اكتشف سحر سراييفو التي تمزج بين الشرق والغرب
تقع سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك، في قلب البلقان، وهي مدينة تحمل في طياتها مزيجًا مذهلًا من الثقافات الشرقية والغربية. تأسست المدينة في القرن الخامس عشر على يد العثمانيين، مما جعلها تحتضن الطراز الإسلامي في هندستها المعمارية، من المساجد والحمامات التقليدية إلى الأسواق القديمة. ومع دخول الحقبة النمساوية-المجرية، أضيفت إلى المدينة لمسات أوروبية كلاسيكية تتجلى في المباني الباروكية والجسور الحجرية التي تعبر نهر ميلياتسكا.
يبرز هذا التنوع في المعالم التاريخية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، مثل مسجد الغازي خسرو بك، الذي يعود إلى القرن السادس عشر، وكاتدرائية القلب الأقدس ذات الطراز القوطي، إلى جانب الكنيس اليهودي القديم. هذا التناغم الثقافي جعل سراييفو تُلقب بـ"قدس أوروبا"، حيث تعايشت الأديان والثقافات المختلفة لمئات السنين، ما منحها طابعًا فريدًا لا يوجد في أي مدينة أخرى بالقارة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أجواء شرقية في قلب أوروبا
يمنحك التجول في حي باش تشارشيا التاريخي شعورًا وكأنك في إحدى الأسواق التقليدية في إسطنبول، حيث تصطف المحلات الصغيرة التي تبيع السجاد اليدوي، والأواني النحاسية المزخرفة، والحلويات الشرقية مثل البقلاوة. هذا الحي العثماني القديم ينبض بالحياة بفضل المقاهي التقليدية التي تقدم القهوة البوسنية بطريقتها الخاصة، حيث تُقدم في إبريق نحاسي صغير مع مكعبات السكر والتين المجفف.
وعلى الجانب الآخر، يمكن الانتقال إلى شارع فيرهاديا، حيث المقاهي العصرية والمحال التجارية ذات الطابع الأوروبي الحديث، مما يعكس امتزاج الشرق والغرب في مشهد واحد. كما تتميز المدينة بمطاعمها التي تقدم أطباقًا تعكس هذا التنوع، مثل طبق "سارما" الذي يجمع بين المطبخ العثماني والأوروبي، و"سيفابي"، وهو طبق مشويات يشبه الكباب الشرقي لكنه يُقدم مع خبز البايدا الفريد.
تحيط سراييفو بسلاسل جبلية رائعة تجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة، حيث يمكن الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة في غابات تريبفيتش أو زيارة ينابيع فريلو بوسنة التي توفر مناظر ساحرة بعيدًا عن صخب المدينة. في الشتاء، تتحول الجبال المحيطة إلى منتجعات تزلج عالمية مثل بيلاشنيتسا، التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1984، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الرياضات الشتوية.
وعلى الرغم من تاريخها الحافل، فإن سراييفو اليوم تنبض بالحياة والثقافة، حيث تقام المهرجانات السينمائية والموسيقية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. وبين شوارعها القديمة وطبيعتها الخلابة، تظل المدينة واحدة من أكثر الوجهات الأوروبية سحرًا، حيث يلتقي الشرق بالغرب في تجربة لا تُنسى.