية تدفق الهواء حول الطائرة؛ وبالتالي على الأصوات التي يمكن أن تُسمع خلال الهبوط.
إيقاف تشغيل المحركات بعد الإقلاع
يُعرف أيضا بتعليق المحركات (engine shutdown), يمكن أن يحدث في حالات محددة، وعادة ما يكون خاصاً بالطائرات التي تدعم هذه الخاصية، مثل طائرات الركاب الكبيرة. ويرجع السبب لإيقاف تشغيل المحركات بعد الإقلاع للآتي:
- التوفير في استهلاك الوقود: عندما لا تكون المحركات مطلوبة بشكل كامل للطيران في المرحلة الأولى من الرحلة، يمكن إيقاف تشغيل بعض المحركات لتوفير الوقود.
- الحفاظ على المحركات: بعض الطائرات تدعم إيقاف تشغيل بعض المحركات لفترات قصيرة بعد الإقلاع للحفاظ على حالة المحركات وتقليل التآكل.
- الحد من الضوضاء والانبعاثات: إيقاف تشغيل المحركات يمكن أن يساهم في تقليل الضوضاء والانبعاثات البيئية أثناء انتظار الطائرة على الأرض.