اكتشاف القرى التاريخية في جبال السروات: بين الطبيعة والتراث


هل حلمت يومًا بزيارة قرى تاريخية تتناغم فيها الطبيعة الخلابة مع عبق التراث؟ ماذا لو كانت هذه القرى تقع في قلب جبال السروات، حيث الهواء العليل والتضاريس الوعرة التي تجعل من كل زيارة مغامرة فريدة؟ قرى غيّه وآل صميد في منطقة عسير ليست مجرد وجهات سياحية، بل هي لوحات طبيعية تحكي قصصًا من الماضي بجمالها وتراثها العريق.
قرية غيّه: لؤلؤة عسير السوداء
موقعها وجغرافيتها
تقع قرية غيّه في مركز خاط بمحافظة المجاردة، وتُعرف بلؤلؤة عسير السوداء، نظرًا لموقعها الفريد فوق حمم بركانية متحجرة. يصل ارتفاعها إلى أكثر من 700 متر، وتبعد حوالي 30 كم عن محافظة النماص. تشكل القرية حلقة وصل بين محافظة النماص في أعالي جبال السروات ومحافظة المجاردة عبر عقبة سنان، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا فريدًا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ملامحها التراثية
تتألف القرية من 15 منزلًا متقاربًا بجانب مسجد أثري وأحواض تجمع المياه التي كانت مصدرًا رئيسيًا للاستخدامات اليومية. تتميز بإطلالاتها البانورامية على محافظة المجاردة واعتدال مناخها، إذ ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 1700 متر، مما يجعلها وجهة مثالية للاستمتاع بالأجواء اللطيفة.
الأنشطة السياحية في غيّه
تقدم غيّه تجربة فريدة لعشاق المغامرة والطبيعة، حيث يمكن للزوار:
- الاستمتاع بالتشكيلات الصخرية والمدرجات الزراعية والشلالات التي تتشكل أثناء الأمطار.
- خوض تجربة تسلق الصخور الملساء المرتفعة، التي تجعل الوصول إلى القرية تحديًا مشوقًا.
- زيارة المنازل التراثية واستكشاف الأدوات التقليدية المستخدمة قديمًا، مثل الفوانيس وأدوات الزراعة.
- الاستفادة من خدمات المرشدين السياحيين المعتمدين من موقع السياحة في عسير.
- مراقبة الحياة البرية المتنوعة، حيث تعج القرية بالطيور النادرة مثل الصقور والحمام البري، إضافة إلى الأرانب والوبارة.
- الاستمتاع بجمال الغطاء النباتي، حيث تنمو الأشجار المعمرة مثل السدر والرقاع والإبراء، إلى جانب النباتات العطرية التي يعتمد عليها النحل في إنتاج العسل.
قرية رهوة آل صميد: وجهة المغامرات الفريدة
موقعها الجغرافي
تقع قرية رهوة آل صميد على مرتفعات جبلية تتميز بالصخور السوداء الضخمة، في الجهة الشرقية من محافظة المجاردة، على بعد 20 كم تقريبًا. يمكن الوصول إليها عبر طريق ترابي وعر يبدأ من مركز خاط، مما يضفي على الرحلة إليها طابع المغامرة والتحدي.
المناخ والطبيعة
تتميز آل صميد بمناخ معتدل صيفًا وبارد ممطر شتاءً، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الأجواء الطبيعية المنعشة.
الأنشطة السياحية في آل صميد
توفر قرية آل صميد العديد من الأنشطة السياحية، منها:
- استكشاف المدرجات الزراعية والمساكن الحجرية القديمة المتناثرة بين الأشجار الكثيفة.
- التجول بين التشكيلات الصخرية العجيبة والنباتات المتداخلة بينها.
- الاستمتاع بالإطلالات الخلابة على ضواحي مدينة المجاردة.
- زيارة القصور والقلاع التي لا تزال صامدة حتى اليوم.
- الاطلاع على النقوش الصخرية والمقتنيات الأثرية التي تعكس تاريخ المنطقة.
- التفاعل مع السكان المحليين الذين لا يزالون يمارسون الزراعة والرعي، مما يمنح الزوار تجربة ثقافية غنية.
- التعرف على الأحواض المحفورة في الصخور، والتي تُستخدم كمصدر لمياه الشرب وري المدرجات الزراعية وسقي المواشي، مما يعكس نمط الحياة التقليدي لسكان القرية.
خلاصة: تعد قرى غيّه وآل صميد وجهات مثالية لمحبي المغامرة والطبيعة والتراث، حيث يمكن للزائرين خوض تجربة استثنائية تجمع بين الجمال الطبيعي والموروث التاريخي. سواء كنت من عشاق تسلق الجبال، أو محبي التراث، أو حتى الباحثين عن أماكن هادئة بعيدًا عن صخب المدن، فإن هذه القرى ستمنحك تجربة لا تُنسى وسط أحضان الطبيعة الساحرة لجبال السروات.